الحركة الفلسطينية تتحدث لأول مرة عن "تقدم": هناك نقاط تحتاج لتوضيحات

"حماس" تدرس مقترحاً جديداً بشأن هدنة غزة.. ما أبرز التفاصيل؟

رام الله-محمد دراغمة

قالت مصادر في حركة "حماس" الفلسطينية، لـ"الشرق"، إن المكتب السياسي للحركة يدرس اقتراحاً قدمه الوسطاء بشأن التوصل إلى هدنة في غزة واتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين مع إسرائيل، مؤكدة وجود "بعض التقدم"، لكنها قالت إن هناك حاجة لتعديل بعض النقاط، والحصول على مزيد من الإيضاحات بشأن نقاط أخرى.

وأوضحت المصادر أن الاقتراح الجديد ينص على عودة المدنيين غير المسلحين إلى شمال القطاع، على أن تتواجد النقاط العسكرية الإسرائيلية على بعد 500 متر من شارعي صلاح الدين والرشيد اللذين سيمر منهما العائدون.

وأشارت إلى وجود حاجة إلى التوضيح بشأن إمكانية أو عدم إمكانية قيام هذه النقاط العسكرية الإسرائيلية باعتراض العائدين بحجة فحص إذا ما كانوا مدنيين أو أن بينهم مسلحين.

وأضافت المصادر أن الحركة تريد ضمان عودة آمنة للفلسطينيين، دون أن يتعرضوا لأي شكل من أشكال الفحص والتدقيق والإعاقة من قبل الجيش الإسرائيلي، وأنهم سيطالبون بانسحاب إسرائيلي بعيداً عن هذه المنطقة التي تفصل شمال قطاع غزة عن وسطها.

ونص الاقتراح على عودة النازحين إلى مخيمات جديدة وليس إلى بيوتهم، على أن يسمح لهم بالعودة إلى تلك البيوت في المرحلة الثانية من الهدنة، وهو ما ترفضه "حماس" مطالبة بعودتهم من اليوم الأول إلى مناطقهم.

وبناء على ما قدمه الوسطاء، يتوجب على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من المناطق السكنية المكتظة، طيلة فترة الهدنة التي تستمر 42 يوماً، لكنه لم يحدد المسافة التي تفصل هذه القوات عن المناطق السكنية، وهو ما قد يفسره الإسرائيليون على أنه يسمح لقواتهم التواجد على بعد أمتار فقط من الأحياء السكنية، وهو أمر غير مقبول من جانب حماس.

ونص الاقتراح أيضاً على قيام "حماس" بتسليم 40 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، بينهم المدنيون من هم فوق سن الخمسين وتحت سن التاسعة عشرة، والمجندات والمرضى والمصابين، مقابل 900 أسير فلسطيني بينهم 100 من ذوي الأحكام المؤبدة.

وتقول الحركة إنها قد لا تمتلك 40 أسيراً مدنياً على قيد الحياة، الأمر الذي يدخل عدداً من الجنود في هذه الفئة وهو أمر يتطلب زيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد مقابل الجنود.

وكانت "حماس" أعلنت في وقت سابق أن 70 من الأسرى الإسرائيليين قد سقطوا جراء القصف، ما يعني أن من تبقى لديها من أحياء يقل عن 70 أسيراً.

وفي حال التوصل إلى اتفاق، سيتم استكمال تبادل الأسرى في المرحلة الثانية التي تتضمن أيضاً "بحث الترتيبات اللازمة لعودة الهدوء".

وتضمن مسار باريس، الذي بني على أساسه اقتراح الوسطاء، 3 مراحل من الهدنة، تستمر كل واحدة منها 6 أسابيع، تنتهي بـ "هدوء مستدام" وانسحاب إسرائيلي والشروع في إعادة الإعمار.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"الشرق" إن الجانب الإسرائيلي أبلغ الوسطاء قبوله الاقتراح في حال موافقة "حماس" عليه كما هو دون تغيير، فيما قالت المصادر الغربية إن الضغوط الأميركية الشديدة هي التي حركت الملف، وأوصلته إلى نقطة يمكن وصفها بـ "التقدم".

تصنيفات

قصص قد تهمك