واشنطن: التنسيق الأمني بشأن الميناء سيشمل إسرائيل.. ولن تطأ قوات أميركية أرض القطاع

ألف جندي و2 مليون وجبة يومياً.. البنتاجون يبحث تشييد ميناء غزة المؤقت

سفينة حربية إسرائيلية قبالة سواحل غزة. 16 يناير 2024 - AFP
سفينة حربية إسرائيلية قبالة سواحل غزة. 16 يناير 2024 - AFP
واشنطن/دبي-رويترزالشرق

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الجمعة، إنها في طور تحديد المصادر والقوات التي سيتم نشرها لتشييد الميناء المؤقت في غزة لإيصال المساعدات التي ستصل عبر ممر بحري للمساعدات من قبرص، فيما قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الإسرائيليين سيؤمنون الميناء لتقديم المساعدات لغزة.

وقالت الوزارة إنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة، لكنها أشارت إلى أن من المرجح أن يحتاج تشييد الميناء إلى ألف جندي أميركي.

وأشارت إلى أنها ستواصل التنسيق مع الدول الشريكة، وأن العمل على التفاصيل مع الشركاء سيشمل إسرائيل عند تناول الجانب الأمني.

وذكرت أن التخطيط والتنفيذ لهذا الميناء المؤقت سيستغرق عدة أسابيع، لافتة إلى أنها تأمل في نهاية المطاف في تقديم مليوني وجبة لمواطني غزة يومياً.

وقالت الوزارة إنها لا تملك تقديراً محدداً لكلفة بناء الميناء المؤقت.

ولفتت إلى أنها تجري محادثات مع مجموعات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية والدول الشريكة والأمم المتحدة حول تقديم المساعدات.

وأعلن بايدن في خطاب "حالة الاتحاد" السنوي الخميس، أن الجيش الأميركي سينشئ ميناء مؤقتاً في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع من قبرص، وبموجب هذا الترتيب، ستخضع المساعدات لفحوص أمنية في قبرص بواسطة فريق يضم مسؤولين إسرائيليين.

وقال مسؤولون أميركيون إن تنفيذ الميناء سيستغرق من 30 إلى 60 يوماً، لكنه يمكن أن يستوعب مئات أو آلاف الجنود الأميركيين على متن السفن قبالة الشاطئ، تماشياً مع قرار الرئيس الأميركي جو بايدن "بألا تطأ أقدام الجنود الأميركيين أرض غزة"، مع احتدام الصراع.

وسيشارك لواء النقل السابع بالجيش الأميركي، وهو لواء مشاة أميركي، في عمليات البناء، حسبما نقلت "نيويورك تايمز".

ووسط تحذيرات من خطر مجاعة بعد مرور خمسة أشهر على الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، قام الجيش الأميركي بإسقاط جوي لوجبات غذائية على غزة.

وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع سكان القطاع، على شفا المجاعة.

ممر بحري من قبرص

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إن تشغيل الممر البحري لنقل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة المحاصر، من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل، وذلك عقب إصدار بيان مشترك مع نيقوسيا والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا يؤيد تفعيل الممر.

وأوضحت فون دير لاين في تصريحات من مدينة لارنكا الساحلية، بينما كان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بجوارها: "نحن قريبون جداً من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين، وأنا سعيدة جداً لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم".

وجاء في بيان مشترك وقعه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وعدد من الدول الأوروبية "توصيل المساعدات الإنسانية مباشرة إلى غزة عن طريق البحر سيكون معقداً، وستواصل دولنا تقييم وتعديل جهودنا للتأكد من تقديم المساعدات بأكبر فعالية ممكنة".

ورحبت إسرائيل، الجمعة، بفتح الممر البحري من قبرص للمساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية، "وفقاً للمعايير الإسرائيلية".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية على منصة "إكس": "ترحب إسرائيل بفتح الممر المائي من قبرص.. وستمكن المبادرة القبرصية من زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقاً للمعايير الإسرائيلية".

انتقادات

وحذرت هيئة إنقاذ الطفولة من أن الأطفال الجوعى والمرضى في غزة لا يمكنهم الانتظار لحين بناء ميناء مؤقت قبالة القطاع لتوصيل المساعدات الإنسانية عبره، أو على أمل أن تصل إليهم المساعدات التي يتم إسقاطها من الطائرات.

وذكرت الهيئة، في بيان، أن هذه الأساليب البديلة لتوصيل المساعدات "مكلفة وغير فعالة وتصرف الأنظار عن الحل الحاسم لإنقاذ أروح الأطفال والأسر في غزة"، مؤكدة ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ودخول المساعدات بشكل آمن ودون قيود.

وشددت هيئة إنقاذ الطفولة على الحاجة إلى وقف إطلاق النار "الآن" وضمان وصول المعونات إلى قطاع غزة عبر كل الطرق الممكنة.

 وانتقد الخبير بالأمم المتحدة مايكل فخري الجمعة، جهود الولايات المتحدة لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية لغزة ومنها خطة إنشاء ميناء مؤقت وإنزال المساعدات جواً واصفاً تلك الجهود بأنها أساليب "عبثية" و"مثيرة للسخرية" طالما استمرت المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.

وقال فخري وهو المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، للصحافيين في جنيف، إن عمليات الإنزال الجوي على وجه الخصوص "لن تفعل شيئاً يذكر للتخفيف من سوء التغذية الناجم عن الجوع، ولن تفعل شيئا لإبطاء المجاعة".

وحذر فخري من الفوضى المصاحبة لتدافع السكان الذين يتضورون جوعا للحصول على الإمدادات. وذكر أن فكرة الميناء لم يطلبها أحد، واصفا الإنزال الجوي والميناء بأنهما "ملاذ أخير" بعد أن تفشل كل الوسائل والسبل.

تصنيفات

قصص قد تهمك