ضغوط مكثفة ومقترحات جديدة.. تفاصيل تطورات "محادثات القاهرة" بشأن حرب غزة

توافق على المحاور الأساسية بين جميع الأطراف وسط أجواء إيجابية

time reading iconدقائق القراءة - 9
فلسطيني يشير بعلامة النصر أمام مبان مدمرة على طول طريق في خان يونس جنوبي قطاع غزة. 7 أبريل 2024 - AFP
فلسطيني يشير بعلامة النصر أمام مبان مدمرة على طول طريق في خان يونس جنوبي قطاع غزة. 7 أبريل 2024 - AFP
القاهرة/ دبي -الشرقوكالات

شهدت جولة المفاوضات الجديدة بين حركة "حماس" وإسرائيل، والتي عُقدت بالعاصمة المصرية القاهرة، ليل الأحد-الاثنين، "أجواءً إيجابية"، وأحرزت "تقدماً ملحوظاً" في تقريب وجهات النظر بشأن التوصل إلى هدنة في قطاع غزة.

ومارس الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، ضغوطاً مكثفة لقبول مسودة اتفاق جديدة تتضمن هدنة في غزة، وصفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين مع حلول عيد الفطر المتوقع الأربعاء المقبل.

وقال مصدر مصري لـ"الشرق"، إن جولة المفاوضات في القاهرة شهدت "أجواءً إيجابية"، متوقعاً "مرونة أكبر في ما هو قادم من أطراف النزاع، خاصة بعد توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي".

ولفت المصدر إلى أن "الوسطاء لديهم رغبة تصل إلى حد الإصرار، على إبرام صفقة وقف إطلاق النار".

تقدم في المفاوضات

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية المصرية، نقلاً عن مصدر مصري رفيع المستوى، أن المحادثات شهدت تقدماً، مضيفاً أن "هناك توافقاً على المحاور الأساسية بين جميع الأطراف المعنية".

ونقلت القناة المصرية عن المصدر أنّ الوفدين الأميركي والإسرائيلي سيغادران القاهرة خلال ساعات على أن تستمر المشاورات خلال الـ48 ساعة المقبلة.

وبحسب المصدر نفسه، فإنّ وفدي قطر وحماس غادرا بدورهما العاصمة المصرية على أن يعودا إليها "خلال يومين للتوافق على بنود الاتّفاق النهائي".

وفي السياق، قال مصدر مصري لـ"الشرق"، إن تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصل القاهرة في الساعات الأولى من صباح الاثنين، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في "سياق الاستيضاح والتواصل حول ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات القاهرة". 

وعُقدت جولة المفاوضات بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ووفد إسرائيلي برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع، ووفد من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية.

المقترحات الأميركية

وقال مصدر عربي، لوكالة أنباء العالم العربي AWP، الاثنين، إن الولايات المتحدة تسعى لإلزام حركة حماس وإسرائيل بالتوصل إلى هدنة خلال بضعة أيام في المحادثات التي تجري حالياً في القاهرة.

وأضاف المصدر أن أميركا طلبت من مصر وقطر الضغط على "حماس"، بينما تضغط واشنطن على إسرائيل للتوصل لاتفاق لتبادل المحتجزين وهدنة مدتها 6 أسابيع.

وذكر أن الطرح الأميركي في المفاوضات يشمل أعداد وطريقة عودة النازحين جنوباً إلى شمال غزة، وعدد الأسرى الذين سيفرج عنهم من الجانبين، كما يشمل مقترحاً يخص ساعات وقف تحليق طائرات الاستطلاع ووقف القتال والبدء بالتفاوض حول المرحلتين الثانية والثالثة من التهدئة أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.

وفيما يتعلق بالمساعدات والخيام والبيوت المتنقلة، فلم تقترح الولايات المتحدة تغييرات لوجود توافق في المفاوضات السابقة بشأنها، واقتصر تدخل واشنطن بهذا الخصوص على طريقة توزيع المساعدات وإيصالها لمستحقيها والجهات المشرفة على ذلك، حسبما أوردت AWP.

ولفت المصدر إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من مراكز المدن سيستمر خلال الهدنة، مشيراً إلى أنه من المتوقع الإعلان عن تفاصيل الطرح الأميركي خلال ساعات.

وتنتظر "حماس" رد قيادتها في قطاع غزة، فيما من المنتظر أن يرد الجانب الإسرائيلي على المقترح الأميركي خلال 48 ساعة بحسب المصدر.

توافق الوسطاء

وذكرت قناة القاهرة الإخبارية، مساء الأحد، نقلاً عن مصدر رفيع المستوى قوله، إن هناك توافقاً مصرياً قطرياً أميركياً على ضرورة إيجاد صيغة للتوصل لهدنة فورية في غزة خلال المحادثات الجارية.

وأشار المصدر إلى استمرار اجتماعات التفاوض بين "حماس" وإسرائيل "برعاية مصرية وحضور قطري أميركي"، وقال إن "الهدنة المقترحة تشمل صفقة تبادل المحتجزين وآليات لعودة النازحين بقطاع غزة".

وقالت حركة "حماس"، مساء الأحد، أن وفدها التقى رئيس المخابرات المصرية، قبيل بدء المفاوضات.

وأوضحت الحركة في بيان، أن الوفد "أكد تمسكها بمطالبها الوطنية، وحرصها على التوصل لاتفاق يحقق وقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وعودة النازحين بحرية إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وإغاثة شعبنا وبدء إعمار ما دمره الاحتلال، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى يتم بموجبها الإفراج المتبادل عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الأسرى (الإسرائيليين) المحتجزين لدى حماس والمقاومة في غزة".

