تحذيرات أميركية من توغل بري إسرائيلي في لبنان أوائل الصيف

الدخان يتصاعد من موقع ضربته غارة جوية إسرائيلية بالقرب من بلدة الغازية على الساحل اللبناني على بعد حوالي 60 كم شمال الحدود مع إسرائيل. 19 فبراير 2024 - Reuters
الدخان يتصاعد من موقع ضربته غارة جوية إسرائيلية بالقرب من بلدة الغازية على الساحل اللبناني على بعد حوالي 60 كم شمال الحدود مع إسرائيل. 19 فبراير 2024 - Reuters
دبي -الشرق

قال مسؤولون بالإدارة والاستخبارات الأميركية إن إسرائيل تخطط لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في أواخر الربيع أو أوائل الصيف إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود الشمالية مع إسرائيل.

ونقلت شبكة CNN الأميركية عن مسؤول وصفته بالمطلع، قوله إن إن العملية قد تحدث في أوائل الصيف، على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، إلا أن القلق زاد بما فيه الكفاية داخل إدارة بايدن لدرجة أن احتمال التوغل قد شق طريقه إلى إحاطات استخباراتية لكبار مسؤولي الإدارة.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "نحن نعمل على افتراض أن عملية عسكرية إسرائيلية ستقع في الأشهر المقبلة"، وأضاف: "ليس بالضرورة قريباً في الأسابيع القليلة المقبلة، لكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع. إن عملية عسكرية إسرائيلية هي احتمال واضح".

وقال مسؤول رفيع، وصفته الشبكة بأنه "سمع آراء مختلفة داخل الحكومة الإسرائيلية حول الحاجة للذهاب إلى لبنان": "أعتقد أن ما تفعله إسرائيل هو أنها تثير هذا التهديد على أمل أن يكون هناك اتفاق تفاوضي".

وأضاف: "يشير بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى أنه أكثر من محاولة لخلق تهديد يمكنهم استخدامه. آخرون يتحدثون عن ذلك أكثر كضرورة عسكرية ستحدث".

وقال مسؤول كبير ثان في إدارة بايدن إن هناك عناصر داخل الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي تؤيد التوغل: "هناك مجموعة متنامية تقول: مرحباً، دعنا نأخذ لقطة. دعونا نفعل ذلك فقط"، محذراً من أن أي توغل يمكن أن يؤدي إلى "تصعيد كبير لا نعرف حتى أبعاده".

وفي تصريح لشبكة "CNN"، كتبت السفارة الإسرائيلية في واشنطن: "لن تعود دولة إسرائيل إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب حيث يشكل حزب الله تهديداً عسكرياً مباشراً وفورياً لأمنه على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

غارات إسرائيلية على شمال لبنان

وقال شخص آخر على صلة بالاستخبارات الأميركية: "هناك مخاوف من تصعيد يتزايد إلى حملة جوية واسعة تصل إلى شمال لبنان إلى المناطق المأهولة بالسكان وتتطور في نهاية المطاف إلى توغل بري أيضاً". وأضاف أن مجتمع الاستخبارات الأميركي "يدق أجراس الإنذار".

ونقلت CNN عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "إسرائيل مستعدة لإعطاء الدبلوماسية فرصة، وتأمل أن تنجح"، وأضاف: "إذا لم يكن بالإمكان حل القضية دبلوماسياً، فسيتعين على إسرائيل النظر في وسائل بديلة".

ومع ذلك، فإن الاتفاق الذي يدفع حزب الله ببساطة إلى التراجع عن الحدود قد لا يكون كافياً لإسرائيل، بحسب مسؤول في الإدارة الأميركية، يقول إن من شأن التوغل البري أن يمنح إسرائيل فرصة "لجز العشب" وتدمير البنية التحتية المادية لحزب الله في الجنوب، والتي من شأنها على الأقل إبطاء العودة المستقبلية إلى المنطقة الحدودية.

وأضاف المسؤول أنه إذا لم يحدث الغزو فسيتعين ملء المنطقة العازلة بقوات من الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل".

ويقول مسؤولون إسرائيليون: "أياً كان الكيلومتر العازل، الذي يجري التفاوض عليه، لن يبقي حزب الله خارجاً إلى الأبد ، لكنه سيوفر على الأقل بعض الضمانات بأنهم (حزب الله) لن يعودوا على الفور".

إسرائيل وحزب الله

واستمر تبادل القصف والضربات طوال الأشهر الأخيرة عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، ما تسبب بتشريد عشرات الآلاف من اللبنانيين والإسرائيليين من منازلهم. وأطلقت إسرائيل نيران المدفعية والطائرات الحربية والطائرات المسيرة لضرب أهداف في لبنان، بينما لجأ حزب الله إلى الصواريخ والقذائف لضرب أهداف في إسرائيل، حيث نزح نحو 80 ألف إسرائيلي من الشمال القريب من الحدود اللبنانية منذ أكتوبر.

وتقود إدارة بايدن مناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، تستهدف إنشاء منطقة عازلة بعرض أميال داخل جنوب لبنان. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن من المرجح أن يؤدي اتفاق كهذا إلى تأجيل التوغل البري الإسرائيلي.

تصنيفات

قصص قد تهمك