بدأ الناخبون الروس الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، الجمعة، في عملية تستمر ثلاثة أيام، فيما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بحاولة تعطيل الاقتراع، ومهاجمة أهداف مدنية في روسيا.
وأدلى بوتين بصوته عبر الإنترنت، الجمعة، وبدا يسير في اتجاه مكتب ثم يجلس قبالة كمبيوتر وأمامه علمان روسيان قبل أن تظهر رسالة مكتوبة على الشاشة مفادها "شكراً، لقد صوتّم بنجاح".
وفي حديثه أمام أعضاء مجلس الأمن الروسي، الذي يضم قادة الجيش والمخابرات بالإضافة إلى أقوى القادة المدنيين في الدولة، قال بوتين إن أوكرانيا "ستعاقب لمحاولتها تعطيل الانتخابات الرئاسية الروسية، بقصف أهداف مدنية في الأراضي الروسية، واستخدام 2500 مسلح لمحاولة اختراق حدود روسيا".
وأضاف بوتين: "من أجل تعطيل عملية التصويت وترهيب الناس، خصوصاً في المناطق الحدودية، يحاول نظام كييف تنفيذ عدد من الأعمال الإجرامية، وضرب المدن والبلدات في روسيا"، مؤكداً أن "مثل هذه الجرائم لن تمر دون عقاب".
وأشار بوتين إلى أن "95% من القذائف والصواريخ أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية"، لكنه أكد أن "بعضها تمكن من اختراق الدفاعات، وهناك ضحايا بين المدنيين الروس".
هجوم إلكتروني وتخريب مراكز اقتراع
وقالت إيلا بامفيلوفا، رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية، الجمعة، إن "هجوماً إلكترونياً كبيراً" استهدف نظام المراقبة بالفيديو في مراكز الاقتراع في منطقة تيومين في سيبيريا، بحسب ما أوردت وكالة "تاس" الروسية.
وذكرت "رويترز" أنه تم إلقاء زجاجة مولوتوف على مركز اقتراع في مدينة سان بطرسبرج، ثاني أكبر مدن روسيا، الجمعة، في أول أيام التصويت.
وأفاد مسؤولون روس في تصريحات أوردتها وكالة "فرانس برس"، أن السلطات اعتقلت 7 أشخاص على الأقل للاشتباه بارتكابهم أعمال تخريب في مراكز اقتراع في اليوم الأول للانتخابات.
وسكب 5 أشخاص في أربع مناطق على الأقل الطلاء في صناديق الاقتراع. أما السادس فاعتقل لإضرامه النيران في صندوق اقتراع بينما أوقف السابع لإطلاقه مفرقعات داخل مركز للاقتراع.
وأشارت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية إلى رصد "بعض الانتهاكات" بعملية التصويت في منطقتين في شرقي روسيا وفي شمال القوقاز، وطالبت بتجديد الإجراءات الأمنية في المنطقتين لحماية صناديق الاقتراع.
نسبة التصويت
كما ذكرت لجنة الانتخابات أن نسبة المشاركة في الانتخاباتف ي اليوم الأول للتصويت، بلغت 23.02% حتى الساعة 15:52 بتوقيت موسكو.
وأظهرت بيانات لجنة الانتخابات المركزية الروسية، في وقت سابق، أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بشكل إجمالي في الدولة، كانت قد بلغت 10.40% بحلول الساعة 14:30، بعد أن كانت 6.08% في الساعة 13:07 بتوقيت موسكو، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ووفتحت مراكز الاقتراع في موسكو وسان بطرسبورج، أبوابها، في الثامنة من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي (الخامسة صباحاً بتوقيت جرينتش)، في الاستحقاق الذي يمهد لولاية جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدتها ست سنوات.
ومع عمل مراكز الاقتراع في كافة أنحاء روسيا، تبدأ كذلك، عمليات الإدلاء بالأصوات عبر خاصية التصويت الإلكتروني عن بعد، حيث يبلغ عدد الناخبين في الأراضي الروسية، 112 مليوناً و309 آلاف و947 ناخباً.
