طالباني لنائب الأسد: الإيرانيون يقولون لنا غير ما تسمعونه منهم.. والحكيم ينسق مع خامنئي (3 من 7)

الرئيس السوري بشار الأسد (إلى اليمين) يصافح الرئيس العراقي آنذاك جلال طالباني خلال لقائهما في القصر الرئاسي في دمشق. 14 يناير 2007 - المجلة
الرئيس السوري بشار الأسد (إلى اليمين) يصافح الرئيس العراقي آنذاك جلال طالباني خلال لقائهما في القصر الرئاسي في دمشق. 14 يناير 2007 - المجلة
المجلة-إبراهيم حميدي

تناولنا في الحلقتين السابقتين، قرار واشنطن تغيير صدام وإبلاغ طالباني وبارزاني تفاصيل ذلك إلى الأسد وخدام وتشكيكهما بجدية القرار الأميركي. ننشر في "المجلة" موقف إيران والفرق بين ما كانت تبلغه لكل من دمشق والمعارضة العراقية.

بموجب اتفاق طالباني– بارزاني في ألمانيا بعد زيارتهما إلى أميركا، وإبلاغهما قرار الإطاحة بصدام، قام برهم صالح القيادي في "الاتحاد الوطني الديمقراطي" بزيارة دمشق لإطلاعها على نتائج الزيارة ومحادثات طالباني في إيران.

وفي 8 يونيو 2002 قام خدام باستقبال برهم صالح "موفدا من جلال طالباني، لإطلاعنا على نتائج زيارة واشنطن، وكان يرافقه السادة أرسلان بايز، وعماد أحمد، وعادل مراد".

وبعد حديث قصير عن طالباني، قال صالح لخدام إنه طُلب منه المجيء إلى سوريا للتحدث بصورة واضحة عن الوضع في العراق، وأضاف صالح: "التقيت مع المسؤولين الأميركيين، وكانت لقاءات طويلة ومفصلة وفي مجالات معينة، هناك قرار أميركي بإزاحة صدام عن السلطة في العراق، ويؤكد المسؤولون الأميركيون أن القرار اتخذ، وقد طلب الرئيس بوش من الأجهزة الأمنية تهيئة الخطط والخيارات التفصيلية لهذا الهدف، وسمعنا من الأميركيين كلاما جيدا عن الانقلاب العسكري، حيث لم يعد هذا الخيار مقبولا، واستعماله غير مجد، لذلك لا بد من أن ينظروا إلينا وإلى الحزب الديمقراطي وإلى جهات أخرى مثل المجلس الأعلى- باقر الحكيم- والاهتمام بشيعة العــراق، وفي هذا رسالة تطمين للإيرانيين".

الأميركيون اتخذوا قرارا بضرب العراق وليس أمامنا إلا أن نباركه

طالباني

تساءل خدام: "كيف يسعون إلى طمأنة إيران وقد اعتبروها جزءا من محور الشر؟"، فأجاب: "إدراج اسم إيران في دول محور الشر كان إشارة لإبعاد إيران عن أفغانستان ومنعها من التدخل في العراق في حال قاموا بعمل ما. وكانت هذه سياسة ضغط، أكثر منها خطوة مدروسة لمواجهة إيران، وضع إيران معقد إذ يعمل اللوبي اليهودي على تأجيج الحملة ضد إيران، وعندي رأي أقول فيه: إن (رئيس وزراء اسرائيل ارئيل) شارون واليمين اليهودي بالولايات المتحدة عندهما تصور بأن يبقى الوضع في العراق على حاله ويتم التركيز في هذه المرحلة على إيران".

خياران مطروحان

وقام صالح بإبلاغ خدام أن طالباني "التقى في ألمانيا وفرنسا مع رئيسي جهازي الاستخبارات في البلدين، وقال لهما: إن اتخذ الأميركيون قرارا بضرب العراق فليس أمامنا إلا أن نباركه، ولكن الشيء المهم الذي قاله هو منع التدخل التركي لأنه سيؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة، وقد رحبنا بهذا الرأي". وزاد: "حسب معلوماتنا فإن الخيارات المطروحة هي كالتالي:

  1. خيار عمل عسكري مثل الذي حصل في أفغانستان، مع وجود قوات على الأرض تساعد المعارضة، والعمل على نشوء تمرد عسكري داخل الجيش.
  2. خيار الاجتياح الشامل والبقاء في العراق لمدة خمس سنوات تقريبا.

