حفل تخرج يثير جدلاً في أميركا.. ما قصة الطالبة المسلمة أسنا تبسم؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
الطالبة أسنا تبسم، خريجة جامعة جنوب كاليفورنيا والمتخصصة في الهندسة الطبية الحيوية. - Getty Images
الطالبة أسنا تبسم، خريجة جامعة جنوب كاليفورنيا والمتخصصة في الهندسة الطبية الحيوية. - Getty Images
دبي-الشرق

أثارت جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة، جدلاً واسعاً بعدما منعت الطالبة المسلمة المتفوّقة أسنا تبسم، من إلقاء خطاب تخرج بسبب ما وصفته بـ"مخاوف أمنية"، في أعقاب مزاعم من مجموعات يهودية بأن منشوراتها المؤيّدة للفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي "تحتوي على محتوى معاد للسامية".

وهذه المرة الأولى التي تمنع فيها الجامعة، طالباً متفوقاً من إلقاء خطاب الجامعة، وهو تقليد سنوي راسخ يجذب عادةً أكثر من 65 ألف شخص، وفق موقع "لوس أنجلوس تايمز".

وكانت تبسم، وهي من الجيل الأول من المسلمين الأميركيين من جنوب آسيا، ستلقي خطابها بحفل التخرج في 10 مايو، بعدما جرى اختيارها في مسابقة شارك فيها أكثر من 200 مرشّح، قبل أن تقرر الجامعة إلغاء الخطاب بسبب "تهديدات ومخاوف أمنية".

كيف بدأت القصة؟

في 2 أبريل الجاري، أعلنت رئاسة جامعة جنوب كاليفورنيا اختيار الطالبة المتفوقة أسنا تبسم (21 عاماً) لإلقاء كلمة الطلبة المتفوقين في حفل التخرّج لعام 2024، بناءً على متوسط درجاتها الذي تجاوز 3.98، ومساهماتها في الحرم الجامعي ومشاركتها الحيوية داخل الكلية.

ولكن هذا الاختيار قوبل برفض عارم من قبل المجموعات الطلابية اليهودية المؤيدة لإسرائيل، التي اشتكت من آراء تبسم بشأن الإبادة الجماعية في غزة، وتضامنها مع الفلسطينيين، متهمة إياها بـ"معادية السامية".

ونشرت منظمة "طروادة لأجل إسرائيل" بياناً بتاريخ 11 أبريل الجاري بشأن هذا الاختيار، وقالت إن الجامعة "منحت هذه الأسبوع أعلى وسام للطالب الذي يروج علناً للخطاب المعادي للسامية".

وبعد أيام من هذا البيان، قرّر عميد الجامعة أندرو جوزمان إلغاء كلمة حفل التخرج هذا العام، مشيراً إلى أن القرار استند إلى الحفاظ على "أمن الحرم الجامعي وسلامته، ولا علاقة له بحرية التعبير"، وفق منصة Vox.

وقالت تبسّم في بيان عبر الإنترنت أصدرته عبر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في لوس أنجلوس: "لقد صدمت من هذا القرار، الذي خلّف خيبة أمل عميقة؛ لأن الجامعة استسلمت لحملة كراهية تهدف إلى إسكات صوتي".

وأضافت: "لست مندهشة من أولئك الذين يحاولون نشر الكراهية. أنا مندهشة من أن جامعتي – بيتي منذ 4 سنوات– قد تخلت عنّي".

ورفضت الجامعة الإفصاح عن المخاوف الأمنية التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار، قائلة: "من أجل السلامة والأمن، لن نكشف عن هذه التهديدات"، مؤكدة أنها لا تستطيع توفير الأمن لتنظيم هذا الحدث.

من جانبها، قالت تبسّم إن لديها "شكوكاً جدية بشأن ما إذا كان قرار جامعة جنوب كاليفورنيا بإلغاء الخطاب تم على أساس السلامة فقط".

