دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، الثلاثاء، إلى ضرورة تدخل دولي لوقف "الإبادة" التي يتعرض لها الفلسطينيون، والدمار في غزة، واعتبر أن مجلس الأمن الدولي "فشل في تحمل مسؤوليته" على مدار الأشهر الخمسة الماضية، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال المالكي للصحافيين في جدة، على هامش الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إنه بعد فشل مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته أكثر من مرة، فإنه سيتم التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت مسمى "متحدون من أجل السلام"، من أجل الخروج بقرار يلبي المطالب الفلسطينية.
وأوضح وزير الخارجية الفلسطيني، أن هذه المطالب تتمثل في "وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ليس فقط إلى جنوبها، وإنما أيضاً إلى شمالها، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لكل أنواع القتل والدمار، ومنع التهجير وخروج الفلسطينيين من قطاع غزة".
وأكد في معرض حديثه، أهمية دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وضرورة توفير الحماية والدعم المالي لها، لتتمكن من الاستمرار بالقيام بعملها، متابعاً: "يجب أن نفكر بشكل جدي في كيفية فرض عقوبات على إسرائيل، كدولة مارقة تخالف القانون الدولي".
"استمرار الجهود في محكمة العدل الدولية"
وأشار المالكي إلى أن فلسطين ذهبت "لمحكمة العدل الدولية وهناك 53 دولة تقدمت بمرافعات شفهية"، مضيفاً: "نحن نريد استكمال مثل هذه الجهود في محكمة العدل الدولية، وأعتقد أن هنالك العديد من الخطوات التي نستطيع القيام بها (..) والتي من شأنها أن تعزز هذه التراكمات وهذه النجاحات وأن تضع إسرائيل أمام مسؤولياتها.
وقال المالكي إن اجتماع "منظمة التعاون الإسلامي" خرج بتوافق من قبل كل الدول الأعضاء حول خطورة ما يحدث في قطاع غزة، وضرورة التدخل لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني هناك، وما يحدث أيضاً في الضفة الغربية من عمليات ضم وقتل وتدمير مستمر ممنهج من قبل الجيش الإسرائيلي ومن قبل المستوطنين.
وعبّر عن ارتياحه لمخرجات الاجتماع، كما أشاد بالدور الذي تضطلع به السعودية في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والجهود التي تبذلها لكشف ما يحدث في قطاع غزة والشعب الفلسطيني.
وأضاف: "كانت هناك نقاشات مستفيضة ومطولة عكست اهتماماً كبيراً من قبل كل الدول الأعضاء من خلال المداخلات من خلال تقوية اللغة ومضامين القرار، لكي تعكس مواقف هذه الدول وخطورة المرحلة وأهمية الحاجة لتدخل دولي لوقف مثل هذه الإبادة، ووقف قتل الأطفال والنساء كبار السن في قطاع غزة".
"إسرائيل تعيق الهدنة"
وحول المعوقات التي تواجه اتفاق التهدئة الذي يتم التفاوض بشأنه بين إسرائيل وحركة "حماس" بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، اعتبر المالكي أن "الذي يعيق الهدنة هي إسرائيل.. إسرائيل لا تريد الوصول إلى تهدئة، أو هدنة".
وأردف: "نتنياهو شخصياً لا يريد ذلك، هو يريد استمرار الحرب والقتال، لأنه يدرك تماماً أن أي هدنة أو أي وقف لإطلاق النار، يعني أن هناك أربع قضايا فساد تنتظره في المحاكم الإسرائيلية... يعني ذلك أن هناك لجنة تحقيق سوف تبدأ في التحقيق في أحداث 7 أكتوبر، ومن هو المسؤول".
واختتم المالكي قائلاً :"القناة 13 الإسرائيلية قالت إن ما يزيد على 60% من الشعب الإسرائيلي أصبح على قناعة بأن نتنياهو يستمر في هذه الحرب من أجل احتياجاته الشخصية، لكي يمنع المساءلة القضائية بحقه".. (نتنياهو) يأخذ إسرائيل رهينة لاحتياجاته الشخصية، وبالتالي يعرض الشعب الفلسطيني ويعرض المنطقة برمتها إلى الخطر".