هذا هو مدى الخيارات المطروحة على الرئيس، والخيار الأكثر احتمالا هو التدخل المحدود وذلك لضرورات إقليمية وداخلية أميركية".

 العامل الأميركي في العراق حاسـم ومهم

برهم صالح

علق خدام: "بالتأكيد الولايات المتحدة تستطيع أن تحقق نصرا عسكريا على القوات العراقية وتسقط النظام، ومشكلة الحرب ليست أخطر المشاكل، إنما الخطر هو ما سينشأ بعد الحرب. والسؤال: هل ستشن الولايات المتحدة حربا ضد العراق بغطاء من الأمم المتحدة؟".

وفي المساء عقد لقاء آخر. بدأ خدام الحديث متسائلا: "الأميركيون عندهم قرار واستدعوا جلال (طالباني) ومسعود (بارزاني) وذهبا إلى أميركا. ماذا يتوقع الأميركيون منهما؟ أجاب برهم: جوهر الموضوع هو المشاركة في الخطة الأميركية ضد صدام سياسيا وعسكريا والمشاركة فيما يتعلق بمستقبل العراق".

وعلق خدام: "كان واضحا من مجمل النقاش أن السيد جلال طالباني حسم موقفه إلى جانب الحرب، والمهم إسقاط النظام بغض النظر عن النتائج المؤثرة على العراق. فالخلاص من حكم صدام حسين ومن تعسفه، جعل الكثيرين في مواقع هي في الأساس ليست مواقعهم".

تحول طالباني

وفي 12 أكتوبر، التقى خدام وبرهم صالح، في زيارة "أكدت التحول في سياسة السيد جلال طالباني تجاه الأميركيين". وقال صالح: "في تقديري، العامل الأميركي في العراق سيكون حاسما ومهما، ولكن في نهاية الأمر أي جسم غريب عن الجسم العراقي لن يملك القدرة على الاسـتمرار. وفي رأيي أن قرار تغيير النظام العراقي محسـوم، وكل الأجهزة الأميركية ملتزمة به والأجهزة العسكرية والأمنية والدبلوماسية كلها تعمل في هذا الإطار، لكن تفاصيل الوضع المستقبلي في العراق لا تزال موضع جدال وسجال".

رئيس
رئيس "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني في دمشق. 2 نوفمبر 2002 - المجلة

وبعد مناقشة وضع المعارضة والأهداف الأميركية، قال صالح: "لنتصور هذه الحالة، يوجد اليوم قرار أميركي بتغيير النظام في العراق وبلا شك ستكون تداعياته كبيرة علينا وعليكم في المنطقة؛ هل نقف موقف المتفرج؟ هل نستطيع أن نقول نحن نعارض وبذلك يكون تأثيرنا على الأحداث ضعيفا؟ في المرة السابقة تحدثنا وقلنا إن أخطر شيء أن تدفعنا مفاهيمنا أو جهات أخرى إلى موقع لا نحسد عليه، ومن منطلق الحرص على وضعنا ووضعكم أقول يجب الدعوة إلى التغيير القائم على أساس ثوابتنا ومصالحنا، النقطة الثانية هي أن القوة الكبرى الحاسمة في العالم هي الولايات المتحدة، وقدرتنا على التأثير مرتبطة بقوتنا على الأرض سياسيا واقتصاديا وعسكريا".

علق خدام: "لا شك أن صدام وضع المنطقة في وضع صعب سواء في حربه على إيران أو باجتياحه الكويت، لكنني أعود إلى ما قلته، توجد مشاكل في المنطقة قبل تدخل الأميركيين".

