اجتماعات الرياض.. "التعاون الخليجي" يدعو إلى وقف حرب غزة واستئناف عملية السلام

مجلس التعاون يبحث الشراكات الاستراتيجية مع مصر والأردن والمغرب

time reading iconدقائق القراءة - 10
جانب من أعمال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي مع مصر في مدينة الرياض بالسعودية. 3 مارس 2024 - X@GCCSG
جانب من أعمال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي مع مصر في مدينة الرياض بالسعودية. 3 مارس 2024 - X@GCCSG
الرياض-الشرق

طالب أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، الأحد، بالوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، فيما حذَّر وزير الخارجية المصري سامح شكري من توسُّع الاضطرابات الإقليمية جراء الحرب على القطاع الفلسطيني، التي قال إنها تلقي بظلالها القاتمة على أمن المنطقة، بينما قال نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن "جميع ما تفعله إسرائيل يندرج بإطار جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية".

وقال البديوي خلال أعمال الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في دورته الـ159 في الرياض: "نؤكد وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وبالأخص ما يتعرض إليه قطاع غزة ومحيطه من جرائم تُرتكب بشكل يومي وأمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي"، كما جدد "مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف جاد وحازم لتوفير حماية للمدنيين في غزة".

ونوَّه البديوي بأهمية المبادرة، التي أطلقتها السعودية في سبتمبر 2023 بالشراكة مع مصر والأردن وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، لـ"إعادة إحياء عملية السلام، والتوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية".

وتابع: "نعقد اجتماعنا في وقت يواجه أشقاؤنا الفلسطينيون عدواناً إسرائيلياً متمثلاً بقصف عشوائي، علاوة على التهجير القسري للسكان المدنيين ومواصلة التدمير بشكل ممنهج للمباني السكنية والمدارس والمنشآت الصحية ودور العبادة".

وفي كلمته خلال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج ومصر في الرياض، قال البديوي إن القاهرة تُشكل لدول المجلس "بُعداً عربياً هاماً، وشريكاً استراتيجياً لا غنى عنه"، لافتاً إلى حرص الطرفين على تعميق مسارات التعاون الثنائي، وكذلك وجود الرغبة المشتركة لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة العربية.

كما أكد أن الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، موضحاً رفض دول مجلس التعاون الخليجي لأي إجراء يمس بحقوق البلدين في مياه النيل.

وشدد على ضرورة التوصل لاتفاق بهذا الشأن وفقاً لمبادئ القانون الدولي، وما نَص عليه البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي الصادر في سبتمبر 2021.

وفي كلمته خلال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج والمغرب، أكد البديوي أهمية تكثيف الجهود لتنفيذ خطط العمل المشترك التي تم الاتفاق عليها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

وشدد على مواقف المجلس الخليجي وقراراته الثابتة بشأن الحفاظ على أمن واستقرار المغرب، ودعم "مغربية الصحراء"، ومساندة مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه.

وأعرب عن ترحيب مجلس التعاون الخليجي بترشُّح المغرب لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة بين 2028 و2029.

كما تحدَّث عن دعم العلاقات (الخليجية-الأردنية) في المجالات كافة، وذلك خلال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج والأردن.

وأكد البديوي موقف المجلس الداعم لوحدة وسيادة الأردن، ودعم كافة الإجراءات التي تتخذها عمّان لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والأنشطة غير المشروعة الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.

وأدان "الاعتداءات المسلحة على الحدود الأردنية من قِبَل الجماعات الإرهابية، ومهربي المخدرات".

"جرائم حرب إسرائيلية"

من جهته، أدان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، رئيس الدورة الحالية للاجتماع الوزاري لدول الخليج، "الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وحملة التطهير العرقي"، وقال إن "جميع ما تفعله إسرائيل يندرج بإطار جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأضاف الوزير القطري أن "قطر بذلت بالشراكة مع مصر والشركاء الإقليميين والدوليين جهوداً كبيرة في الوساطة لوقف الحرب الانتقامية بين إسرائيل وحركة حماس".

وتابع: "ستواصل قطر جهودها مع الدول الفاعلة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار"، موجهاً الشكر إلى مصر "على جهودها في إيصال المساعدات إلى محتاجيها في غزة عبر معبر رفح".

تحذير مصري

وحذَّر وزير الخارجية المصري سامح شكري من توسُّع الاضطرابات الإقليمية جراء الحرب على القطاع الفلسطيني، التي قال إنها تلقي بظلالها القاتمة على أمن المنطقة.

وقال شكري، في كلمته خلال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج ومصر، إن "الحرب الإسرائيلية شديدة الدموية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة تحمل تبعات سياسية وأمنية وإنسانية شديدة الخطورة لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، وإنما تمتد للمنطقة ككل وتلقي بظلالها على الأمن والسلم الدوليين".

وأضاف: "كشفت هذه الحرب عجز المجتمع الدولي عن فرض قرارات حازمة لوقف فوري وشامل لإطلاق النار بغزة وتسهيل دخول المساعدات للقطاع، بفضل مجازر التجويع والحصار والتهجير القسري لسكان غزة وما تنطوي عليه تلك الأعمال من منهج مخطط لتصفية القضية الفلسطينية".

وتابع: "الحروب لن تجلب للمنطقة إلا المزيد من الحروب والعنف والتطرف، ولن يتحقق السلام والاستقرار إلا باتباع مسار سياسي جاد للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدوليتين من خلال إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967".

