قد يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقاطعة واسعة من "أعضاء تقدميين" في مجلس النواب الأميركي، إذا قبل دعوة لإلقاء كلمة أمام الكونجرس، وذلك في أحدث علامة على مدى توتر العلاقات بين بعض الديمقراطيين وإسرائيل منذ بداية الحرب على غزة، وفق موقع "أكسيوس".
وقال النائب الديمقراطي جمال بومان: "لن أذهب للجلسة، لا يوجد شيء يمكن لنتنياهو أن يخبرني به يمكن أن يساعد دائرتي على الإطلاق. الناخبون غاضبون من المجهود الحربي الإسرائيلي".
ولدى سؤاله عما إذا كان سيحضر، قال النائب الديمقراطي ماكسويل فروست: "لا، لأن نتنياهو شخص سيئ". في حين رجّح النائب الديمقراطي تشوي جارسيا عدم حضوره، لأن "ائتلاف نتنياهو اليميني هو الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ البلاد، وبسبب سلوك إسرائيل خلال الحرب (على غزة)".
بدوره، قال النائب الديمقراطي جريج كاسار: "من غير المرجح أن أغيّر جدول أعمالي لحضور كلمته في الكونجرس. من المهم رمزياً أن نظهر للناس اختلافنا معه (نتنياهو)".
وكان رئيس مجلس النواب (الجمهوري) مايك جونسون قال، الخميس، إنه يعتزم دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونجرس.
"أرسلوه إلى لاهاي"
وذهبت النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، وهي عضو تقدمي وتُعد الأميركية الفلسطينية الوحيدة في الكونجرس، إلى أبعد من ذلك، قائلة إن نتنياهو "لا ينبغي أن يأتي إلى الكونجرس، بل يجب إرساله إلى لاهاي (حيث مقر محكمة العدل الدولية) ليس لديه أي مصلحة في القدوم إلى الولايات المتحدة".
واقترح العديد من الجمهوريين في مجلس النواب الفكرة، الأربعاء، كوسيلة للرد على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ (الديمقراطي) تشاك شومر بسبب انتقاداته التي وُصفت بـ "القاسية" لنتنياهو.
وأشار شومر إلى استعداده لإعطاء موافقته على إلقاء خطاب في جلسة مشتركة أمام الكونجرس، قائلاً في بيان: "سأرحب دائماً بفرصة رئيس وزراء إسرائيل للتحدث أمام الكونجرس بطريقة مشتركة بين الحزبين".
ولفت "أكسيوس" إلى أن المشرعين الذين حضروا خطاب نتنياهو المثير للجدل أمام الكونجرس عام 2015، أو خطاب الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج في يوليو، والذي تعرّض لمقاطعة من قِبَل "الفرقة التقدمية"، قالوا إنهم لن يحضروا هذه المرة.
وقال النائب الديمقراطي رو خانا، الذي حضر خطاب هرتسوج، إن نتنياهو "في وضع مختلف بالنظر إلى سياساته الكارثية التي كانت تتحدى الرئيس".
كما أن بعض التقدميين اليهود قالوا إنهم "غير ملتزمين" بسماع نتنياهو وهو يتحدث. وقالت النائبة الديمقراطية بيكا بالينت إنها غير متأكدة مما إذا كانت ستحضر.
فيما رفض السناتور الجمهوري بيرني ساندرز الرد على السؤال، بينما أشار إلى سقوط مدنيين في قطاع غزة، قائلاً لـ"أكسيوس": "هل هذا هو ما يقلقكم؟ هل سأحضر أم لا؟".
الديمقراطيون الجدد
من جهتها، قالت النائبة آني كوستر، وهي أيضاً رئيسة ائتلاف الديمقراطيين الجدد المكون من نحو 100 عضو من يسار الوسط: "أتوقع حضور معظم الديمقراطيين الجدد".
وأضافت كوستر: "الناس يشعرون بخيبة أمل إزاء الطريقة التي تتم بها إدارة الحرب والارتفاع الكبير في عدد الضحايا المدنيين، لكن دعمنا لشعب إسرائيل ووجود إسرائيل لم يتضاءل".
وتأتي دعوة الحزب الجمهوري مع تزايد اتساع الفجوة التي يشعر نتنياهو أنها تفصله عن فريق بايدن، إذ أصبحت إدارة الرئيس الأميركي وبعض حلفائها في الكونجرس "أكثر صراحة" في إدانة التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل في قصف غزة.