نحن مع سوريا ليس سياسياً، بل عاطفياً أيضاً، ونشعر دائماً بفضل سوريا

طالباني

وقد علق صالح: "تحليلكم وارد، يجب أن نتعاون نحن أهل المنطقة لمواجهة أسوأ الاحتمالات، بدلا من أن نضيع وقتنا في تحليل النوايا الأميركية، نحسب حساب الاحتمالات الواردة، التغيير في العراق بالنسبة لكم ولنا، كيف يمكننا الوقوف في موقع مؤثر على مستقبل العراق؟ لأن وجودنا في بغداد ربما يبدل الأوضاع، وربما يكون الوضع مختلفا لو وجد الآخرون، نحن أصحاب القضية، لنا حق المشاركة في حكومة بلدنـا، إن كنا في بغداد سنكون قوة حليفة لصديقتنا سوريا، في الجانب الأخلاقي الأدنى في هذا الموضوع، ولسوريا أصدقاء في المعارضة العراقية، الأكراد يدركون أهمية دور سوريا، ونحن لا نعلم النوايا الأميركية فلا بد من حساب كل الاحتمالات الواردة، بدل الابتعاد عن الاحتمالات، لسوريا الحق وعليها واجب العمل معنا لتعزيز وجودنا وتأثيرنا على الأحداث على الساحة العربية والإسـلامية".

أجابه خدام: "عندما نصل لنقاط تحتاج مقررات حاسمة، عندها يكون النقاش ونتفق كيف سنتعامل مع الخطر، لكن لا نستطيع القبول بموقف أو اتخاذ موقف يشجع أميركا على ضرب العراق أو على أن يغيروا فيه ويجلسوا في بغداد".

عاطفياً أيضاً

في 2 نوفمبر، قام خدام باستقبال طالباني، الذي قال: "نحن مع سوريا ليس سياسيا، بل عاطفيا أيضا، ونشعر دائما بفضل سوريا، ولن ننسى المساعدات التي قدمت لنا في أصعب الظروف، وفي رأيي أنكم حققتم عدة إنجازات في المنطقة:

  1. جر الأكراد إلى جانبكم بدلا من أن يذهبوا إلى جانب إسرائيل والشاه (الايراني)، وكان هذا لمصلحة العرب والعراق والأكراد.
  2. فهمتم إيران ولم تقفوا إلى جانب العراق في حربه معها، وهذا ما وعته الدول العربية لاحقا.
  3. قمتم بحماية المسيحيين في لبنان كي لا يلجأوا إلى الدول الاستعمارية لنجدتهم.

وأحد الإنجازات أيضا هو الاتحاد الوطني وعلاقته معكم، ونحن معكم استراتيجيا خطوة بخطوة".

بعد ذلك قام طالباني بتسليم خدام مجموعة من أوراق عبارة عن اتفاق بين حزبه و"الحزب الشيوعي العراقي"، وأخرى بين حزبه و"الحزب الإسلامي العراقي"، وورقة عبارة عن مشروع خطاب سياسي بين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" وإيران حول العراق. وأضاف أن "هناك اتفاقا مع مجموعة من البعثيين العراقيين".

قرأ خدام الوثيقة المتعلقة بالخطاب السياسي، وعلق عليها متسائلاً: "هل إيران موافقة؟". فأجاب: "سيد أبو جمال، الإيرانيون يتكلمون معنا كلاما غير الذي يقولونه لكم، علاقة باقر الحكيم الرئيسة مع (المرشد علي) خامئني، توجد له علاقة مع (الرئيس محمد) خاتمي، وينسق مع خامئني قبل أن ينسق معنا ومعكم ومع الآخرين. للإيرانيين علاقات مع الأميركيين عبر قنوات مختلفة آخرها وزير خارجية بريطانيا جاك سترو. الأميركيون يحاولون طمأنة إيران بأنها غير مستهدفة وأنهم راضون عن الجناح الإصلاحي في إيران بقيادة خاتمي، وأنهم بصدد إقامة علاقات مع إيران في المستقبل، ويحاول الإيرانيون مساعدتهم في الحملة على العراق. هم ضد الضربة وضد الغزو ولكنهم يتمنون ذلك لإزاحة صدام في أقرب وقت، لذلك هم يريدون تقوية المعارضة لتكون قادرة على تسلم الحكم في العراق، وقد زودوا (قوات بدر) بأسلحة جديدة وصواريخ ومدفعية... إلخ. وعملياً يحضرون للتوجه نحو بغداد عندما يؤول النظام إلى السقوط. رأي السيد الحكيم أن ينشأ تعاون بيننا وبينه وبين سوريا وإيران ونتحرك عندما يقترب النظام من السقوط. لإيران تجربة في أفغانستان، قوات التحالف طلبت من تحالف الشمال عدم الدخول إلى كابول ولكنه لم يستجب، وعندما دخل قام بفرض آرائه وكان له نصيب في السلطة".

