أفادت مصادر أمنية مصرية، السبت، باستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، الأحد، في القاهرة، إذ سيصل وفدا "حماس" وإسرائيل إلى العاصمة المصرية، بشكل منفصل، الأحد.
وقالت المصادر الأمنية المصرية، في تصريحات لـ"الشرق"، إن الجولة الجديدة من المفاوضات ستتضمن بحث "مدة الهدنة"، وتبادل الأسرى بين الجانبين، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل من شمال القطاع.
وذكرت المصادر، أن سقوط أكثر من 100 فلسطيني بنيران إسرائيلية أثناء انتظارهم للمساعدات، الخميس، "لم يبطئ سير المحادثات، لكنه دفع المفاوضين إلى الإسراع من أجل الحفاظ على التقدم المحرز في سير المفاوضات".
ووفق المصادر المصرية في تصريحاتها لـ"الشرق"، فإن جولة المفاوضات المرتقبة في القاهرة، تستهدف إحداث تقدم كبير في ملف تبادل الأسرى، كما ستبحث فتح الطرق إلى شمال غزة، وعودة تدريجية للنازحين، وكذلك إصلاح بعض المستشفيات المتضررة في قطاع غزة، وإدخال الوقود إليها.
وبشأن إدخال المساعدات إلى غزة، أوضحت المصادر أن الوسطاء في عملية التفاوض يعملون على التوصل إلى اتفاق يفضي بإدخال 500 شاحنة مساعدات يومياً إلى القطاع.
كانت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أفادت، الجمعة، بأن وفداً إسرائيلياً يضم رئيس المخابرات (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، ومسؤول ملف الأسرى بالجيش نيتسان ألون، زار مصر، سيعود إلى القاهرة، لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة.
ونقلت الصحيفة عن "القناة 12" الإسرائيلية، قولها، إن الوفد قدَّم للقاهرة قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين "الذين ليس لدى إسرائيل استعداداً للإفراج عنهم في حالة التوصل إلى اتفاق".
وانتهت الجولة السابقة من المباحثات، في 22 فبراير الماضي، في القاهرة، وشهدت تقدماً إيجابياً في مواقف "حماس"، بحسب تصريحات مصادر مصرية مطلعة لـ"الشرق".
مسار جديد للتهدئة
وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية، في أواخر فبراير الماضي، إن مساراً جديداً للتهدئة في قطاع غزة يجري بحثه في القاهرة يتضمن تهدئة لمدة 45 يوماً، وزيادتها مقابل كل محتجز إسرائيلي يفرج عنه.
وأوضحت المصادر، المتواجدة خارج قطاع غزة، أن "المسار الجديد يقترح مراحل أخرى لبحث وقف دائم لإطلاق النار بعد الهدنة المؤقتة في المرحلة الأولى"، مشيرة إلى أن مسار التهدئة يتضمن أيضاً الإفراج عن كبار السن من الرجال وما تبقى من النساء الإسرائيليات، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، كما يتيح إدخال المساعدات بشكل مكثف إلى مدينة غزة وشمال القطاع.
وأفاد مصدر مطلع على المفاوضات، الخميس الماضي، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل كانت تنتظران رد حركة "حماس" على وقف القتال في القطاع لمدة 6 أسابيع، والاقتراح الجديد الهادف لتبادل الأسرى الفلسطينيين، مقابل المحتجزين الإسرائييليين.
وقال مصدر مطلع لمجلة "بوليتيكو" الأميركية، الخميس، إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وقطريين، عملوا في العاصمة الدوحة خلال الأيام الماضية، على التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار.
واستبعد الرئيس الأميركي جو بايدن وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" بحلول، الاثنين، وهو الموعد الذي كان يتوقعه في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
ورداً على أسئلة صحافيين، في وقت سابق، الخميس، بشأن توقعاته لما يمكن أن يحدث، قال بايدن إن "الأمل لا ينضب"، وإنه تحدث إلى قادة المنطقة بشأن وقف إطلاق النار، لكنه أضاف: "لن يحدث على الأرجح بحلول الاثنين".
وأفادت شبكة NBC NEWS الأميركية، بأن المسؤولين الأميركيين أعربوا خلال محادثاتهم الخاصة، عن قلقهم البالغ إزاء احتمال تعثر مفاوضات تبادل الأسرى، والوقف المؤقت للعملية العسكرية الإسرائيلية، جرّاء "مجزرة المساعدات".