وأردف شكري بقوله: "ألقت تلك الأزمة بظلالها الثقيلة على المنطقة ككل، إذ تتسبب الاعتداءات الإسرائيلية في اضطرابات إقليمية تتوسع على نحو مستمر، إذ بتنا أمام تهديدات خطيرة لحرية وسلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

وتطرَّق إلى الأوضاع في لبنان، قائلاً إنها أصبحت "خطيرة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة".

وأشار إلى أن "هذه التطورات تأتي في ظل أزمات متفاقمة في السودان وليبيا وسوريا والصومال، الذي تتعرض وحدة وسلامه أراضيه للتهديد بسبب توقيع إثيوبيا اتفاق مع إقليم أرض الصومال، وهو التطور الذي ترفضه مصر، لما فيه من انتقاص لسيادة دولة عربية، ولما يمثله من انتهاك لمواثيق الأمم المتحدة".

وأكد أن ذلك "يأتي استمراراً لنهج سياسة غير حكيمة من إثيوبيا التي لا تراعي مبادئ حسن الجوار ولا تلتفت سوى لمصالحها الفردية، الأمر الذي بدا بشكل جلي لمصر خلال المفاوضات الخاصة بسد النهضة، ودفعنا لاتخاذ القرار بإيقاف مشاركتنا في تلك المفاوضات، التي لم تفض لأي نتائج ملموسة، طالما استمرت إثيوبيا في نهجها الحالي".

ولفت إلى أن "الأوضاع المتأزمة في المنطقة تجسّد عجز الإرادة الدولية مع غلبة الانحيازات السياسية والمعايير المزدوجة في التعاطي مع المخاطر ومعاناة الشعوب".

واختتم شكري كلمته بالقول إن ذلك "يجعل من التنسيق العربي المشترك، المصري والخليجي، ضرورياً لتعزيز القدرات المشتركة لمواجهة هذه التحديات".

المغرب يدعو لوقف النار في غزة

من جانبه، أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة "أهمية وقف إطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع الفلسطيني، فضلاً عن إطلاق عملية سياسية تفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة".

وأضاف بوريطة، في كلمته خلال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج والمغرب، أن "اجتماعنا مهم لأنه فرصة للتباحث في مسار الشراكة الاستراتيجية القائمة منذ عام 2011 وكيفية تطويرها".

وأشار إلى أن هذا الاجتماع هو "مناسبة للتشاور والتنسيق حول قضايا إقليمية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والتهديدات المرتبطة بالتدخلات الخارجية السلبية في الشؤون العربية، والتهديدات التي تشكلها الجماعات الانفصالية المهددة لوحدتنا".

وتابع: "العلاقات المغربية-الخليجية تُعد نموذجاً مشرفاً يُحتذى به في العلاقات بين الدول العربية، فهي علاقة مستقرة يسودها التنسيق سواء على الصعيد الثنائي مع كل دولة خليجية أو على صعيد العلاقات متعددة الأطراف العربية".

الأردن: "أمننا واحد"

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن "أمننا واحد ومصالحنا واحدة وقدرتنا على مواجهة التحديات المشتركة تزداد كلما عملنا معاً".

وأضاف الصفدي في كلمته خلال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول الخليج والأردن: "نواجه اليوم التحدي الأكبر وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ نعمل جميعاً من أجل وقف هذا العدوان، ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية الكافية لأكثر من مليوني فلسطيني يواجهون المجاعة، وما تزال إسرائيل تمنع دخول المساعدات".

وأكد أن القضية الفلسطينية "قضيتنا المركزية ولن نألوا جهداً في الدفاع عنها وإنهاء هذا العدوان، لتحقيق السلام العادل والذي لن يتحقق إلا إذا نال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة، وأولها حقهم بالحرية والدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس".

وناشد الصفدي، المجتمع الدولي لـ"التحرك ليس فقط لوقف العدوان على غزة، بل لوقف الإجراءات اللاشرعية التي تستمر إسرائيل في القيام بها الضفة الغربية ومنع المصلّين من ممارسة شعائرهم".

وأردف: "أتطلع إلى العمل معكم جميعاً، ليس فقط لتطوير علاقاتنا الثنائية بل من أجل إنهاء هذا العدوان أيضاً". مشيراً إلى أنه: "ثمة قضايا شهدت في المرحلة السابقة تقدماً ملحوظاً لناحية التعاون المشترك تشمل السياحة والتجارة ونتطلع إلى زيادة هذا التعاون، ونأمل أن تجتمع اللجان للاجتماع ووضع الخطط المناسبة".

واختتم بالقول: "على مدى السنوات الماضية استطعنا أن نؤطر منهجيات العمل لنزيد من تعاوننا في العديد من القضايا الاستثمارية والاقتصادية وغيرها، كما شكلنا العديد من اللجان المشتركة في هذا الصدد للتوافق على خطوات عملية للبناء على علاقاتنا التاريخية".

اجتماعات وزارية خليجية عربية

واستضافت العاصمة السعودية الرياض، الأحد، 4 اجتماعات على المستوى الوزاري جمعت وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب بشكل منفصل.

كما عُقد اجتماع المجلس الوزاري الخليجي الـ159، برئاسة رئيس الوزارء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن، وبحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون، كما عُقد على هامشه الاجتماع الوزاري المشترك بين المجلس ووزراء خارجية مصر، والأردن، والمغرب.

تصنيفات

قصص قد تهمك