"إجلاء المدنيين" و"إعلان المجاعة" أبرز خلافات واشنطن وإسرائيل بشأن "اجتياح رفح"

خيام النازحين الفلسطينيين في رفح جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر. 30 مارس 2024 - AFP
خيام النازحين الفلسطينيين في رفح جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر. 30 مارس 2024 - AFP
دبي -الشرق

بدت "الخلافات العميقة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن العملية الإسرائيلية المخطط لها في رفح واضحة تماماً، وذلك خلال اجتماع افتراضي عقد بين مسؤولين رفيعين من كلا البلدين، حسبما أورد موقع "أكسيوس".

وقالت مصادر مطلعة  على الاجتماع، إن اجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، والتي تؤوي أكثر من مليون فلسطيني، واحدة من أكثر القضايا "الشائكة" بين البلدين، بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة.  

وعُقد هذا الاجتماع الافتراضي، الذي استغرق ساعتين ونصف الساعة، بعدما ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق، اجتماعاً على خلفية قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن استخدام حق النقض "الفيتو" ضد قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى وقف النار في غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حركة "حماس".  

وقاد الجانب الأميركي في المحادثات، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكين، فيما حضر عن الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنجبي، المقربان من نتنياهو، بالإضافة لمسؤولين دفاعيين وسياسيين واستخباراتيين من كلا الجانبين.  

إجلاء المدنيين 

ووصف مصدران اللقاء بأنه كان "عملياً وبناءً"، وأضافا أنه برغم خلافاتهما، فقد أجرى الجانبان "مناقشات جادة بهدف التوصل إلى تفاهم، وليس لمجرد الحديث مع بعضهما البعض".

وركز جزء مهم من الاجتماع على "كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني من رفح"، وهي المخاوف التي أعربت عنها واشنطن مراراً تحسباً من وقوع "كارثة إنسانية".

وأوضحت المصادر أن الجانب الإسرائيلي قدم أفكاره العامة بشأن عملية إجلاء المدنيين، وقال إن تنفيذ هذه العملية "يمكن أن يستغرق 4 أسابيع على الأقل، وربما أكثر من ذلك، اعتماداً على الوضع على الأرض". 

وأضافت أن الجانب الأميركي وصف هذا التقدير بأنه "غير عملي"، وأخبروا الإسرائيليين بأنهم "يقللون من صعوبة المهمة".

وأوضح المسؤولون الأميركيون لنظرائهم الإسرائيليين، أن الأزمة الإنسانية في غزة، والتي تدهورت بقوة على مدى الأشهر الخمسة الماضية، لا تؤدي إلى خلق الثقة في قدرة إسرائيل على تنفيذ "إجلاء فعال ومنظم" للمدنيين عن رفح.

وفي هذا الصدد، قال أحد ممثلي الولايات المتحدة في الاجتماع، إن الإجلاء المنظم والمدروس "يمكن أن يستغرق حتى 4 أشهر"، ولكن الإسرائيليين رفضوا هذا الطرح.

إعلان المجاعة

وكشف مصدران للموقع الإخباري الأميركي، عن أن سوليفان حذر الإسرائيليين خلال الاجتماع من أنه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، قد تصدر منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "إعلان مجاعة" في غزة.

وأشارت المصادر إلى أن سوليفان أخبر الإسرائيليين بأنه حال حدوث ذلك، فإنه سيكون الإعلان "الثالث من نوعه فقط في القرن الـ21".

وأضاف أحد المصادر لـ "أكسيوس"، أن سوليفان قال إن ذلك "سيكون سيئاً لإسرائيل والولايات المتحدة"، لكن إسرائيل لم توافق على أن غزة تقبع على حافة المجاعة. 

وزعم المسؤولون، أن الجيش الإسرائيلي لديه أفضل المعلومات بشأن الوضع في غزة، وقالوا إن التقديرات الأخرى تستند إلى "معلومات كاذبة".

وقال أحد المصادر، إن الجانب الأميركي قال للإسرائيليين، إنهم "الوحيدون في العالم الذين يزعمون أن غزة ليست على حافة المجاعة"، وفق "أكسيوس".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة أوضحت أنها "لا تتفق مع التقييم الإسرائيلي"، خاصة فيما يتعلق بالوضع في شمال غزة، وشدد الأميركيون على أن إنكار وجود المشكلة "ليس موقفاً جيداً بالنسبة لإسرائيل".  

بديل أميركي لاجتياح رفح

وقدمت الولايات المتحدة، خلال الاجتماع، "أفكارها الأولية" لمقاربة بديلة للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.

وقالت المصادر إن البديل الأميركي الذي تم طرحه بعبارات فضفاضة شمل "عزل رفح عن بقية قطاع غزة، وتأمين الحدود بين مصر وغزة، والتركيز على استهداف كبار قادة حماس في المدينة، وتنفيذ غارات بناء على معلومات استخباراتية".

وأضافت أن الرسالة الرئيسة التي أراد الأميركيون توصيلها تتمثل في أنه "بينما يتعين هزيمة حماس في رفح، يتعين على الجيش الإسرائيلي العمل على نحو أبطأ وبكثافة أقل مما كان عليه في مدينة غزة وخان يونس".

وبعد الاجتماع، قال الطرفان في بيان مشترك إنهما متفقان على هدف "هزيمة حماس في رفح"، وذكر البيان أن "الجانب الأميركي أعرب عن مخاوفه بشأن العديد من مسارات العمل في رفح، فيما أكد الجانب الإسرائيلي أنه وافق على أخذ هذه المخاوف في الاعتبار". 

وقالت المصادر، إن الطرفين اتفقا على عقد "اجتماعات افتراضية منفصلة لأربع مجموعات عمل تضم خبراء من الجانبين في غضون الأيام الـ 10 المقبلة".  

وأضافوا أن هذه الاجتماعات ستركز على الأوجه المختلفة لعملية رفح المحتملة، والتي تتمثل في المعلومات الاستخباراتية والخطط العملياتية وحلول المساعدات الإنسانية وتأمين الحدود بين مصر وغزة.  

وكشفوا عن أنه بعد اجتماع هذه المجموعات، سيتم عقد اجتماع آخر رفيع المستوى على المستوى الشخصي في واشنطن في وقت ما خلال الأسبوعين المقبلين. 

تصنيفات

قصص قد تهمك