مزارعون غاضبون يطالبون ماكرون بالاستقالة ويقتحمون معرضاً في باريس

محتجون يشتبكون مع الشرطة خلال احتجاجات على قرارات حكومية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الفرنسي إيمانويل يتحدث مع مزارعين في افتتاح المعرض الزراعي الدولي الستين في باريس بفرنسا. 24 فبراير 2024 - Reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل يتحدث مع مزارعين في افتتاح المعرض الزراعي الدولي الستين في باريس بفرنسا. 24 فبراير 2024 - Reuters
باريس-أ ف ب

اقتحم عشرات المتظاهرين الفرنسيين، السبت، معرض الزراعة في باريس، حيث اشتبكوا مع قوات الشرطة بينما تواجد الرئيس إيمانويل ماكرون في المكان للقاء ممثلي النقابات، قبل إجراء جولة في المكان وسط حضور كثيف للشرطة.

وقال ماكرون بعدما تناول وجبة الإفطار مع مسؤولي النقابات: "أدعو الجميع هنا إلى الهدوء"، معلناً عن "الالتزام بتحديد الأسعار" لتحسين أوضاع المزارعين، بالإضافة إلى مساعدات نقدية طارئة.

ولم يؤكد ماكرون ما إذا كان سيُلغي جولته المقرّرة في المعرض، لأسباب أمنية.

وأضاف: "أقول هذا لجميع المزارعين، أنتم لا تساعدون أيّاً من زملائكم من خلال تكسير منصّات العرض، أنتم لا تساعدون أيّاً من زملائكم من خلال منع العرض، وامتناع العائلات من القدوم بسبب الخوف". وحذر من أن "ذلك يؤدّي إلى نتائج عكسية"، مقترحاً عقد لقاء مع المنظمات النقابية خلال ثلاثة أسابيع في قصر الإليزيه.

ومن المتوقع أن يستقبل أكبر معرض زراعي في فرنسا 600 ألف زائر على مدى تسعة أيام.

"مطاردة ماكرون"

ودخل متظاهرون غاضبون المعرض من دون تفتيشهم قبل الافتتاح الرسمي، وكان من بينهم مزارعون من النقابات الرئيسية، بما في ذلك النقابة الكبيرة للمزارعين FNSEA ونقابة "المزارعين الشباب" و"التنسيقية الريفية".

وبينما سعى هؤلاء إلى توجيه الكلام للرئيس، تشاجروا مع الأجهزة الأمنية التي حاولت قطع الطريق عليهم.

وبعد ذلك، نُشر عدد كبير من عناصر الشرطة داخل المعرض، وتم احتواء المتظاهرين وسط صيحات الاستهجان.

وصاح بعض المتظاهرين بعبارات "ماكرون استقِل!"، "مطاردة ماكرون مفتوحة".

وبعد أن تحدث ماكرون مع الصحافة، قالت المتحدثة باسم "اتحاد الفلاحين" لورانس ماراندولا: "لم نتلقّ شيئاً مهماً باستثناء الالتزام بالأسعار الدنيا التي سيتم تحديدها على أساس تكلفة الإنتاج".

ووفقاً للنقابات، فإنّ هذا يعدّ التزاماً جديداً يتجاوز القوانين الفرنسية الحالية التي تهدف إلى ضمان أجور المنتجين.

وعادة يقضي الرؤساء الفرنسيون ساعات، أو حتى النهار كاملاً، في المعرض الذي شهد بعض الحوادث أثناء حضورهم. ففي عام 2008، شتم الرئيس نيكولا ساركوزي رجلاً رفض مصافحته، وتوجّه إليه بالقول "أغرب عن وجهي!". كما استُقبل الرئيس فرانسوا هولاند بصيحات استهجان وبإهانات من قبل مربّي الماشية في العام 2016.

مناظرة لم تحصل 

وانفجرت الأزمة التي كانت تختمر منذ الخريف بدءاً من 18 يناير، وتخلّلها إغلاق طرق سريعة على مدى أسبوعين، لكن أُعيد فتحها في الأول من فبراير.

وفي هذه الأثناء، أصدر رئيس الحكومة جابرييل أتال إعلانات تتعلّق بعشرات المواضيع، من المبيدات الحشرية إلى المعايير والتبسيط الإداري ومساعدة مربي الماشية وقانون جديد يكرّس الرزاعة كمصلحة أساسية للدولة.

وتدين المنظمات البيئية غير الحكومية التدهور البيئي، خصوصاً على خلفية استعمال المبيدات الحشرية. إلّا أن خطابها بشأن الزراعة المكثّفة، ليس مسموعاً بما فيه الكفاية في مواجهة احتجاجات المزارعين.

ووافق هؤلاء على فتح الطرقات على اعتبار أنّ مطالبهم بدأت تؤخذ في عين الاعتبار من قبل السلطة التنفيذية، لكنّهم ما زالوا يطالبون باتخاذ إجراءات سريعة وملموسة لتحسين دخلهم وتلبية مطلبهم بصون كرامتهم.

وأبدى أعضاء النقابات الكبرى، خصوصاً نقابات زراعة الحبوب، غضباً عندما علموا أنّ الرئيس يريد أن ينظّم "مناظرة كبرى"، السبت، بينهم وبين منظمات غير حكومية من ضمنها جماعة "انتفاضات الأرض" البيئية المتطرفة.

وأكّد ماكرون، السبت، أنه "لم يفكّر أبداً في توجيه" دعوة لهذه المجموعة التي عُرفت في مارس 2023، خلال يوم من الاشتباكات العنيفة حول موقع بناء خزّان اصطناعي للمياه.

وبينما أُلغيت المناظرة الكبرى التي تعدّ علامة مميّزة لدى الرئيس ماكرون، فقد شارك الأخير في نقاش غير رسمي مع مزارعين وممثلين عن المنظمات النقابية.

تصنيفات

قصص قد تهمك