الحكيم يقدر دور سوريا الدولي ويريد تحسين العلاقة معكم، وقد حسن علاقته مع بارزاني

طالباني

وأضاف: "إن ضعُف النظام يمكن للشيعة أن يقوموا بعمل ما للسيطرة على بغداد، وعدد الشيعة في بغداد 3 ملايين، ويمكنهم في ذلك الوقت إعلان حكومة في بغداد، وعندها لن تستطيع أميركا معارضتهم ومعاداتهم، هذا هو جوهر الخط الإيراني. تكلمت في إيران مع (قاسم) سليماني وسيف الله وزير الإطلاعات السابق. السيد الحكيم قال لي: علاقتي معكم جيدة، ويجب أن يحسن صلاته معكم ونحيي الأمور القديمة بصورة سرية، بحيث يكون لنا خطة سرية مشتركة. الحكيم يقدر دور سوريا الدولي ويريد تحسين العلاقة معكم، وقد حسن علاقته مع بارزاني، ويريد لعب دور لطمأنة العرب السنة في العراق بأنه لا يريد عراقا شيعيا في المستقبل، نحن عقدنا اتفاقا مع الحزب السني العراقي، لم ينزعج منه الحكيم بل قال إنه مستعد للقيام بهذا العمل".

بطاقة باتجاه واحد

سأل خدام طالباني عما إذا كان لديهم في شمال العراق بعض الخبراء العسكريين الأميركيين، فأجاب: "هناك وفد يضم عناصر من القوات الخاصة والبنتاغون والخارجية والمخابرات المركزية، وقالوا: نحن قطعنا بطاقة سفر واحدة ويجب أن نرجع إلى واشنطن عن طريق بغداد، لقد جئنا لنبلغكم أن الضربة قادمة وأن المسألة مسألة أسابيع. يريدون بحث إمكانيات تعاوننا معهم وأسس هذا التعاون وما هي مطالبنا. توقعت أن يأتي مسعود (بازاني) إلى هنا لينسق معكم كي نعطيهم أجوبة مشتركة. فهمت منهم أن الخطة ليست غزوا، بل قوات خاصة وضربة جوية. والقوات الخاصة تعتمد على أمرين: حدوث انقلاب عسكري إبان انهيار النظام، وضربة جوية تؤدي إلى تفكك النظام. النقطة الجيدة التي أرغب في إطلاعكم عليها أننا على علاقة واسعة مع مئات الضباط العرب والسنة وهؤلاء يخافون على مصيرهم، يتصلون بنا ويطلبون حمايتهم من خطر قد يكون شيعيا. نحن متفقون مع هؤلاء على أن صدام ذاهب لأنه غير قادر على مقاومة الضربة الجوية، وكي لا نخسر كل شيء في العراق، كالدولة والمؤسسات، يقومون هم بانقلاب، وهم يعتقدون أنهم قادرون على السيطرة على بغداد بعد يومين أو ثلاثة. نحن على اتصال دائم معهم وهم ضباط كبار من الحرس الجمهوري ومن الجيش، هؤلاء يفكرون بالاتصال مع الأميركان، قلنا لهم لا داعي لاتصالكم بالأميركيين اتصلوا بنا، وطمأناهم من جانب الحكيم، فهم يخافون من أن يقوم في بغداد حكم شيعي، ويخافون من حصول قتال داخلي وأعمال سلب ونهب وقتل، يخشون من انعدام السيطرة على الشارع".

