ألمانيا تمنع طبيباً عمل في غزة من دخول أراضيها.. وتحظر مؤتمراً لدعم فلسطين

الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة يتحدث خلال تظاهرة أمام السفارة الألمانية في لندن. 13 أبريل 2024 - AFP
الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة يتحدث خلال تظاهرة أمام السفارة الألمانية في لندن. 13 أبريل 2024 - AFP
دبي-الشرق

منعت الشرطة الألمانية، منظّمي مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في العاصمة برلين من مواصلة فعالياته، بعد نحو ساعة على بدئه الجمعة، معتبرة أن هناك "مخاوف بشأن تصريحات معادية للسامية".

ولجأت الشرطة في البداية إلى تعليق فعاليات المؤتمر، لأن أحد متحدثيه محظور من ممارسة الأنشطة السياسية في ألمانيا، وفق منشور لها على منصة "إكس".

ولم تكشف الشرطة اسم المتحدث، لكن مشاركين في المؤتمر قالوا إنه الطبيب الفلسطيني الذي يحمل الجنسية البريطانية غسان أبو ستة.

وجاء في منشور الشرطة: "هناك خطر يكمن في احتمال دعوة متحدث سبق أن أدلى في الماضي بتصريحات علنية معادية للسامية أو ممجدة للعنف، للحديث مجدداً".

تضييق على مؤيدي فلسطين

وقال "أبو ستة"، الطبيب المتخصص في الجراحات التجميلية والترميمية الذي أمضى 43 يوماً في رعاية الجرحى في مدينة غزة العام الماضي، إنه خضع للاستجواب لمدة 3 ساعات في مطار برلين، قبل إخباره بأنه غير مسموح له بدخول البلاد، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وأضاف "أبو ستة" أنه أُبلغ أيضاً بأنه غير مسموح له بتسجيل أي مقاطع فيديو يُمكن عرضها في أي فعاليات تُقام في ألمانيا هذا الشهر.

وأوضح في تظاهرة أمام السفارة الألمانية في لندن بعد عودته إلى بريطانيا: "رأينا اليوم كيف يتصرف المتواطئون في الجريمة"، في إشارة إلى دعم برلين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مضيفاً "المتواطئون في الجرائم يحاولون إخفاء الأدلة وإسكات الشهود".

وفضّت الشرطة الألمانية، المؤتمر المؤيد للفلسطينيين الذي كان من المقرر أن يتحدث فيه "أبو ستة"، بعد وقت قصير من رفض دخول الطبيب إلى أراضيها، بحسب الصحيفة الأميركية.

ويتهم المؤتمر على موقعه الإلكتروني، ألمانيا بالتواطؤ في "الفصل العنصري والإبادة الجماعية الإسرائيلية".

وكان من المقرر أن يشارك في المؤتمر متحدثون، من بينهم وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، والسياسي الإيرلندي ريتشارد بويد باريت المعروفان بتأييدهما لفلسطين.

وقدّمت ألمانيا دعمها الكامل لإسرائيل خلال حربها في غزة، حيث يُنظر إلى أمن إسرائيل باعتباره بالغ الأهمية بالنسبة لبرلين، بسبب تاريخها المتعلق بـ"محرقة الهولوكوست"، حسبما ذكرت "واشنطن بوست".

وتُعد ألمانيا ثاني أكبر الدول المصدرة للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، رفعت نيكاراجوا دعوى ضد ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية اتهمتها فيها بالمساعدة في ارتكاب إبادة جماعية من خلال شحنات الأسلحة التي تقدمها.

وانتقدت نيكاراجوا، ألمانيا أمام أعلى محكمة للأمم المتحدة، ومقرها لاهاي في هولندا، لدعمها إسرائيل، معتبرة أن إرسال الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية ومساعدات إلى غزة في آن معاً "أمر مريع".

ويرى المنتقدون أن ألمانيا تهدف إلى "إسكات" الأصوات المنتقدة للحرب الإسرائيلية.

وقال أبو ستة: "عندما تنظر إلى ما يقومون به ضد الشعب الفلسطيني في غزة، فهذا لا يمثل أي شيء"، مؤكداً أن محاميه سيتولون مسألة ترحيله مع السلطات الألمانية، بحسب الصحيفة.

رسالة سلمان أبو ستة

وكانت الشرطة الألمانية قد فضّت مؤتمر التضامن مع الفلسطينيين بعد دقيقة تقريباً من عرْض رسالة مصورة من الكاتب الفلسطيني سلمان أبو ستة، عم غسان أبو ستة.

وجاء في رسالة سلمان قبل تدخُّل الشرطة: "لم يسبق لنا رؤية هذا التدمير الممنهج لجميع وسائل الحياة: المستشفيات، والعيادات، والمدارس، والجامعات، والمكتبات، والآثار القديمة، والمساجد، والجامعات، والمقابر، والمباني السكنية".

وقال أحد المنظمين للحاضرين بعد قطْع الشرطة البث المباشر: "اهدأوا، إنهم يحرجون أنفسهم". وقال بعض الحضور إن نحو 30 شرطياً تواجدوا في الغرفة التي تضم 250 مشاركاً لمراقبة المؤتمر، وقاموا بقطع التيار الكهربائي عن المبنى.

وتحدّثت شرطة برلين عن أنها فضّت المؤتمر، لأن سلمان أبو ستة "ممنوع من ممارسة النشاط السياسي في ألمانيا".

وأوضحت الشرطة في بيان أنها اعتقلت 17 شخصاً، دون ذكر مزيد من التفاصيل بشأن أسباب الاعتقال.

من جهته، قال فيلاند هوبان، رئيس منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط" إن المنظمين لم يتم إبلاغهم مسبقاً بأن سلمان أبو ستة ممنوع من التحدث.

واعتقلت شرطة برلين اثنين من أعضاء المجموعة، أحدهما كان يرفع لافتة كُتب عليها "اليهود ضد الإبادة الجماعية" خارج قاعة المؤتمر، وفق هوبان.

تصنيفات

قصص قد تهمك