الاتحاد الأوروبي يتراجع عن "الصفقة الخضراء" بعد احتجاجات المزارعين

time reading iconدقائق القراءة - 4
مزارعون يغلقون الطريق بالجرارات بالقرب من مدخل مبنى البرلمان الأوروبي أثناء احتجاج في بروكسل. 1 فبراير 2024 - AFP
مزارعون يغلقون الطريق بالجرارات بالقرب من مدخل مبنى البرلمان الأوروبي أثناء احتجاج في بروكسل. 1 فبراير 2024 - AFP
دبي -الشرق

قرر الاتحاد الأوروبي إلغاء خطة، كان قد وضعها، لخفض انبعاثات غازات الدفيئة الزراعية بنسبة 55% بحلول عام 2030، والمعروفة باسم "الصفقة الخضراء"، وذلك بعد تصاعد احتجاجات المزارعين في كل أنحاء أوروبا، رفضاً للأجندة الخضراء للكتلة، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز".

وقال مسؤولون شاركوا في المناقشات الجارية بشأن إصلاح الخطة الأوروبية، إن "خارطة الطريق بشأن خفض الانبعاثات الغازية الزراعية، والتي من المقرر أن تنشرها المفوضية الأوروبية في غضون الأيام المقبلة، لن تتضمن إشارة إلى هدف خفض بنسبة 30% في غاز الميثان والنيتروجين والغازات الأخرى المرتبطة بالزراعة.

ويقول مزارعون في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، إنهم تكبدوا خسائر اقتصادية بسبب أزمة المناخ، ويتحدثون علناً ضد السياسات الخضراء، التي أقرها الاتحاد الأوروبي، إذ يعتبرونها متناقضة وغير عادلة، وتثير قلقهم بشأن المستقبل.

وتهدف "الصفقة الخضراء"، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في عام 2019، إلى إلزام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالتحول البيئي، وتحديد أهداف للحد من استخدام المبيدات الحشرية، وتطوير الزراعة العضوية وحماية التنوع البيولوجي.

محاولات تهدئة

واشتعلت الاحتجاجات ضد القواعد البيئية الجديدة؛ بسبب تصور مفاده أن صناع السياسات في المناطق الحضرية يتجاهلون المناطق الريفية، وتُثار في دول أوروبية عدة، اتهامات للأحزاب اليمينية المتطرفة بمحاولة استغلال غضب المزارعين، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية.

ونظم مزارعون إيطاليون، مسيرة إلى روما، الاثنين، احتجاجاً على واردات المواد الغذائية الرخيصة من خارج الاتحاد الأوروبي، ودعوا إلى إعادة الإعفاءات الضريبية.

وفي محاولة لاسترضاء المزارعين، أطلقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، "حوارات استراتيجية" مع المزارعين، تعهدت خلالها بالسماح لهم باستغلال الأراضي التي تدخل ضمن نطاق التوازن البيئي، كما سمحت للدول الأوروبية بفرض قيود على بعض المنتجات الزراعية الأوكرانية.

وتشعر فون دير لاين، فضلاً عن باقي السياسيين في بروكسل، الذين يسعون إلى إعادة انتخابهم، بقلق متزايد من أن يتحول المزارعون إلى أصوات عدائية في صناديق الاقتراع، ويصوتون لصالح أحزاب اليمين المتطرف، بدلاً من قوى يمين الوسط التي يدعمونها تقليدياً.

الصفقة الخضراء

وفي رسالة إلى المفوضية، الاثنين، قال حزب الخضر، إن المزارعين "محاصَرون في نظام يسحقهم"، ويجب على بروكسل أن تقترح إجراءات تشمل فرض ضريبة على شركات الأغذية الزراعية لدعمهم.

وتهدف "الصفقة الخضراء"، إلى تحديد المسارات التي يمكن أن تتخذها الكتلة الأوروبية لخفض الانبعاثات، وإحداث "ثورة صناعية جديدة"، كما حددت بروكسل القطاع الزراعي باعتباره "مجالاً أساسياً" للعمل المناخي، داعية القطاع إلى خفض الانبعاثات بنسبة 30% على الأقل بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات عام 2015.

وتم وصف الأنشطة الزراعية، التي تمثل 10% من انبعاثات الكتلة، على أنها "واحدة من المجالات الأساسية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2040"، وفقا لمسودة اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز".

وأضافت المسودة أن السياسات يجب أن تعالج قطاع الغذاء ككل بدلاً من الاكتفاء بالزراعة فقط، مشيرة إلى أنه يمكن تقليل نسب كبيرة من الانبعاثات، عبر خفض هدر الغذاء، وتغيير التركيب الكيميائي للأسمدة، وتشجيع المستهلكين على عدم الاعتماد على الكربون.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ، ووبكي هوكسترا، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" الشهر الماضي، إن الكتلة يجب أن تتجنب "الرواية الكاذبة" التي تقول إن الصناعات ستعاني نتيجة لسياسة المناخ.

وفي مسودة تقييم منفصلة لمسار التحول المناخي للكتلة، أوضحت اللجنة أن عدم إحراز تقدم في خفض الانبعاثات الزراعية هو "مصدر قلق، يدعو إلى التحرك بسرعة".

تصنيفات

قصص قد تهمك