أوروبا الشرقية تخشى تجاهلها في تعيينات المناصب العليا بالناتو والاتحاد

أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية ودونالد تاسك رئيس وزراء بولندا وألكسندر دي كرو، رئيس وزراء بلجيكا والرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في وارسو. 23 فبراير 2024 - AFP
أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية ودونالد تاسك رئيس وزراء بولندا وألكسندر دي كرو، رئيس وزراء بلجيكا والرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في وارسو. 23 فبراير 2024 - AFP
دبي -الشرق

تخشى دول أوروبا الشّرقية من ألا يكون لها دوراً في عملية اختيار المعينين في المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" المقررة في وقت لاحق من العام الجاري، وذلك بعد مرور عقدين من انضمامها إلى كلتا المؤسستين، وفق مجلة "بوليتيكو".

وذكرت المجلة، أنه على الرغم من أن التعيين المحتمل لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته رئيساً جديداً لحلف الناتو،  الصيف المقبل، قد حظي بتأييد واشنطن ولندن وباريس وبرلين، فإن الترحيب بالفكرة كان بارداً بين العديد من الأعضاء الجدد في الحلف، وخاصةً في تلك الدول المتاخمة لروسيا وبيلاروس وأوكرانيا

ونقلت المجلة عن الرئيس الإستوني السابق توماس هندريك إلفيس قوله: "ما هي المصداقية الأخلاقية التي يتمتع بها هذا الرجل؟"، مشيراً إلى فشل هولندا في الوفاء بالتزاماتها في حلف شمال الأطلسي بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع خلال 13 عاماً قضاها روته كرئيس للوزراء. 

ومن بين المتنافسين الآخرين على هذا المنصب الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، الذي أخطرت حكومته الناتو بترشيحه المحتمل في فبراير الماضي، ورئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس، التي لم تعلن ترشحها بعد، لكنها أعربت عن اهتمامها بالفكرة العام الماضي. 

وقالت كالاس لـ"بوليتيكو" الأسبوع الماضي: "إذا فكرنا في التوازن الجغرافي، فالأمين العام الرابع لحلف شمال الأطلسي سيكون من هولندا، ولكن هناك سؤال بشأن ما إذا كانت هناك دول درجة أولى وأخرى درجة ثانية في الناتو، فهل نحن متساوون أم لسنا متساوين؟ ستظل هذه الأسئلة قائمة".

"مناصب ضئيلة"

وشغلت دول أوروبا الشرقية عدداً قليلاً من المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي والناتو منذ أن انضمت أغلبها إلى المؤسستين في عام 2004، بعد نحو 15 عاماً من سقوط الستار الحديدي (مصطلح يصف الحدود السياسية التي كانت تفصل أوروبا إلى منطقتين والذي جرى العمل به منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 وحتى نهاية الحرب الباردة). 

وتعد بولندا هي الدولة الوحيدة من المنطقة التي حصلت على أحد المناصب العليا في الكتلة، إذ خدم رئيس الوزراء دونالد تاسك لفترة واحدة كرئيس للمجلس الأوروبي، كما تولى جيرزي بوزيك، وهو رئيس وزراء بولندي سابق، رئاسة البرلمان الأوروبي لمدة ثلاث سنوات.

وفي الوقت الحالي، فإن أكبر مسؤول من أوروبا الشرقية في الاتحاد الأوروبي هو فالديس دومبروفسكيس، وهو سياسي لاتفي تم تعيينه في منصب المفوض الأوروبي للتجارة بعد استقالة سلفه الإيرلندي فيل هوجان، في أعقاب فضيحة، أما السياسي الروماني ميرتشا جيوانا فهو نائب الأمين العام لحلف الناتو. 

وقال إلفيس (الرئيس الإستوني السابق): "يعيش 110 ملايين شخص في أوروبا الوسطى والشرقية، وهناك 5 مناصب كبيرة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ويتم تعيين أشخاص جدد في هذه المناصب كل 5 سنوات، أي أن هناك إجمالي 25 وظيفة، ولكن هناك 20% من الاتحاد الأوروبي يحصل على 7% فقط من هذه الوظائف". 

وبالإضافة إلى تعيين رئيس حلف شمال الأطلسي، والذي من المتوقع أن يتم في إطار قمة الزعماء المقرر عقدها في واشنطن هذا الصيف، فإنه سيتم اختيار أصحاب المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي هذا العام أيضاً بعد انتخابات البرلمان الأوروبي في يونيو المقبل. 

ومن المتوقع أن تحصل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على فترة ولاية أخرى، ولكن السباق على المناصب الأخرى، بما في ذلك رئيس المجلس الأوروبي، ورئيس البرلمان الأوروبي، وكبير دبلوماسيي الاتحاد، والممثل الأعلى المسؤول عن السياسة الخارجية، يظل مفتوحاً. 

وكان قد تم طرح اسم وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، كمفوض محتمل لشؤون الدفاع، وهو منصب جديد قالت فون دير لاين، إنها ستنشئه خلال فترة ولايتها الثانية في حال تم التجديد لها، كما أنه يُنظر إلى كالاس ووزير الخارجية الليتواني، جابريليوس لاندسبيرجيس، على أنهما مرشحان محتملان من منطقة البلطيق لمناصب في الاتحاد الأوروبي أيضاً. 

"صقور روسيا"

واعتبرت "بوليتيكو" أن كبار المسؤولين في إستونيا وليتوانيا ولاتفيا، يرون أن القوى الكبرى في أوروبا الغربية لا تزال تتحيز بشكل غير عادل ضدهم، وخاصةً في ضوء مواقفهم الصارمة تجاه روسيا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ أنه غالباً ما يفسر نظرائهم الغربيين النظرة السائدة في المنطقة إلى موسكو باعتبارها تهديداً وجودياً على أنها "تشدد من جانبهم". 

ونقلت الصحيفة، عن وزير الدفاع اللاتفي السابق، أرتيس بابريكس، قوله: "نحن في لاتفيا نشعر أنه لا يتم استشارتنا بشكل كافٍ"، مضيفاً: "لدى الدول الغربية أسبابهم التي تجعلهم يعتقدون أن دول البلطيق لا ينبغي لها أن تقترح مرشحاً في هذا الوقت". 

ورداً على مقاومة دول أوروبا الغربية لرئاسة أي سياسي من دول البلطيق لحلف شمال الأطلسي، قال فرانس تيمرمانز، وهو مسؤول هولندي كبير سابق في المفوضية الأوروبية: "كالاس، على سبيل المثال، رئيسة وزراء دولة تقع على الحدود مع روسيا". 

وأشارت "بوليتيكو"، إلى أن أقصى آمال كالاس الآن في الوصول لمنصب كبير هو أن تخلف الإسباني جوزيب بوريل كممثلة للشؤون الخارجية، إذ يتوقع كبار المسؤولين الأوروبيين أن يدعمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتولي منصب كبير، ومع ذلك، فإنه لا يوجد إجماع على أن لديها فرصة حقيقية. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي، طلب عدم كشف هويته، قوله إن فكرة تولي كالاس منصب كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي "لا تزال حساسة" في بعض عواصم الاتحاد، مضيفاً: "لا أرى أن فرنسا وألمانيا توافقان على ذلك، وذلك لنفس الأسباب التي لم تجعلها أحد المرشحين للمنصب الأعلى في الناتو، فهل يمكن أن نقوم بتعيين شخصاً يفضل القضاء على الروس في هذا المنصب؟". 

تصنيفات

قصص قد تهمك