مصادر: طهران "كانت واضحة جداً" في أن ردها سيكون منضبطاً وغير تصعيدي

"أكسيوس": إيران تعهدت لألمانيا برد "محدود وملائم" على هجوم دمشق

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي في طهران - 27 أكتوبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي في طهران - 27 أكتوبر 2021 - AFP
دبي/واشنطن-الشرقرويترز

أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، عن عزم إيران الرد قصف إسرائيل لقنصليتها في العاصمة السورية دمشق بـ"طريقة ملائمة ومحدودة"، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري عن مصدر مطلع.

وأشار المصدر إلى أن "الاتصال الذي استمر 90 دقيقة، ركز بشكل شبه كامل على التوترات الأخيرة" في المنطقة، لافتاً إلى أن "وزير الخارجية الإيراني قال إن الرد الإيراني سيكون محدوداً"، لكن "من غير الواضح ماذا تعني إيران بالرد المحدود".

وذكر أن "بيربوك نقلت رسالة من الولايات المتحدة تحذر فيها عبد اللهيان من التقليل من نطاق الرد الإسرائيلي على أي هجوم ضدها  انطلاقاً من الأراضي الإيرانية".

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قالت في بيان، إن بيربوك دعت خلال اتصال هاتفي مع نظيرها الإيراني إلى "ضبط النفس" لتجنب "تصعيد إقليمي جديد" في الشرق الأوسط.

وأضافت الوزارة عبر منصة "إكس": "لا مصلحة لأحد في تصعيد إقليمي جديد. جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة مدعوة الآن إلى التصرف بمسؤولية وضبط النفس".

وفي المقابل، أوضح وزير الخارجية الإيراني، أنه أكد في اتصالات هاتفية مع نظرائه في ألمانيا وبريطانيا وأستراليا أن معاقبة المعتدي على المقرات الدبلوماسية "ضرورية"، في إشارة إلى إسرائيل.

وكتب عبداللهيان عبر منصة "إكس" عن مباحثاته مع وزراء خارجية الدول الثلاث: "عندما يكون مجلس الأمن عاجزاً عن إصدار بيان يدين الهجوم الإرهابي على السفارة الإيرانية في دمشق، عندئذ فإن الدفاع المشروع بهدف معاقبة المعتدي يشكل ضرورة".

وأضاف: "طهران لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب، لكن عودة الأمن المستدام في غرب آسيا مرتبطة باحتواء قادة إسرائيل، ووقف الحرب في غزة والضفة"، مطالباً الدول الثلاث بإعلان "موقف واضح" وإدانة الهجوم الإسرائيلي على القنصلية في دمشق.

هجوم "منضبط"

وفي سياق متصل، قالت مصادر إيرانية لوكالة "رويترز"، إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على هجوم إسرائيل لقنصليتها في سوريا على نحو "يستهدف تجنب تصعيد كبير، وأنها لن تتسرع في ذلك"، في وقت تضغط فيه إيران لتحقيق مطالب تتضمن بدء هدنة في قطاع غزة.

وذكرت المصادر أن عبد اللهيان نقل رسالة إلى واشنطن أثناء زيارة، الأحد الماضي، لسلطنة عمان التي تتوسط كثيراً بين إيران والولايات المتحدة.

ورفض متحدث باسم البيت الأبيض التعليق على الرسائل الإيرانية، لكنه أكد أن "الولايات المتحدة نقلت لإيران أنها لم تشارك في الهجوم على السفارة".

وقال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية للوكالة، إنه "لا علم له بالرسالة المنقولة عبر سلطنة عمان"، لكنه بيّن أن إيران "كانت واضحة جداً" في أن ردها على هجوم دمشق سيكون "منضبطاً" و"غير تصعيدي"، ويشمل خططاً "باستخدام وكلاء بالمنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل".

وتشير الرسائل الدبلوماسية إلى نهج حذر تتبعه إيران، في وقت تحسب فيه كيفية الرد على هجوم دمشق بشكل يردع إسرائيل عن الإقدام على أعمال أخرى كهذه، لكن يتفادى تصعيداً عسكرياً قد تنجر إليه الولايات المتحدة، بحسب "رويترز".

ويمثل الهجوم الذي أسفر عن سقوط جنرال إيراني كبير، تصعيداً كبيراً في أعمال العنف التي توسعت في المنطقة منذ بدء حرب غزة خلال أكتوبر الماضي. 

وتجنبت طهران بحذر أي دور مباشر في التداعيات الإقليمية، لكنها دعمت الجماعات التي شنت هجمات من العراق واليمن ولبنان، في حين لم تهاجم تلك الفصائل القوات الأميركية في سوريا والعراق منذ أوائل فبراير الماضي.

ولم يستبعد مصدر إيراني احتمال أن تهاجم تلك الجماعات المسماة بـ"محور المقاومة" إسرائيل في أي لحظة، وهو خيار أشار إليه محللون باعتباره أحد الوسائل المحتملة للرد، وفقاً للوكالة.

مطالب إيرانية

ولفتت المصادر، إلى أن وزير الخارجية الإيراني أعرب في عمان، عن استعداد بلاده لتقليص التصعيد، بشرط تلبية مطالب تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار في غزة، وهو الأمر الذي تستبعده إسرائيل.

وأضافت أن إيران تسعى أيضاً إلى إحياء محادثات برنامجها النووي المثير للجدل، والتي توقفت منذ نحو عامين، بعد أن تبادل الجانبان اتهامات بتقديم مطالب غير معقولة.

وأشارت المصادر إلى أن طهران طلبت أيضاً ضمانات بألا تتدخل الولايات المتحدة إذا نفذت إيران "هجوماً منضبطاً" على إسرائيل، وهو مطلب رفضته واشنطن في ردها عبر عمان.

وقال مصدر مطلع على معلومات استخباراتية أميركية، إن "الضربات الانتقامية الإيرانية ستكون غير تصعيدية تجاه الولايات المتحدة لأن الإيرانيين لا يريدون أن تتدخل واشنطن".

وتابع: "إيران لن توجه الفصائل التابعة لها في سوريا والعراق لاستهداف القوات الأميركية في تلك الدول، وأن الضربات الموجهة من إيران لإسرائيل ستدفع على الأرجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرد".

وكان قد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت نظيره الأميركي لويد أوستن، الخميس، أن "أي ضربة إيرانية مباشرة على إسرائيل ستؤدي إلى رد فعل إسرائيلي ملائم"، بحسب ما ذكره بيان لمكتب جالانت الذي قال إن الأخير أكد أن تل أبيب "لن تقبل بهجوم إيراني على الأراضي الإسرائيلية".

تصنيفات

قصص قد تهمك