يتجه الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه دونالد ترمب إلى الحدود الجنوبية (الأميركية-المكسيكية)، الخميس، في إشارة إلى دور رئيسي قد تلعبه قضية الهجرة وأمن الحدود في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر، وفق صحيفة "ذا هيل".
وسيزور بايدن براونزفيل في ولاية تكساس، حيث يعمل جاهداً على إقناع الكونجرس باتخاذ إجراءات لمواجهة تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التفكير في اتخاذ إجراءات تنفيذية لمعالجة هذه المسألة.
وذكر مسؤول في البيت الأبيض أن "بايدن سيلتقي بأعضاء من حرس الحدود وقادة محليين، وسيدعو الجمهوريين في الكونجرس للنظر في اتفاقية أمن الحدود الثنائية (مع الحزب الديمقراطي) التي قدمها مجلس الشيوخ".
بينما قال مسؤول آخر في البيت الأبيض إن بايدن "سيكرر دعواته للجمهوريين في الكونجرس للتوقف عن ممارسة السياسة في الأزمة الحدودية وتوفير التمويل اللازم للاستعانة بالمزيد من عملاء حرس الحدود، وموظفي مكتب اللجوء، وتكنولوجيا الكشف عن الفنتانيل، وغير ذلك"، وفق موقع أكسيوس".
وتأتي زيارة بايدن في الوقت الذي بات فيه تعامله مع الحدود الأميركية الجنوبية "نقطة ضعف سياسية"، فيما يكثف جهوده لإعادة انتخابه.
وستتزامن هذه الزيارة مع خطط ترمب، الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة، للإدلاء بتصريحات عند الحدود.
"محاولة غير صادقة"
وفي الإطار، قالت الناطقة باسم حملة ترمب، كارولين ليفيت، في بيان: "لن تنجح محاولة اللحظة الأخيرة وغير الصادقة لبايدن في مطاردة الرئيس ترمب إلى الحدود. يعرف الأميركيون أن بايدن يتحمّل بمفرده مسؤولية أسوأ أزمة هجرة في التاريخ، وأزمة الجريمة التي تنجم عن المهاجرين، والتي تؤثر على كل مجتمع في بلادنا".
كان العدد القياسي للاعتقالات عند الحدود الجنوبية خلال الأشهر الأخيرة عبئاً سياسياً على بايدن، حيث ألقى الجمهوريون باللوم على البيت الأبيض فيما يعتبرونه "أزمة هجرة".
وهاجم ترمب بايدن بشأن الهجرة والحدود لعدة أشهر، وتعهد بتنفيذ عملية ترحيل واسعة النطاق إذا أُعيد انتخابه.
فيما يواجه بايدن، الذي زار الحدود آخر مرة في يناير 2023، "ردود فعل سلبية" إزاء تعامله مع الحدود الجنوبية، في ظل عدد قياسي من عمليات عبور الحدود.
وأكد البيت الأبيض مراراً أن "بايدن أرسل مقترحاً للهجرة إلى أعضاء الكونجرس في أول يوم له في منصبه، وعبَّر الرئيس عن إحباطه لعدم تبني مقترح ثنائي الأطراف حديثاً بشأن أمن الحدود".
وعارض ترمب المشروع، معتبراً أن تمرير التشريع سيضر بالجمهوريين سياسياً.
وعقب الإعلان عن مشروع القانون، كتب رئيس مجلس النواب (الجمهوري) مايك جونسون عبر منصة "إكس" أن "مشروع القانون أسوأ مما توقعنا، ولن يقترب من إنهاء الكارثة الحدودية التي تسبب بها الرئيس".
وتعهد بأنه "إذا وصل مشروع القانون هذا إلى مجلس النواب (الذي يهيمن عليه الجمهوريون) فسيكون ميتاً عند وصوله".
قضية محورية
وتأتي هذه الزيارات الحدودية المتنافسة، بعد أن تخلى الجمهوريون في مجلس الشيوخ عن اتفاق بين الحزبين بشأن الحدود، بعد أشهر من المفاوضات، في وقت سابق من هذا الشهر.
ومنح رفْض الجمهوريين لاتفاق الحدود بين الحزبين الفرصة للديمقراطيين للهجوم عليهم، إذ اتهموهم بـ"السماح للسياسة بعرقلة حلول أزمة الحدود".
وتُظهر استطلاعات الرأي أن قضية الهجرة تُمثّل عاملاً رئيسياً للأميركيين الذين قالوا إنهم "لا يوافقون على أداء بايدن"، فيما استغل الجمهوريون صراع بايدن مع فوضى الحدود ليجعلوا منها نقطة محورية في حملتهم الانتخابية.
والآن، تبحث إدارة بايدن اتخاذ إجراء تنفيذي "أحادي الجانب"، يتضمن الحد من طلبات لجوء المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وذلك بعد أن رفض الجمهوريون في مجلس النواب اتفاق الهجرة الذي توصل إليه أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ، حسبما ذكرت "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر مطلعة على المسألة.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هوياتهم، أن بايدن يدرس اتخاذ إجراءات، تشمل استخدام ما يسمى بـ"صلاحيات المادة 212 (f)"، التي استخدمها سلفه دونالد ترمب، مشيرة إلى أن هذه التدابير ونطاق تطبيقها لا تزال محل خلاف قانوني، إلا أن المحافظين دعوا بايدن إلى محاولة تطبيقها.
ووصفت "بلومبرغ" بايدن بأنه "عالق بين أجندات متنافسة"، في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات، وتثير مزيداً من القلق في واشنطن.