إن حصل الغزو فإننا لسنا معه، ولكننا في وضع لا نستطيع منعه

بارزاني

توجد سيناريوهات عدة جاهزة حسب طالباني، و"في رأيي يجب أن نضع أمام كل سيناريو خطة، والسيناريو الأول هو القوات الخاصة، والسيناريو السابق كان الغزو الواسع، أن يأتي 15000 جندي، السيناريو اليوم هو العمل مع المعارضة، والضباط قالوا لنا إنه لا مانع أن تشكل المعارضة حكومة انتقالية وسيعترفون بهذه الحكومة تطمينا للمعارضة من أنهم لا يريدون فرض مسائل عليها".

وسأل خدام عن خطة الأميركيين، فأجاب: "عندهم خطة للشرق، في رأيي لا يوجد تغيير جغرافي بل سياسي، يريدون عراقا مسالما لشعبه وجيرانه، ويريدون نزع أسلحته الخطيرة على إسرائيل، يريدون عراقا مجردا من السلاح، أضف إلى ذلك أن العراق غني بالنفط، إن سيطروا على نفط العراق سيطروا على الصين وأوروبا واليابان. بالنسبة لإيران يحاولون تقويم نظام خاتمي على اعتبار أنه منتخب، يحاولون إجراء بعض الإصلاحات الديمقراطية، ومعكم يحاولون، واسمح لي أن أستخدم كلمة تدجين".

الحرب وشيكة

قال خدام: "في 17 نوفمبر 2002، عقدت جلستي عمل مع بارزاني لبحث الوضع في العراق في ضوء احتمال نشوب الحرب". وأضاف: "في الجلسة الصباحية سألت بارزاني عن رأيه فيما إذا كانت الحرب وشيكة أم مؤجلة، فأجابني: كل شيء وارد والأميركيون اتخذوا قرارهم بتغيير النظام كجزء من عملية لتنظيف الساحة كي يبسطوا سيطرتهم على المنطقة".

الرئيس الأميركي جورج بوش (يسار) في المكتب البيضاوي مع وزير الخارجية كولن باول (الثاني على اليسار)، ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس (الثانية على اليمين) ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد (على اليمين) عام 2001
الرئيس الأميركي جورج بوش (يسار) في المكتب البيضاوي مع وزير الخارجية كولن باول (الثاني على اليسار)، ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس (الثانية على اليمين) ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد (على اليمين) عام 2001 - المجلة

وفي الساعة السابعة مساء عقدت جلسة أخرى بحضور آزاد بروراي عضو المكتب السياسي في حزب بارزاني، وحددا مواضيع النقاش، وهي: "مؤتمر المعارضة، الوضع فيما لو وقعت الضربة؛ وتوجد عدة احتمالات: ضربة قد تؤدي إلى انهيار النظام، ما التصرف؟ ضربة لا تؤدي إلى انهيار النظام كالتي حصلت عام 1998 ما التصرف؟ ضربة تؤدي إلى زعزعة النظام دون انهياره، ما التصرف؟ احتمال عدم وقوع الضربة، ما التصرف؟".

وقال بارزاني: "سيد أبو جمال، إن حصل الغزو نحن لسنا معه، ولكننا في وضع لا نستطيع منعه، ولن نكون في مقدمة الجيش الأميركي ولن نكون في طلائعه ولن نعمل معه. إن حصل انقلاب، أعوذ بالله، كيف سيكون المستقبل؟ أعتقد أنهم سيأتون بشخص مرتبط بأميركا، وفي أفضل الظروف سيقولون لنا نصحناه بالتعامل معكم، اذهبوا وتفاهموا معه، ويصورونه على أنه بطل".