ويستمر الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الروسية، الذي بدأ قبل ساعات في أقصى شرقي البلاد، لثلاثة أيام في الفترة من 15 إلى 17 مارس الجاري، في عملية لا تشهد منافسة حقيقية لبوتين الذي دعا مواطنيه، الأربعاء، في رسالة عبر الفيديو، إلى "التصويت بقوة في الانتخابات الرئاسية"، مؤكداً أن "مصير روسيا لا يحدده إلا مواطنيها".
وقبل بدء التصويت، أجرى متخصصون من وزارة الطوارئ الروسية، فحص السلامة من الحرائق في حوالي 92 ألف مركز اقتراع في البلاد.
رموز أمنية لمراكز الاقتراع
وفي توقيت متزامن، انطلقت عملية التصويت في أكبر مدينتين في البلاد، موسكو وسان بطرسبورج في الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي.
وبحسب صحف محلية، جهزت لجنة الانتخابات مقار الاقتراع في سان بطرسبورج، والبالغة أكثر من ألفي مركز دائم ومؤقت، بوسائل حماية ضد تزوير مقاطع مصورة عن عملية التصويت؛ إذ أنشأت رموز أمنية لكل مركز اقتراع، لكل يوم من أيام التصويت، تسمح بتحديد كل غرفة تشهد تصويت الناخبين على حدة.
وأوضحت لجنة الانتخابات، أن هذا الإجراء يتيح تحديد مراكز الاقتراع بدقة بنسبة 100%، بما في ذلك عند عرض مواد المراقبة بالفيديو.
ومهمة هذه الرموز الأمنية، الموجودة في محيط مراكز الاقتراع، تتمثل في "منع نشر معلومات مزيفة حول الانتخابات".
وفي وقت سابق، قالت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية، إيلا بامفيلوفا، إن موقع اللجنة تعرض لأكثر من 12 مليون هجمة إلكترونية منذ بدء حملة الانتخابات الرئاسية الثامنة في البلاد، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وفي 25 فبراير الماضي، شاركت فئات عدة من الروس في التصويت المبكر الذي مكَّن الناخبين على متن السفن، والصيادين، وقاطعي الأشجار، وعمال المناجم، والمنارات والمحميات الطبيعية من المشاركة قبل أن ينتهي، الخميس.
وشمل التصويت المبكر كذلك، أفراد الجيش المشاركين في حرب أوكرانيا، والمنخرطين في عمليات بمواقع جغرافية نائية، أو مهام طويلة في سوريا، ومنطقة قره باغ بجمهورية أذربيجان، حيث جرى نقل اللجان الانتخابية إلى مواقع هؤلاء عبر الطيران والنقل البحري التابعين لوزارة الدفاع الروسية.
بوتين و3 مرشحين
وشملت قائمة المرشحين النهائية في الانتخابات الرئاسية الروسية: الرئيس فلاديمير بوتين، المتوقع فوزه، و3 سياسيين، هم فلاديسلاف دافانكوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي وعضو حزب "الناس الجدد"، وليونيد سلوتسكي زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي المتطرف الموالي للكرملين، ونيكولاي خاريتونوف مرشح الحزب الشيوعي، وفق لجنة الانتخابات المركزية.
وخلت القائمة من المرشح الروسى المناهض لحرب أوكرانيا، بوريس ناديجدين، بعد أن منعته لجنة الانتخابات المركزية، من الترشح قائلة إنها وجدت مخالفات فى جمع التوقيعات المطلوبة لدعم ترشيحه.
ومن المتوقع أن يفوز بوتين (71 عاماً) بسهولة في هذه الانتخابات، والتي يخوضها كمستقل، وليس كمرشح لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم.
ويعود تاريخ استحداث منصب الرئيس في روسيا إلى عام 1991، عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، حيث أجريت الانتخابات سبع مرات في أعوام: 1991 و1996 و2000 و2004 و2008 و2012 و2018.
وشهد عام 1991 انتخاب الرئيس لمدة خمس سنوات، وفي عام 1993 تم تخفيض مدة ولاية الرئيس الروسي إلى أربع سنوات بموجب تعديل دستوري، لكن بموجب التعديلات الدستورية التي أقرت في العام 2008 أصبحت ولاية الرئيس 6 سنوات.