على خطى"فاجنر".. أوكرانيا تبحث تجنيد السجناء لمواجهة روسيا

جنود أوكرانيون يطلقون قذائف مدفعية باتجاه القوات الروسية في خيرسون الأوكرانية. 12 مارس 2024 - AFP
جنود أوكرانيون يطلقون قذائف مدفعية باتجاه القوات الروسية في خيرسون الأوكرانية. 12 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

قدَّم 14 نائباً في البرلمان الأوكراني مشروع قانون مقترحاً ينص على إطلاق سراح مبكر للسجناء مقابل انضمامهم إلى الجيش، وذلك استجابة لحاجة كييف الماسة إلى تجنيد نحو 500 ألف جندي، في خطوة مستوحاة من نهج روسيا، وفق صحيفة "بوليتيكو".

وقال وزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا، الأسبوع الماضي، إن "هناك آلاف السجناء في أوكرانيا يرغبون في الانضمام إلى الجيش"، مضيفاً: "لا أرى خطأ في تجنيد أشخاص يجيدون القتال، إذا كان بإمكانهم المساعدة في القضاء على الغزاة الروس".

ولا يسمح القانون الأوكراني حالياً بتجنيد السجناء، ومع ذلك، في بداية الحرب الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022، أصدرت كييف عفواً عن أكثر من 300 سجين أرادوا الانضمام إلى الجيش.

وأضاف ماليوسكا: "أود أن أقول إن تلك التجربة كانت ناجحة إلى حد ما. أصبح بعض هؤلاء السجناء أبطالاً وحصلوا على أوسمة. سننظر في مشروع القانون بسرعة لعدم وجود أي نواب معارضين للفكرة".

وتابع ماليوسكا بقوله: "الجميع يدرك أنه يمكننا الاستعانة بالسجناء، الذين أعربوا عن استعدادهم لحماية بلادهم". مشيراً إلى أنه "ليس جميع القادة العسكريين على استعداد لقبول السجناء والمدانين في وحداتهم، لكننا لن نفرض مثل هؤلاء الأشخاص على أي أحد. ومن المرجح أن تكون هذه الفرق منفصلة".

وأردف:"سيُسمح بالتسجيل فقط للسجناء الذين قضوا معظم فترات عقوباتهم ولا يُعتبرون خطراً على الناس".

وأوضح: "طلب الجيش منّا استبعاد أولئك الذين خالفوا الانضباط العسكري وارتكبوا جرائم أثناء أداء الواجب العسكري من إمكانية التجنيد، كما لا يريدون أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الدولة".

ومنذ أكثر من عامين، تُجنّد روسيا السجناء، حيث قام رئيس مجموعة "فاجنر" شبه العسكرية الراحل يفجيني بريجوجين بجولة في السجون الروسية وعرض العفو عنهم، إذا انضموا إلى مجموعته.

وبعد محاولة التمرد الفاشلة، التي قادها بريجوجين قبل سقوطه في تحطم طائرة، شكّلت وزارة الدفاع الروسية كتائب خاصة تتألف بشكل كبير من السجناء تُسمى Storm-V، وStorm-Z.

"رغبة يائسة"

يأتي ذلك، في وقت يستعد البرلمان الأوكراني للتصويت على "قانون التعبئة الجديد" خلال جلسته المقررة في 31 مارس الجاري، والذي يسعى إلى تحديث الإطار القانوني للبلاد استعداداً لموجة التعبئة المتوقعة هذا العام، والتي قد تشهد تجنيد نحو 500 ألف شخص، وفق صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية.

ويُعد مشروع القانون الأوكراني علامة على رغبة يائسة في تجنيد المزيد من القوات، لتخفيف الضغط عن الجنود المنهكين والجرحى جراء الهجمات الروسية، إذ تحتاج إلى نحو 500 ألف مجند جديد لتتمكن من إعادة تدوير قواتها وتعويض الخسائر، بحسب "بوليتيكو".

وتتواصل الجهود الرامية إلى تعديل قانون التعبئة في البلاد، وفي الوقت الحالي، يتم تجنيد الرجال البالغين من العمر 27 عاماً فما فوق، بينما يبلغ متوسط ال​​عمر للجنود الأوكرانيين أكثر من 40 عاماً.

كما يعمل البرلمان الأوكراني على إصدار تشريع لخفض سن التجنيد إلى 25 عاماً، إذ فشلت محاولة أولى للتصويت على القانون بسبب مخاوف من انتهاكات حقوقية ومخاطر من الفساد.

ومع ذلك، لا يزال يتعيّن على المشرعين الأوكرانيين العمل من خلال قواعد للسيطرة على السجناء، إذ من غير الواضح ما إذا كان سيتم تخفيف عقوبات أولئك الذين يخدمون أم لا.

وتخوض أوكرانيا حرباً مع القوات الروسية منذ فبراير 2022. ويتعامل كلا الطرفين مع أرقام الخسائر باعتبارها "سراً قومياً"، لكن مسؤولون من الولايات المتحدة يقدرونها بمئات الآلاف من الضحايا والمصابين، وفق وكالة "رويترز".

تصنيفات

قصص قد تهمك