وأضاف بارزاني: "احتمال نجاح الانقلاب صعب لأن صدام يمتلك مناعة ويعرف كيف يحمي نفسه من الانقلابات... في عام 1991 تلقيت اتصالا من عزت إبراهيم (الدوري القيادي في نظام صدام) يبلغني فيه أن الرئيس (صدام) يريد مقابلتي وسنذهب سويا. كنا نقيم في دار ضيافة في الجادرية، جاء عزت وخرجنا معا، أنا أعرف بغداد جيدا ولكنها كانت أكبر مما أعرف من قبل، دخلنا بيتا كان فيه ضابط وبعض الخدم، انتظرنا نصف ساعة، بعدها جاءت سيارة وقالوا: تفضل؛ حيث ترك عزت سيارته ومرافقيه وركبنا معا يرافقنا سكرتير صدام، بعد نحو الساعة من السير وصلنا إلى بيت متواضع قابلنا فيه صدام، حتى عزت لم يكن يعرف أين سيقابله".

وجود نظام ديمقراطي في العراق لن يمكن الأميركيين من حكم العراق

خدام

وتابع: "نحن لا نستطيع منع الانقلاب إن حصل، ولكن إن جاؤوا واستشارونا أو طلبوا معونتنا في هذه المسألة لا بد من الوقوف. رأيي الدائم هو أن مسألة التغيير أسهل من مواجهة الوضع الجديد. الاحتمالات التي لا نستطيع منعها نقول حسبنا الله. نحن ننتظر أن يتشاور الأميركيون معنا لنعطيهم النصيحة. نحن نريد ضمانات حول وحدة العراق، وعدم السماح بأي تدخل إقليمي، وعدم القيام بأي عمل طائفي أو عمليات انتقام، واحترام رأي الشعب العراقي وصياغة دستور يقر حقوق المواطنة ليس على أساس طائفي، هم يعملون على الانقلاب أو الاغتيال. أيا كانت الاحتمالات فإن سقط (صدام) ما هو دورنا؟ قلنا لن نكون في مقدمة الجيش الأميركي، الأميركيون موجودون اليوم وغدا سيعودون، لا نريد أن نسجل أننا كنا في مقدمة جيشهم، وأنا أعرف مشاعر الأمة العربية، أفكارنا وموقفنا ليست جديدة على الأميركيين. كان عندنا وفد أميركي في الربيع الماضي، ذهبنا إلى واشنطن وجاءنا وفد من الخارجية والكونغرس والمخابرات المركزية والبنتاغون، قلنا لهم إن احتمال نشوب حرب طائفية عراقية في العراق أمر خطير، المسألة ليست مسألة نظام، يجب أن لا يدمر البلد بذريعة صدام، كلنا نتمنى الخلاص من النظام ولكن يهمنا سلامة العراق وشعبه وبنيته التحتية، الأميركيون يقولون بصراحة إنهم مع إرادة الشعب العراقي ونحترمها ولن نعمل ما يؤذيه. في تصورنا، مجرد حصول ضربة جدية لن تكون هناك مقاومة جدية. نحن على اتصال مع الجيش والبعثيين وبعض الشخصيات الوطنية والعشائر، إن حصلت ضربة لن تخرج طلقة واحدة من المناطق الكردية على الوحدات العسكرية العراقية، وسنكون ملجأ له".

صورة مؤرخة في 14 أبريل 2003 تظهر جنودا من مشاة البحرية الأميركية يحملون صورة للرئيس العراقي صدام حسين في
صورة مؤرخة في 14 أبريل 2003 تظهر جنوداً من مشاة البحرية الأميركية يحملون صورة للرئيس العراقي صدام حسين في "مطار صدام الدولي" في بغداد - المجلة

أجاب خدام: "أوافقك الرأي. في ذهن الأميركيين تغيير النظام، وفي رأيي يريدون تغيير قيادة النظام لأن وجود نظام ديمقراطي في العراق لن يمكنهم من حكم العراق، هم يحتاجون إلى نظام قوي يضغط على كل الأطراف، ولكي يتمكنوا من تغيير النظام يفترض أنهم سيقومون بعمل عسكري- اجتياح الأراضي. ولا أحد يتوقع أنكم قادرون على إيقافه".

* غدا، حلقة رابعة: بوش الابن: أريد التخلص من صدام.. وبشار الأسد بدأ حكمه بشكل جيد

* هذا المحتوى من مجلة "المجلة".

تصنيفات

قصص قد تهمك