جهود أميركية لإنقاذ مفاوضات غزة.. وإسرائيل تشترط قائمة "المحتجزين الأحياء"

تشاؤم متزايد ومخاوف من "انهيار الثقة" وسط ضغوط الانتخابات الرئاسية الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 7
فلسطينيون بانتظار وصول شاحنات المساعدات إلى مدينة غزة في فلسطين. 29 فبراير 2024 - Reuters
فلسطينيون بانتظار وصول شاحنات المساعدات إلى مدينة غزة في فلسطين. 29 فبراير 2024 - Reuters
دبي -الشرق

تركز إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جهودها على إنقاذ مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بعد مخاوف من "انهيار الثقة" خلال المحادثات جرّاء قتل إسرائيل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم تلقي مساعدات، فيما قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب تشترط الحصول قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء لدى "حماس"، للمشاركة في أي مفاوضات جديدة.

وأفادت شبكة NBC NEWS الأميركية، بأن المسؤولين الأميركيين أعربوا خلال محادثاتهم الخاصة، عن قلقهم البالغ إزاء احتمال تعثر مفاوضات تبادل الأسرى، والوقف المؤقت للعملية العسكرية الإسرائيلية، جرّاء حادث استهداف فلسطينيين أثناء تلقيهم مساعدات.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين، إنه "ليس هناك شك" أن قتل مدنيين فلسطينيين، الخميس، سيؤدي إلى انهيار للثقة بين الأطراف على طاولة المفاوضات. واعترف بايدن بذلك، وقال للصحافيين إنه "يعلم" أن ذلك سيعقد المحادثات بشدة.

كان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أشرف القدرة، أعلن أن القوات الإسرائيلية قتلت 112 فلسطينياً وأصابت 760 جراء في استهداف فلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في غرب مدينة غزة، الخميس، لكن الجيش الإسرائيلي قال إن ما حدث كان نتيجة "تزاحم وتدافع" على الشاحنات.

وقال بايدن، الجمعة، إن الولايات المتحدة ستنفذ إنزالاً جوياً لمساعدات غذائية على غزة، مشدداً على أن تدفق المساعدات إلى القطاع "ليس كافياً"، وأضاف: "نحاول التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار للسماح بدخول المزيد من المساعدات".

وقضى مسؤولون أميركون، معظم يوم الخميس، في محاولة تحديد مدى الضرر الذي لحق بالمحادثات، التي قالوا إنها ستجرى الآن "عن بعد" بعد أسابيع من المفاوضات الشخصية.

وأجرى المسؤلون الأميركيون، بداية من الرئيس بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وغيرهم، مكالمات، الخميس، مع نظرائهم في الشرق الأوسط لمحاولة إنقاذ المفاوضات. 

وتحدث بايدن هاتفياً، الخميس، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مصر عبد الفتاح السيسي، اللذين لعبا أدواراً مركزية في المفاوضات. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش "الحادث المأساوي والمثير للقلق" مع زعيمي مصر وقطر، وسبل التوصل لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ولوقف إطلاق نار 6 أسابيع.

إسرائيل تشترط قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن هناك "شعوراً متزايداً بالتشاؤم" في البيت الأبيض بشأن إمكانية الانتهاء من الاتفاق الذي قال بايدن مؤخراً إنه قريب، حسبما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز".

ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، الجمعة، عن مسؤولين إسرائيلين قولهما، إن تل أبيب أوضحت لمصر وقطر، أنها لن تشارك في جولة أخرى من المفاوضات حتى تقدم حركة حماس قائمة بأسماء المحتجزين الأحياء لديها.

وترعى مصر وقطر جهود الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة و"حماس" بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، إنه بعد ثلاثة أيام من المحادثات في قطر، عاد الوفد الإسرائيلي إلى إسرائيل، الخميس، دون إجابات. وذكر مسؤول إسرائيلي أن "الوسطاء وعدوا بأن تقدم حماس أرقاماً، لكن ذلك لم يحدث".

كما ذكر مسؤول إسرائيلي كبير، أن إسرائيل رفضت عرضاً من الوسطاء القطريين والمصريين لعقد جولة محادثات الأسبوع القادم في القاهرة، موضحاً أن "من المستحيل المضي قدماً في المفاوضات حتى تتلقى ردوداً من حماس".

