المستبعدون من الانتخابات الرئاسية في روسيا.. من هم؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
أشخاص يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع متنقل أثناء التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الروسية، موسكو. 10 مارس 2024 - REUTERS
أشخاص يدلون بأصواتهم في مركز اقتراع متنقل أثناء التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الروسية، موسكو. 10 مارس 2024 - REUTERS
موسكو-ديالا الخليلي

يتنافس 4 مرشحين في الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في 17 مارس الجاري، من بينهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، فيما استبعدت لجنة الانتخابات المركزية 7 مرشحين، قالت إنه "لا تنطبق عليهم شروط الترشح"، فمن هم، ولماذا استبعدتهم اللجنة؟

المرشحون الذين تم قبولهم هم بوتين، مرشح مستقل، وفلاديسلاف دافانكوف، عضو حزب "الناس الجدد"، وليونيد سلوتسكي، رئيس "الحزب الديمقراطي الليبرالي"، ونيكولاي خاريتونوف، عضو "الحزب الشيوعي الروسي".

وتضم قائمة المستبعدين بوريس ناديجدين عن حزب "المبادرة المدنية"، وسيرجي بابورين عن حزب "اتحاد الشعب الروسي"، وإيرينا سفيريدوفا، عن الحزب الديمقراطي الروسي، وأندريه بوجدانوف، عن حزب الحرية والعدالة الروسي، والسياسية الروسية يكاترينا دونتسوفا، والمدونة رادا روسكيخ، والمدون المعني بشؤون البيئة أناتولي باتاشيف، وكلاهما مستقل.

أخطاء في التوقيعات

وأرجعت لجنة الانتخابات المركزية رفض بوريس ناديجدين، إلى "ارتفاع نسبة الأخطاء والعيوب في توقيعات الناخبين التي جمعها لدعمه".

وذكرت مجموعة العمل التابعة للجنة، في إعلانها النهائي بعد فحص أوراق ناديجدين، أن نسبة العيوب في التوقيعات تجاوزت الحد المسموح وبلغت أكثر من 15%، موضحة أنه قدم 105 آلاف توقيع، جرى التحقق من 60 ألفاً فقط منها.

وقدّم ناديجدين شكوى إلى المحكمة العليا، لكن المحكمة رفضت الشكوى، وقالت إن استبعاده "قانوني".

واعتبرت المحللة السياسية يلينا سوبونينا، أن رفض ناديجدين أسبابه "تقنية"، ولا توجد أسباب أخرى مثل التي ذكرتها مواقع معارضة.

وأضافت لـ"الشرق": "من راغبي الترشح كان هناك أشخاص دون خبرة، لذلك جهزوا الوثائق اللازمة بطريقة خاطئة، بما في ذلك توقيعات الدعم، كما حدث مع ناديجدين.. هذه مشكلات تقنية بحتة، ولا توجد أسباب أخرى وراء استبعاده".

وتابعت سوبونينا: "لا يتمتع ناديجدين بشهرة كبيرة. التقيت به عدة مرات في برامج تحليلية على قنوات تلفزيونية روسية، وأعرف أن ما كان يتحدث عنه بداية لم يكن قضايا ملحة، لذلك لم تكن مشاركته في الانتخابات خطيرة".

ناديجدين.. معارض في المنتصف

واعتبر الباحث السياسي رامي القليوبي أن ناديجدين يقبل بقواعد اللعبة الداخلية للبلاد، على الرغم من معارضته العملية العسكرية في أوكرانيا.

وقال القليوبي لـ"الشرق": "المعارضة في روسيا تنقسم إلى قسمين، المعارضة النظامية الممثلة في البرلمان عبر أحزاب سياسية، وهذه لا توجه انتقادات صريحة إلى الرئيس فلاديمير بوتين، ولا تعارض سياسات الكرملين، بما فيها العملية العسكرية في أوكرانيا، معارضة صريحة، والقسم الثاني هو المعارضة غير النظامية".

واعتبر القليوبي أن ناديجدين من السياسيين الموجودين بين هذين النظامين، فهو موجود داخل البلاد، ويقبل بقواعد اللعبة، لكنه في الوقت نفسه يتبنى مواقف مناهضة للعملية العسكرية في أوكرانيا، ويبدو أنه كان هناك تردد في السماح بمرشح مثله".

وأشار القليوبي إلى أن الجهات المعنية درست أكثر من سيناريو بشأن المرشحين، لكنها في النهاية اختارت إجراء الانتخابات في أجواء هادئة بين المرشحين الممثلين في البرلمان فقط، وأن تكون الحملة خالية من المفاجأت.

ولفت إلى تسريبات صحافية سابقة كانت تشير إلى إمكانية مشاركة رئيس تحرير إذاعة "صدى موسكو" (المغلقة حالياً) ألكسي فينيديكتوف، في الانتخابات، لكن يبدو أن الجهات المعنية حسمت المسألة في نهاية المطاف لصالح إجراء الانتخابات في أجواء هادئة، معتبراً أن دافانكوف هو المستفيد الأكبر من استبعاد ناديجدين، لأنه دعا إلى إنهاء الأزمة الأوكرانية بشروط روسية، وهو بذلك يستطيع استقطاب الناخبين ذوي التوجهات الليبرالية.