3 مراحل للهدنة

وقال مصدر مطلع لـ"الشرق"، الأحد، إن المسودة الجديدة المطروحة على طاولة المفاوضات، تتضمن نقاطاً عدة بشأن الهدنة في غزة التي تشمل 3 مراحل، حيث سيتم في مرحلتها الأولى، الإفراج عن أسير إسرائيلي مقابل 25 فلسطينياً بينهم أصحاب محكوميات عالية.

وسيسمح خلال الهدنة التي ستصبح مدتها 6 أسابيع، عودة 250 ألف نازح من جنوب غزة إلى مناطق الشمال، كما تشمل المسودة انسحاباً إسرائيلياً من مناطق في القطاع، يليها مفاوضات بشأن إطلاق سراح الأسرى العسكريين.

وذكر المصدر لـ"الشرق"، أنه من المنتظر أن يعود الوفد الإسرائيلي للعرض على مجلس الوزراء، لافتاً إلى أن "حماس" كانت "تصر على الانسحاب الكامل، ووقف إطلاق نار تام ونهائي".

مسودة "مفاوضات القاهرة"

  • هدنة في غزة لمدة 6 أسابيع.
  • الإفراج عن أسير إسرائيلي مقابل 25 فلسطينياً بينهم أصحاب محكوميات عالية.
  • عودة 150 ألف نازح إلى منازلهم في شمال القطاع.
  • انسحاب إسرائيلي من مناطق في غزة.
  • مفاوضات بشأن إطلاق الأسرى العسكريين.

ضغوط هائلة

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ذكرت أن الولايات المتحدة، ستقدم مقترحاً جديداً من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين، لافتةً إلى أنه "سيتطلب "تنازلات كبيرة" من إسرائيل و"حماس".

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله، إن "المشاركة الكبيرة من جانب الولايات المتحدة والضغوط التي تمارسها يمكن أن تحرك الجمود الذي وصلت إليه المفاوضات".

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن الحكومة الأميركية كثفت جهودها بشكل كبير للتوصل إلى اتفاق، مشيرةً إلى أنها تمارس ضغوطاً أكبر من أي وقت مضى على كلا الجانبين إضافة إلى الوسطاء.

إدخال المساعدات على الطاولة

وكان مصدر عربي مطلع على تفاصيل المباحثات غير المباشرة، صرّح بأن "محادثات القاهرة ستبحث تفاصيل آليات إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك مناطق الشمال، وتوزيعها بطريقة جديدة".

وأشار المصدر في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي، إلى أن هذه "هي المرة الأولى التي سيجري فيها بحث آليات تنفيذ إدخال المساعدات، حيث كان الحديث سابقاً عن إدخال المساعدات"، دون الخوض في التفاصيل.

موقف إسرائيل و"حماس"

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن استعداد تل أبيب للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين من قطاع غزة، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده ليست مستعدة للإذعان لمطالب حركة "حماس"، التي وصفها بـ"المبالغ فيها".

وشدد نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الحرب في تل أبيب، الأحد، على أنه "لا وقف لإطلاق النار دون الإفراج عن المحتجزين في غزة"، مضيفاً أن "حماس تأمل في أن يدفع الضغط الدولي، تل أبيب إلى الاستجابة لمطالبها، لكن ذلك لن يحدث".

وفي المقابل، أكدت "حماس" في بيان، السبت، تمسكها بموقفها ومطالبها بـ"وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وحرية حركة الفلسطينيين وإغاثتهم وإيوائهم".

وأشارت الحركة أيضاً إلى أنها قدّمت هذه المطالب في 14 مارس الماضي، ومن ضمنها إبرام "صفقة تبادل أسرى جادة".

ويمكن أن يؤدي الاقتراح الذي يتم التفاوض عليه حالياً، لوقف النار لمدة 6 أسابيع في غزة، وإطلاق سراح 40 محتجزاً، مقابل نحو 700 من الأسرى الفلسطينيين، بينهم 100 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.

وتشهد المحادثات تعثراً منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين "حماس" وإسرائيل بـ"المراوغة والتشدد"، فيما ذكرت قطر، الأربعاء الماضي، أن عودة الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب الحرب تشكل العائق الرئيسي أمام التوصل إلى اتفاق هدنة.

تحذيرات من توسع الصراع

وفي وقت سابق الأحد، حذَّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله وليام بيرنز، من توسُّع دائرة الصراع بشكل يضر بالأمن والاستقرار الإقليميين.

وأوضحت الرئاسة المصرية، أن السيسي "شدد في هذا الصدد على خطورة الأوضاع الإنسانية التي تصل إلى حد المجاعة في غزة، بما يحتّم تضافر الجهود الدولية، دون إبطاء، للضغط من أجل الإنفاذ الفوري للمساعدات الإغاثية إلى جميع مناطق القطاع على نحو كافٍ".

وأشارت إلى أن اللقاء "تناول الجهود المصرية القطرية الأميركية المشتركة لوقف إطلاق النار في غزة، إذ تم استعراض مستجدات الأوضاع الميدانية بالقطاع، وما تفرضه من ضرورة لتكثيف جهود التهدئة ووقف التصعيد العسكري".

وأضافت أن "الاجتماع شهد توافقاً على ضرورة حماية المدنيين، وخطورة التصعيد العسكري في مدينة رفح الفلسطينية، وكذلك الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم".

وطالب السيسي، حسبما ورد في بيان الرئاسة المصرية، بـ"ضرورة العمل بجدية نحو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين".

تصنيفات

قصص قد تهمك