أميركا.. نائب بالكونجرس يقترح إنهاء حرب غزة على طريقة "هيروشيما"

النائب الجمهوري تيم والبيرج يجلس في انتظار خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حالة الأمة في واشنطن بالولايات المتحدة. 8 مارس 2024 - ِAFP
النائب الجمهوري تيم والبيرج يجلس في انتظار خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن عن حالة الأمة في واشنطن بالولايات المتحدة. 8 مارس 2024 - ِAFP
دبي-الشرق

أثار النائب الجمهوري في الكونجرس الأميركي تيم والبيرج حالة من الجدل الواسع بعد مطالبته بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة على طريقة هيروشيما ونجازاكي في اليابان، وهما المدينتان اللتان ألقت الولايات المتحدة القنبلة الذرية عليهما خلال الحرب العالمية الثانية. 

وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن تصريحات والبيرج تعد جزءاً من اتجاه عام لدى الجمهوريين للتعبير عن تجاهلهم للوضع الإنساني في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه يسلط الضوء على الصعوبة التي يواجهها الديمقراطيون في تأمين إرسال المساعدات للمنطقة. 

وحسب مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال والبيرج إن "الولايات المتحدة لا ينبغي أن تنفق سنتاً واحداً على المساعدات الإنسانية لغزة"، مضيفاً أنه "يجب أن يتم التعامل مع الأمر مثلما حدث في هيروشيما وناجازاكي، أي أن يتم إنهاؤه بسرعة"، في إشارة إلى المدن اليابانية التي أسقطت عليها الولايات المتحدة قنابل نووية في عام 1945. 

وبعد أن أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً، نفى والبيرج، في بيان، أنه كان يدعو إلى استخدام الأسلحة النووية، قائلاً إنه "استخدم استعارة للتعبير عن حاجة كل من إسرائيل وأوكرانيا إلى الفوز في حربيهما في أسرع وقت ممكن"، مضيفاً أن "المقطع تم اختصاره بطريقة شوهت مضمونه".

وذكر "أكسيوس" أنه والبيرج يقول في مقطع الفيديو حرفياً: "انتهوا من الأمر بسرعة، يجب أن يحدث الشيء نفسه في أوكرانيا، اهزموا (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بسرعة". 

وفي بيان أرسله لاحقاً لـ "أكسيوس"، قال والبيرج: "بالنسبة لأولئك الذين سمعوا كلامي كاملاً، وليس مجرد مقطع قصير أو عنوان رئيسي، فمن الواضح أنني كنت أتحدث عن المساعدات العسكرية والهجمات واسعة النطاق التي نفذتها كل من إسرائيل وأوكرانيا للفوز بسرعة في حروبهم الخاصة". وأضاف: "وفي حال كان لدى أي عضو في الكونجرس مخاوف، فإنني أشجعه على التواصل معي". 

"مواقف متطرفة"

من جانبها، قالت النائبة الديمقراطية سوزان وايلد: "لا يهمني محاولته التراجع عن تصريحه، فما كان يقصده يبدو واضحاً".

ووصفت وايلد تصريح والبيرج بأنه "حقير"، قائلة إنه "لا ينبغي لأي عضو في الكونجرس أن يمزح بشأن القنابل النووية، كما أن ما قاله يُظهر تجاهلًا تاماً لحياة الفلسطينيين، ناهيك عن قُرب موقع إسرائيل من غزة". 

ووصفت النائبة الديمقراطية بيكا بالينت التصريح بأنه "مثير للاشمئزاز ومرعب للغاية"، قائلة إن "متطرفي الحزب الجمهوري في بلادنا يشبهون بشكل مخيف المتطرفين في حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو مثل (بتسلئيل) سموتريتش و(إيتمار) بن جفير"، في إشارة إلى وزيري المالية والأمن القومي الإسرائيليين اللذين ينتميان إلى اليمين المتطرف في تل أبيب، وتابعت: "هؤلاء لا يريدون السلام للإسرائيليين والفلسطينيين". 

ورأى الموقع أن رفض والبيرج تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة يمثل الإجماع الساحق بين الجمهوريين في الكونجرس، إذ ينتقد مشرعو الحزب جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتوصيل المساعدات إلى غزة. 

وقام العديد من الجمهوريين بتسجيل مقاطع فيديو في الأشهر الأخيرة يرفضون فيها منح الفلسطينيين حقوقهم الإنسانية، إذ قال النائب بريان ماست إن "الأطفال الذين قُتلوا في غزة ليسوا مدنيين فلسطينيين أبرياء"، فيما طالب النائب آندي أوجلز بـ"قتلهم جميعاً"، لكن مكتب الأخير قال في بيان أصدره لاحقاً إنه كان يشير إلى حركة حماس، وليس جميع الفلسطينيين، في حين قال ماست إن تصريحه قد أُخرج من سياقه. 

"شعور بالألم"

والجمعة الماضية، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن هناك شعوراً "بالألم يحس به" كثيرون من العرب الأميركيين بسبب الحرب على غزة وبسبب الدعم الأميركي لإسرائيل وهجومها العسكري.

وحث كثيرون من المسلمين والعرب في الولايات المتحدة الرئيس الديمقراطي على الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار ووقف بيع الأسلحة لإسرائيل واستخدام نفوذها لحماية المدنيين مع تكشف أزمة إنسانية في غزة.

وقال بايدن في إعلان أصدره البيت الأبيض بمناسبة شهر التراث العربي الأميركي "يتعين علينا التوقف أيضاً للتفكير في الألم الذي يشعر به كثيرون من أفراد الجالية الأميركية العربية بسبب الحرب في غزة". وأضاف أنه ينتابه شعور "بالحزن الشديد" بسبب المعاناة.

لكن بعد ساعات من بيان بايدن، الجمعة، جاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن إدارته أجازت إرسال قذائف وطائرات حربية إضافية لإسرائيل في الأيام القليلة الماضية بمليارات الدولارات.

ونظمت احتجاجات في مدن أمريكية كثيرة في الأشهر القليلة الماضية للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وكان من بينها احتجاجات بالقرب من المطارات والجسور في مدينتي نيويورك ولوس أنجلس ووقفات احتجاجية ليلية خارج البيت الأبيض ومسيرات في واشنطن.

ودأب محتجون على مقاطعة فعاليات وخطب حملة بايدن، بما في ذلك حملة رفيعة المستوى لجمع التبرعات في مدينة نيويورك، الخميس.

ويطلبون من بايدن تلبية مطالبهم أو المغامرة بفقد دعمهم في انتخابات نوفمبر. ولا يرجح أن يدعم الأميركيون العرب والمسلمون منافس بايدن، الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، لكن المراقبين يقولون إنهم قد يغيبون عن الانتخابات، ويحرمون بايدن من أصوات حاسمة.

تصنيفات

قصص قد تهمك