مخالفات عديدة

"امرأة شابة والحياة أمامك".. هكذا حاولت رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية إيلا بامفيلوفا، مواساة السياسية المعارضة والصحافية السابقة يكاترينا دونتسوفا، بعد رفض اللجنة قبول أوراقها كمرشحة.

وأوضحت اللجنة في أسباب الرفض أن طلب التسجيل احتوى على مخالفات عديدة.

وكانت دونتسوفا تدعو لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وإجراء إصلاحات ديمقراطية، والإفراج عن السجناء السياسيين، واستعادة العلاقات مع العالم الخارجي، وتغيير أولويات الميزانية الروسية، ودعم الأقليات ولا سيما المثليين.

وقررت دونتسوفا الطعن على القرار أمام المحكمة العليا، واصفة القرار بأنه "غير مبرر، وغير ديمقراطي".

وكتبت على قناتها بتطبيق "تليجرام": "بهذا القرار السياسي نحن محرومون من فرصة أن يكون لنا ممثلنا، وأن نعبر عن آرائنا التي تختلف عن الخطاب الرسمي العدواني".

ترشح للدعاية والإعجابات

استبعدت لجنة الانتخابات المركزية أيضاً المدونة رادا روسكيخ، وبررت استبعادها بأنها قدمت توقيعات 476 ناخباً فقط، وكان يجب عليها جمع 300 ألف توقيع، وهو ما لا يتوافق مع متطلبات القانون الاتحادي.

وأعربت روسكيخ عن شكرها لأعضاء اللجنة، وقالت إنها جمعت المزيد من التوقيعات لكنها لم تسلمها إلى اللجنة، بل لم توثق بعضها من الأساس، مشيرة إلى أن تقديم التوقيعات إلى اللجنة كان من أسعد اللحظات بالنسبة لها.

وقالت: "من المؤسف أنه لا توجد امرأة واحدة في هذه الانتخابات.. لدي جمهور جيد للغاية. بالطبع، سنستمر. لم يكن هذا ضجيجاً، ولم يكن علاقات عامة، ولم يكن مزحة. لدي آراء ممتعة للغاية حول السياسة الداخلية".

واعتبرت المحللة السياسية يلينا سوبونينا أن إقدام روسكيخ على الترشح كان مجرد دعاية لجذب أكبر عدد من المتابعين ونيل الإعجاب.

وقالت سوبونينا لـ"الشرق": "هذه المرأة أرادت أن تثير ضجة إعلامية لا أكثر ولا أقل، فالمدونون يعيشون حياة أخرى بعيدة عن الواقع، لديهم مفاهيم أخرى بشأن تحمل المسؤولية فهم يعيشون مع فكرة خلق ضجة إعلامية، وجمع عدد أكبر من الإعجابات، وكلما أصبحوا معروفين أكثر كان هذا أفضل لهم".

دعوات للاحتجاج أثناء الانتخابات

ومع بدء العد التنازلي لإجراء الانتخابات، دعت السياسية الروسية دونتسوفا لتكريم السياسيين المعارضين الراحلين بوريس نيمتسوف، وألكسي نافالني، في 17 مارس، وهو اليوم الأهم في الانتخابات الرئاسية.

وكتبت على قناتها بتطبيق "تليجرام": "رفضت السلطات الموافقة على مسيرة لإحياء ذكرى السياسيين بوريس نيمتسوف وأليكسي نافالني في 2 مارس، وبررت الرفض بسريان الإجراءات الوبائية، فهل الحالة الوبائية لا تؤثر على الحفلات الموسيقية في ملعب لوجنيكي وغيرها من الأنشطة المؤيدة للحكومة"، لافتة إلى أن المكان الأخير الذي لا تزال فيه السلطات تسمح بالتجمع بل وتدعو إليه هو مراكز الاقتراع للتصويت.

وأضافت: "يجب علينا أن نستغل هذه الفرصة!"

وانضمت فيوليا نافالني، أرملة نافالني إلى هذ الدعوات، ودعت في مقطع فيديو إلا الخروج في 17 مارس، للاحتجاج ضد الرئيس الحالي.

وقالت أرملة نافالني: "علينا استخدام الانتخابات ضد الرئيس لتحقيق أهدافنا.. أخبرنا ألكسي بنفسه كيف نفعل ذلك، نحن بحاجة إلى استغلال يوم الانتخابات لإظهار أننا موجودون ومنا الكثير، نحن على قيد الحياة ونحن ضد بوتين ويجب علينا الحضور إلى مراكز الاقتراع يوم 17 مارس، الأمر متروك لكم، يمكنكم التصويت باستثناء بوتين، كما يمكنكم إفساد بطاقة الاقتراع، أو كتابة بأحرف كبيرة اسم نافالني".

تصنيفات

قصص قد تهمك