كييف تدعو الكتلة إلى حظر واردات الحبوب الروسية

أوكرانيا تعلن استعدادها لتقييد التجارة مع الاتحاد الأوروبي لتجاوز الخلافات مع بولندا

متظاهرون بولنديون يحتجون ضد تدابير المناخ في الاتحاد الأوروبي والواردات الأوكرانية في العاصمة وارسو. 27 فبراير 2024 - AFP
متظاهرون بولنديون يحتجون ضد تدابير المناخ في الاتحاد الأوروبي والواردات الأوكرانية في العاصمة وارسو. 27 فبراير 2024 - AFP
دبي -الشرق

قال وزير التجارة الأوكراني تاراس كاتشكا، الثلاثاء، إن أوكرانيا مستعدة لفرض قيود على تجارتها مع دول الاتحاد الاوروبي لتجاوز الخلافات المحتدمة مع بولندا، داعياً الكتلة أيضاً إلى حظر واردات الحبوب الروسية.

وذكر كاتشكا في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن "كييف تؤيد فرض قيود جديدة على الواردات الزراعية الأوكرانية، لكنها في الوقت نفسه تدعو الاتحاد الأوروبي إلى حظر الصّادرات الزّراعية الرّوسية التي لاتزال تصل إلى الكتلة عبر بيلاروس ودول البلطيق (لاتفيا إستونيا ليتوانيا)".

واعتبر أن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، يحتاجان إلى نهج واضح لتنظيم التدفقات التجارية، لكنه أضاف: "بالنسبة للقمح، ليست أوكرانيا هي التي تسبّب مشاكل للمزارعين البولنديين، بل روسيا".

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، رفع الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية، وهي خطوة رفضتها بولندا، التي شهدت احتجاجات قادها مزارعون بالقرب من الحدود رفضاً للبضائع الأوكرانية.

"منافسة غير متكافئة"

وفي ظل الحكومة السابقة، فرضت وارسو، حظراً من جانب واحد في انتهاك لقواعد التجارة في الاتحاد الأوروبي، وأدت الاحتجاجات المستمرة في الأسابيع الأخيرة إلى الضغط على رئيس الوزراء، دونالد تاسك، لطلب إعفاءات من بروكسل ومواصلة فرض القيود على البضائع القادمة من كييف.
 
وقال توسك خلال زيارة إلى ليتوانيا، الاثنين الماضي: "نحن بحاجة إلى إيجاد حل من شأنه أن يحمي بشكل فعال الأسواق البولندية والأوروبية من المنافسة غير المتكافئة".

 
من جانبها، قالت رئيسة وزراء ليتوانيا، إنجريدا سيمونيتي، إنها اتفقت مع الوزير الأوكراني على ضرورة حظر الواردات الزراعية من روسيا وبيلاروس، وهو الإجراء الذي ستدعمه ليتوانيا. وقال توسك إن القيود على مستوى الكتلة بأكملها ستكون أكثر كفاءة، بعد أن فرضت لاتفيا مؤخرا حظراً على مستوى البلاد على الواردات الروسية.

ووفقاً لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، سيكون من الصعب تحقيق حظر على مستوى الاتحاد الأوروبي، إذ تعارض العديد من الدول الأعضاء مثل هذه الخطوة بسبب مخاوف من أنها قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأسواق العالمية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلدان النامية.

وزادت صادرات الحبوب الروسية إلى الاتحاد الأوروبي، بأكثر من 50% لتصل إلى 1.5 مليون طن بين عامي 2022 و2023.

اتهامات أوكرانية لموسكو

واتهم وزير التجارة الأوكراني، موسكو، بإثارة الاحتجاجات البولندية، وهو الاتهام الذي وجهه أيضاً المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس. وزعم كاتشكا، أن موسكو كانت "بالتأكيد" وراء الهجوم الذي شنه الشهر الماضي مزارعون بولنديون على قطار يحمل حبوباً أوكرانية، ونجحوا في قلب الحمولة وسكبها. وأضاف أن الروس "متورطون في حالات تخريب يمكن التعامل معها على أنها معادية لأوكرانيا بشكل عام".

وقال إن كييف تؤيد الإجراءات الجديدة التي اقترحتها بروكسل لفرض حدود على واردات البيض والدواجن والسكر اعتباراً من يونيو والسماح للدول بإغلاق أسواقها أمام الحبوب الأوكرانية باستثناء العبور إلى دول أخرى.

واعترف بأن إنتاج السكر في أوكرانيا، ارتفع من 7 آلاف إلى 500 ألف طن بين عام 2022 والعام الماضي.

كما وافقت كييف مؤخراً على تحويل صادرات الذرة إلى إيطاليا وإسبانيا عبر البحر الأسود بدلاً من الطرق البرية عبر الدول المجاورة لتقليل التوترات.

وكشف وزير التجارة الأوكراني أن كييف أوقفت طوعاً تصدير الذرة إلى جميع الدول الأعضاء الخمس المجاورة. وعلى الرغم من ذلك، "قمنا بتصدير 15 مليون طن من الذرة في العام الماضي، وهو رقم قياسي جديد". وقال كاتشكا إن أوكرانيا سدت الفجوات في إنتاج الاتحاد الأوروبي.

ووصف رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، الاثنين الماضي، الحصار الحدودي البولندي بأنه "لا معنى له"، وقال: "إن سخافة هذا الوضع هي أن بولندا تخسر أكثر مما تخسره أوكرانيا".

ومن المقرر أن يجتمع المسؤولون الأوكرانيون والبولنديون مرة أخرى، الاثنين المقبل، بهدف حل الخلاف بينهما.

تصنيفات

قصص قد تهمك