"دعم حقوق الفلسطينيين"

تقول تبسّم، وهي طالبة هندسة طبية حيوية أميركية من أصول هندية، وهي مسلمة وترتدي الحجاب، إنها تعتقد، إلى جانب منتقدين آخرين للقرار، أن الجامعة "تخلت عنها" بسبب دعمها العلني لحقوق الإنسان للفلسطينيين.

وأضافت في مقابلة مع شبكة CNN: "من الواضح أن هذه الحملة لمنعي من مخاطبة زملائي في حفل التخرج قد حققت هدفها: اليوم، أبلغني مسؤولو جامعة جنوب كاليفورنيا أن الجامعة لن تسمح لي بعد الآن بالتحدث في حفل التخرج؛ بسبب مخاوف أمنية مفترضة".

وقالت تبسم إن دفاعها عن القضية الفلسطينية ومقاومتها للإبادة الجماعية ليس وليد أحداث 7 أكتوبر، في إشارة إلى هجوم "حماس" على إسرائيل، وأردفت: "هذه أشياء كنت أدافع عنها دائماً. وقد علمتني جامعة جنوب كاليفورنيا أن أدافع عن كل شيء متعلق بحقوق الإنسان".

"مضايقات وتكريس الكراهية"

ذكر عميد الجامعة في بيان، أن الهجمات ضد الطالبة بسبب آرائها المؤيدة للفلسطينيين وصلت إلى "مدى مثير للقلق" و"تصاعدت إلى درجة خلق مخاطر كبيرة تتعلق بالأمن والاضطراب".

لكن حسام عيلوش، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في لوس أنجلوس، قال إنه بدلاً من إلغاء خطاب تبسم، يجب على الجامعة اتخاذ المزيد من الخطوات لتأمين حفل التخرج.

وقال عيلوش في بيان إن "القرار الجبان بإلغاء خطابها يقوي أصوات الكراهية والرقابة، وينتهك التزام جامعة جنوب كاليفورنيا بحماية طلابها، ويرسل إشارة رهيبة لكل من الطلاب المسلمين في جامعة جنوب كاليفورنيا وجميع الطلاب الذين يجرؤون على التعبير عن آرائهم". 

لكن العميد أكد أن القرار "لا علاقة له بحرية التعبير"، مشيراً إلى الاضطرابات الأوسع في الجامعات الأميركية: "لا يمكننا تجاهل حقيقة أن مخاطر مماثلة أدت إلى المضايقات وحتى العنف في الجامعات الأخرى"، وفق CNN.

وقال إيرول ساوثرز، وهو مسؤول آخر في الحرم الجامعي كان جزءاً من القرار، إن التهديدات جاءت عبر البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والرسائل.

ذكرت تبسّم أنها لا تزال تأمل أن تغير الجامعة موقفها، وتعيد النظر في قرارها،  وأضافت: "هذا هو الأمل الوحيد الذي يمكنني أن أتمناه".

"اتساع موجة الاحتجاجات"

على الرغم من أن الجامعات تعهّدت بالحفاظ على سلامة طلابها، إلا أن بعضها أبلغت عن تعرضها للعنف والمضايقات. فبعد الفشل في إدانة معاداة السامية بشكل كاف في شهادتهما أمام الكونجرس في أواخر العام الماضي، استقال رئيسا جامعتي بنسلفانيا وهارفارد.

كما عرضت جلسة استماع في الكونجرس الأربعاء رئيس جامعة كولومبيا أمام المشرعين للإجابة على أسئلة بشأن رد الجامعة على معاداة السامية.

وفي سياق متصل، جرى إلقاء القبض على أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين الخميس، من حرم جامعة كولومبيا بعد أن سمحت رئيستها لشرطة نيويورك بإخلاء مخيم أقامه طلاب يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة.

وقالت رئيسة الجامعة نعمت شفيق، إنها سمحت للشرطة بإخلاء مخيم يضم عشرات الخيام أقامها المتظاهرون صباح الأربعاء.

وأضافت شفيق في بيان: "من منطلق القلق الشديد على سلامة حرم جامعة كولومبيا، أذنت لإدارة شرطة نيويورك بالبدء في إزالة المخيم".

تصنيفات

قصص قد تهمك