وقال المتحدث باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، الجمعة، إن القصف الإسرائيلي على غزة قتل 7 محتجزين، مضيفاً أن "عدد الأسرى الذين تم قتلهم نتيجة العمليات العسكرية لجيش العدو في قطاع غزة قد يتجاوز 70 أسيراً".

وذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري، الجمعة، أن بلاده تأمل في أن تنجح محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، قبل أن يستدرك: "لا يمكنني القول إننا وصلنا إلى نقطة تفاهم، ولدينا سقفاً زمنياً قبل رمضان".

تغيير سياسة واشنطن تجاه إسرائيل

ويسعى بايدن بشدة إلى إبرام اتفاق، بينما يواجه إحباطاً متزايداً بسبب نهج الحكومة الإسرائيلية تجاه الصراع والضغوط واسعة النطاق في الداخل أثناء الحملة لإعادة انتخابه.

ويأمل بعض حلفاء الرئيس الديمقراطيين، أن تؤدي المنافسة الانتخابية في بعض الولايات مثل ميشيجان، إلى دفع بايدن نحو "إجراء تغييرات في السياسة تجاه إسرائيل". لكن حتى الآن، قاوم الرئيس الأميركي إجراء تغييرات، وقال المسؤولون إنهم لا يتوقعون أن يتغير ذلك طالما كان من الممكن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار.

وأوضح مسؤولون أميركيون لـ NBC NEWS، أن بايدن لا يزال غير راغب في إجراء أي تحولات كبيرة في سياسته تجاه إسرائيل، بما في ذلك وضع شروط على المساعدات العسكرية كما يقترح بعض الديمقراطيين.

وفي الأسابيع الأخيرة، عقد مسؤولون أميركيون عدة اجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة التحركات السياسية المحتملة التي قد تحفز إسرائيل على تغيير مسارها في غزة، وفقاً لاثنين من كبار المسؤولين الأميركيين.

وتضمنت المناقشات إجراءات عقابية مثل حجب أو تأخير مبيعات الأسلحة لإسرائيل، أو تقليص تبادل المعلومات الاستخبارية الأميركية، وهو ما ضغط بعض الديمقراطيين على الرئيس بشكل خاص للقيام به.

وأخبر بايدن بعض الديمقراطيين بشكل خاص أنه غير متأكد من أن حجب الأسلحة عن إسرائيل سيكون فعالاً لأن الأسلحة التي تطلبها إسرائيل، هي في الحقيق ليست بحاجة إليها حالياً، وفق ما ذكر شخص مطلع على هذه المحادثات.

وسُئل وزير الدفاع لويد أوستن، الخميس، خلال جلسة استماع في الكونجرس عما إذا كان سيتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل إذا تحدت التحذيرات الأمريكية وشنت غزواً برياً على رفح، فقال إن ذلك سيكون قراراً للرئيس بايدن.

"دعم غير مشروط" لإسرائيل

وذكرت NBC NEWS، أن بايدن أعرب أيضاً عن قلقه بشأن إمكانية تنفير مؤيديه اليهود من خلال الظهور بمظهر المتردد في دعمه غير المشروط للدولة اليهودية. وقال أحد المانحين الديمقراطيين الذي استمع إلى محادثات بايدن الخاصة: "لا يريد إرسال إشارة متضاربة مفادها أنهم سيديرون ظهورهم لإسرائيل".

ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل ستؤجل اجتياحها البري لرفح حتى عدة أسابيع على الأقل.

وحتى الخميس، لم تتلق الولايات المتحدة بعد خطط الجيش الإسرائيلي لعملية عسكرية في رفح أو استراتيجيته لإجلاء أكثر من مليون مدني لجأوا هناك. وقد أوضح المسؤولون الأميركيون لإسرائيل أنهم يريدون رؤية الخطط قبل بدء الاجتياح البري، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون.

وقالت مصادر مطلعة على آخر المعلومات الاستخبارية، إن الجيش الإسرائيلي لم يحرك قوات برية أو معدات إلى المنطقة، كإشارة على أن التوغل ليس وشيكاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك