فرنسا.. اليمين المتطرف يستهل حملته الانتخابية بالهجوم على الاتحاد الأوروبي

زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان ورئيس لائحة الحزب في الانتخابات الأوروبية جوردان بارديلا يطلقان حملتهما الانتخابية في مرسيليا بفرنسا. 3 مارس 2024 - Reuters
زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان ورئيس لائحة الحزب في الانتخابات الأوروبية جوردان بارديلا يطلقان حملتهما الانتخابية في مرسيليا بفرنسا. 3 مارس 2024 - Reuters
دبي-الشرق

تعهدت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان باستعادة السلطة مما وصفتها بـ"بيروقراطية الاتحاد الأوروبي الاستبدادية والمتحكمة"، وذلك في مستهل حملة حزبها لانتخابات البرلمان الأوروبية، باعتبارها الأوفر حظاً وفقاً لاستطلاعات الرأي، بحسب صحيفة "فايننشيال تايمز".

وفي تجمُّع حاشد حضره نحو 8 آلاف ناشط في مرسيليا (جنوب فرنسا)، تقاسمت لوبان الأضواء مع جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاماً، وهو شخصية شعبية ترأس الجبهة الوطنية (RN) ويتصدّر قائمة الحزب في انتخابات يونيو.

وقالت لوبان: "أدعو الشعب الفرنسي إلى تحويل سخطه إلى أفعال"، منتقدة القيود التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات التي تعمل بمحركات احتراق داخلي والقواعد البيئية الأخرى.

وأضافت: "يجب على الدول أن تستعيد السلطة التي صادرها الاتحاد الأوروبي منها".

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب "الجبهة الوطنية" سيبرز كأكبر حزب فرنسي، كما فعل في عام 2019، لكن هذه المرة بفارق أكبر بكثير، مع ما يصل إلى 30% من الأصوات، متقدماً بفارق كبير على تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون (الوسطي) الذي سيحصل على 18%، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة BVA في فبراير.

وإذا فاز حزب "الجبهة الوطنية" بفارق كبير، فسيكون ذلك بمثابة ضربة لماكرون على الصعيد الداخلي، إذ يسعى لمنع لوبان من خلافته عندما تنتهي ولايته الأخيرة في عام 2027، وفق "فايننشيال تايمز".

ولطالما زعم ماكرون، المؤيد القوي لأوروبا، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يصبح قوة جيوسياسية أكثر لمنع تهميش القارة اقتصادياً من قِبَل الولايات المتحدة والصين أو تهديدها من قِبَل روسيا.

"شعبوية متشككة"

وعلى النقيض من ذلك، عرضت لوبان وبارديلا، الأحد، وجهة نظر شعبوية متشككة في الاتحاد الأوروبي، قائلين إن الدول يجب أن تقاوم الزحف نحو "دولة الاتحاد الأوروبي العظمى" التي تستولي على سلطة صنع السياسات في مجالات الهجرة والصحة والدبلوماسية والضرائب والدفاع.

ويبذل بارديلا قصارى جهده للتأكيد على أن حزب "الجبهة الوطنية" لا يدعم خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وهي فكرة كان يساندها في الماضي واتهمه معسكر ماكرون بأنه لا يزال متمسكاً بها.

وشدد بدلاً من ذلك على الحاجة إلى التغيير من الداخل بمساعدة الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية التي تزداد شعبيتها في جميع أنحاء المنطقة.

ونفى بارديلا أن يكون حزب "الجبهة الوطنية" قد دعا إلى "خروج خفي من الاتحاد الأوروبي" بقوله إن أفكاره تسير في إيطاليا والسويد والمجر وأماكن أخرى، مضيفاً: "لا يمكنك النهوض من طاولة اللعب عندما تفوز".

وقال خبير استطلاعات الرأي في مؤسسة "إبسوس" بريس تينتورير إن انتخابات الاتحاد الأوروبي في فرنسا كانت تعاني من نسبة امتناع عالية عن التصويت لأن الناس لا يعتقدون أن التصويت سيؤثر على حياتهم، في حين أن أولئك الذين شاركوا في كثير من الأحيان يستخدمون أصواتهم للتعبير عن استيائهم من الحكومة.

وتابع: "إن تحالف ماكرون الوسطي هو إلى حد كبير القوة السياسية الكبيرة الوحيدة المؤيدة لأوروبا المتبقية في فرنسا"، مشدداً على أنه "إذا كان أداء الجبهة الوطنية جيداً، فسيمنحهم ذلك زخماً حتى عام 2027".

وفي المقابل، كلّف ماكرون رئيس وزرائه الشاب جابرييل أتال بتضييق فجوة الاقتراع مع حزب "الجبهة الوطنية" لمنع الخسارة في انتخابات يونيو.

واختار ماكرون هذا الأسبوع عضو غير معروفة في البرلمان الأوروبي تُدعى فاليري هاير لرئاسة قائمة حملة تحالفه. وسيعقدون أول تجمع انتخابي لهم في 9 مارس الجاري.

وفي الأسابيع الأخيرة، ظهر حزب الجبهة الوطنية في احتجاجات المزارعين التي تفجرت في فرنسا بسبب انخفاض الدخل والضرائب المرتفعة، إذ انتقد بارديلا ماكرون لتضحيته بالمزارعين لصالح الأجندة الخضراء للاتحاد الأوروبي.

وبدلاً من ذلك، سعى ماكرون إلى إعادة تركيز النقاش على موقف حزب الجبهة الوطنية المؤيد تاريخياً لروسيا وتناقضه بشأن مساعدة أوكرانيا على الفوز في الحرب.

فيما قال أتال لزعيمة الجبهة الوطنية في قاعة البرلمان: "هناك سبب للتساؤل عما إذا كانت قوات (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ليست موجودة بالفعل في بلادنا، أنا أتحدث عنك وعن قواتك، يا لوبان".

وتبلغ مقاعد البرلمان الأوروبي 705 مقاعد، يتم توزيعها بين الدول الأعضاء وفق نسبة مخصصة لكل دولة تتأثر بعدد السكان في كل دولة. وتحتفظ ألمانيا بالعدد الأكبر بواقع 96 مقعداً، تليها فرنسا بـ79 مقعداً، ثم إيطاليا 76، وإسبانيا 59، ثم بولندا 52 مقعداً.

أما أقل الدول تمثيلاً في البرلمان الأوروبي فهي قبرص ولوكسمبورج ومالطا بواقع 6 مقاعد لكل منها، ثم إستونيا (7 مقاعد)، وسلوفينيا ولاتفيا بواقع 8 مقاعد لكل منهما.

تصنيفات

قصص قد تهمك