اتفق النائب اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز، ومنافسيه في الائتلاف الحاكم على مناقشة شكل جديد للحكومة في هولندا، يبقى فيه زعماء الأحزاب في البرلمان، ولكن دون الانضمام إلى الحكومة، وذلك بعد يوم من تخلي فيلدرز عن محاولته تولي منصب رئاسة الوزراء، وفق "بلومبرغ".
وقال مفاوض الائتلاف كيم بوترز، الخميس، في تقريره الأخير الذي أرسله إلى البرلمان، إن "الاحتمال الوحيد لوجود تعاون سياسي مثمر بين الأحزاب اليمينية التي تتفاوض على تشكيل ائتلاف، هو أن يتم مناقشة تشكيل حكومة ذات برنامج محدد".
وأوضح بوترز، الذي عينه فيلدرز، الشهر الماضي، لإحياء محادثات الائتلاف، أن مثل هذا الإطار يعتمد على اتفاق له أهداف محددة، إذ ستضم الحكومة مزيجاً من الوزراء المنتمين إلى أحزاب سياسية وأولئك الذين ينتمون إلى مجالات مختلفة أيضاً، مقترحاً أن تركز الجولة القادمة من المحادثات على تطوير هذا الشكل الجديد للحكومة.
وعلى مدى شهر، أجرى بوترز مناقشات متعددة مع أحزاب "من أجل الحرية" بزعامة فيلدرز، و"الشعب من أجل الحرية والديمقراطية و"العقد الاجتماعي الجديد" و"حركة المواطنين المزارعين"، قائلاً إن قضايا اللجوء والهجرة والرعاية الصحية والإسكان والقوة الشرائية والتمويل ربما تناقش في المرحلة التالية من المحادثات.
اختلاف الأحزاب
وتطبق هولندا، نظاماً انتخابياً يجعل تشكيل التحالفات، أمراً لا مفر منه، وتميل الأحزاب عادةً إلى التفاوض على اتفاقيات موضوعية ذات نوايا سياسية مختلفة.
وخرجت مفاوضات الائتلاف عن مسارها، في فبراير الماضي، بعد انسحاب "العقد الاجتماعي الجديد" بزعامة، بيتر أومتسيجت، من المحادثات بسبب الخلافات بشأن بعض الأمور المالية والضمانات الدستورية.
وقالت "بلومبرغ" إنه بعد حصوله على 20 مقعداً في انتخابات نوفمبر، كان أومتسيجت عنصراً أساسياً في فرص فيلدرز في الحصول على الأغلبية، لكنه أعرب بدلاً من ذلك عن تفضيله تشكيل حكومة من خارج البرلمان.
وفي حين أن رئيس الوزراء الهولندي، عادةً ما يكون زعيم أكبر حزب في البلاد، فمن غير الواضح في هذه المرحلة مَن سيتولى هذا المنصب في ظل هذا الإطار الجديد المقترح.
وقال أستاذ الإدارة العامة في جامعة لايدن، أركو تيمرمانز: "عادةً ما يكون رئيس الوزراء هو أحد السياسيين البارزين في البلاد، ولكن في هذه الحالة، فإنه يمكن أن يكون شخصاً أقل شهرة في مجال السياسة، ولكن لا أستطيع أن أتخيل أنه في ظل وجود هذه الأحزاب الثلاثة أو الأربعة، سيكون رئيس الوزراء شخصاً ليس له انتماء حزبي على الإطلاق".
فوز مفاجئ
وحقق فيلدرز فوزاً مفاجئاً في الانتخابات التي أجريت، في نوفمبر الماضي، بحصوله على 37 مقعداً من بين 150 مقعداً في البرلمان، لكنه أعلن، الأربعاء، أنه ربما أُجبر على التخلي عن محاولته ليصبح رئيساً للوزراء.
وقال فيلدرز، إن "شركائه في الائتلاف كانوا مستعدين للمضي قدماً في المحادثات لتشكيل حكومة يمينية، لكن حزباً واحداً فقط من بين الأحزاب الثلاثة أيَد محاولته تولي أعلى منصب في البلاد"، معرباً عن انتقاده لهذه التسوية ووصفها بأنها "غير عادلة وغير ديمقراطية وغير صحيحة دستورياً".
ورأت "بلومبرغ" أن تصريحات فيلدرز تشير إلى عدم وجود انسجام بين الأحزاب وهو ما قد يعيق عمل الحكومة المقبلة ويتحول إلى مصدر لعدم الاستقرار.
وأشارت إلى أن مسار فيلدرز نحو رئاسة الوزراء "كان صعباً منذ البداية"، إذ أنه رغم عمله على تشكيل تحالفات مع الأحزاب ذات الميول اليمينية، إلا أن الكثيرين ترددوا في الشراكة معه بسبب أيديولوجياته المعادية للإسلام وتصريحاته المثيرة للجدل.
