"مجزرة" في غزة.. دبابات إسرائيل تستهدف فلسطينيين بانتظار المساعدات

فلسطينيون يحتشدون على الشاطئ أملا في الحصول على مساعدات تسقطها طائرات على غزة. 27 فبراير 2024 - رويترز
فلسطينيون يحتشدون على الشاطئ أملا في الحصول على مساعدات تسقطها طائرات على غزة. 27 فبراير 2024 - رويترز
دبي-الشرقوكالات

استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي، الخميس، مدنيين فلسطينيين أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات بشمال قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، وإصابة المئات، وفق وسائل الإعلام الفلسطينية، فيما قالت إسرائيل إن ما حدث كان نتيجة "الازدحام الشديد والتدافع".

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن آلاف الفلسطينيين أتوا إلى دوَّار النابلسي من مدينة غزة ومن جباليا وبيت حانون، انتظاراً لوصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عند طريق هارون الرشيد الساحلي في منطقة الشيخ عجلين بغرب مدينة غزة، مما أدى إلى سقوط وإصابة الكثيرين.

وذكرت الوكالة أن "قوات الاحتلال ودباباته فتحت نيران رشاشاتها باتجاه آلاف المواطنين من شمال قطاع غزة وتحديداً من مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، عند الطريق الساحلي هارون الرشيد في منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة".

وأضافت الوكالة أنه جرى نقل أعداد كبيرة من الجرحى إلى مستشفى الشفاء، لكن الأعداد تفوق قدرة الطاقم الطبي على التعامل معها، وتم نقل عدد من الجثامين والمصابين إلى مستشفيي المعمداني في مدينة غزة، وكمال عدوان في جباليا.

"مجزرة بشعة"

وأدانت الرئاسة الفلسطينية ما وصفته بأنه "مجزرة بشعة" استهدفت فيها قوات إسرائيلية مدنيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية قرب دوَّار النابلسي بمدينة غزة في شمال القطاع، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات.
          
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الرئاسة القول: "سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءاً لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا"، مؤكدة أن السلطات الإسرائيلية تتحمل المسؤولية كاملة عن هذه الواقعة وينبغي المحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية.

وعلق مكتب الإعلام الحكومي بغزة على الواقعة قائلاً إن القوات الإسرائيلية كانت لديها "نية مبيتة" للهجوم، وكانت تعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة المستهدفة للحصول على المساعدات.. ما أدى لسقوط العشرات في "مجزرة مروعة" بجنوب غرب مدينة غزة.

وأضاف في بيان: "المجزرة ضحيتها مواطنين كانوا يبحثون عن لقمة العيش بعدما ذهبوا للحصول على الغذاء وعلى مساعدات بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان على مدى 146 يوماً.. الجيش الإسرائيلي أقدم على ذلك بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة".

وحمَّل المكتب الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية "المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي، والمجزرة المروعة وحرب الإبادة، وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي".

"مجزرة دامية" 

بدوره، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الخميس، إن فريقاً ميدانياً تابعاً له وثَّق إطلاق الدبابات الإسرائيلية النيران "بشكل مباشر" تجاه "آلاف المدنيين الجياع" جنوب غربي مدينة غزة.

ووصف المرصد ما حدث بأنه "مجزرة دامية" وقعت فجراً، عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار والقذائف باتجاه آلاف المدنيين الذين كانوا ينتظرون منذ ساعات، وصول شاحنات المساعدات قرب دوَّار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي غزة. 

وتابع: "عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين الفلسطينيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات"، مضيفاً أن العشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استُهدفوا وهم يحملون كيس طحين أو كرتونة معلبات "لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع".

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن مئات المصابين والضحايا وصلوا إلى مستشفى الشفاء الذي يعمل بطاقة جزئية، مشيراً إلى عدم وجود طواقم طبية كافية مما اضطر بعض المواطنين للتعامل مع الجرحى ومحاولة تقديم الإسعافات الأولية "وسط حالة كارثية ومؤلمة".

"تزاحم وتدافع"

وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدث "تزاحم وتدافع" لدى وصول شاحنات مساعدات إلى شمال قطاع غزة، فجر الخميس، مما أسفر عن حدوث "إصابات".
          
وأصدر الجيش بياناً جاء فيه: "في وقت مبكر من صباح الخميس، وعند دخول شاحنات مساعدات إنسانية إلى شمال قطاع غزة، أحاط السكان بالشاحنات ونهبوا الإمدادات التي كان يجري تسليمها.. أصيب عشرات من سكان غزة خلال الواقعة نتيجة التزاحم والتدافع".

وعلى الرغم من هذا التفسير، قال الجيش الإسرائيلي إن "الحادثة قيد المراجعة"، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر إسرائيلي إقراره بأن القوات الإسرائيلية فتحت النار على "عدة أشخاص" كانوا ضمن حشد يحيط بشاحنات مساعدات في قطاع غزة بعدما شعرت القوات أنها مهددة.

وفيات الأطفال

من ناحية أخرى، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الخميس، إن الأنباء المتعلقة بوفاة 6 أطفال نتيجة الجفاف وسوء التغذية في شمال غزة أنباء مروعة.

وأضافت الوكالة الأممية عبر منصة "إكس": "مطلوب الآن إتاحة الوصول لأنحاء قطاع غزة دون عوائق"، وأكدت أن وقف إطلاق النار الفوري في غزة يمثل "مسألة حياة أو موت".

كانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت، الأربعاء، وفاة طفلين بمجمع الشفاء الطبي بسبب الجفاف وسوء التغذية، ما يرفع عدد وفيات الأطفال في شمال القطاع نتيجة ذلك إلى ست وفيات.

وحذر المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة  من أن الجفاف وسوء التغذية سيحصدان أرواح آلاف الأطفال والسيدات الحوامل في القطاع.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس، إن هناك وفيات بين الأطفال يومياً، في مناطق شمال قطاع غزة، جرّاء انعدام الغذاء والماء والدواء.

وأضاف في بيان: "نتواصل مع المنظمات الدولية وهناك ضغوط لإلزام إسرائيل بوقف التجويع والالتزام بالقوانين الدولية، ونأمل في تحرك جاد وحقيقي، لوقف المجاعة لأن سوء الأوضاع الإنسانية فاق كل الحدود".

تصنيفات

قصص قد تهمك