تدرس الولايات المتحدة إرسال المزيد من العسكريين إلى أوكرانيا، فيما تقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن الحديث يجري عن "مستشارين عسكريين" يتبعون السفارة الأميركية في كييف، بحسب صحيفة "بوليتيكو".
ونقلت الصحيفة الأميركية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الجنرال بات رايدر قوله إن المستشارين الأميركيين لن يقوموا بدور قتالي، بل "سيقدمون المشورة والدعم للحكومة والجيش الأوكرانيين".
وأضاف رايدر في تصريح لـ"بوليتيكو": "قامت وزارة الدفاع طوال هذا الصراع بمراجعة وجودنا (الأميركي) في البلاد (أوكرانيا) وتعديله وفقاً لتطورات الوضع الأمني، ونفكر حالياً في إرسال العديد من المستشارين العسكريين الإضافيين لتعزيز مكتب التعاون الدفاعي في السفارة (الأميركية في كييف)"، مشيراً إلى أن "هؤلاء الموظفين سيخضعون لنفس قيود السفر التي يخضع لها جميع موظفي السفارة".
وتابع رايدر: "مكتب التعاون الدفاعي في السفارة يؤدي مجموعة متنوعة من المهام الاستشارية ومهام الدعم (غير القتالية)، وعلى الرغم من أن جميع موظفيه هم من موظفي وزارة الدفاع، فإنه يعد جزءً من سفارة الولايات المتحدة، ويخضع لسُلطة رئيس البعثة مثل بقية أقسام السفارة".
عدد الموظفين
ورفض رايدر التصريح بعدد موظفي المكتب بشكل محدد، وذلك لأسباب قال إنها "تتعلق بالأمن التشغيلي والحماية".
ووفقاً لأربعة مسؤولين أميركيين وشخص مطلع، لم تكشف الصحيفة عن هوياتهم، فإن هؤلاء الموظفين الإضافيين سيدعمون الجهود اللوجستية والرقابية المتعلقة بالأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، كما سيساعد الفريق الجديد الجيش الأوكراني في صيانتها.
وقال اثنان من المسؤولين إنه تم إرسال مجموعة من القوات الأميركية بالفعل لدورات قصيرة مرتبطة بالسفارة في كييف، بينما وصف المسؤول الثاني أعدادهم بأنها تتمثل في عدد صغير من الأفراد، إذ يساعد هؤلاء الموظفين في الإشراف على السفارة وتأمينها.
ولم يتضح بعد عدد القوات الأميركية الإضافية التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا، لكن اثنين من المسؤولين الذين تحدثوا إلى الصحيفة، أشاروا إلى أن عددهم قد يصل إلى 60 عسكرياً.
واعتبرت الصحيفة أن إرسال قوات إضافية، حتى لو كانت لأداء دور غير قتالي، سيؤدي إلى توسع الوجود العسكري الأميركي في البلاد، لافتة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تعهد منذ فترة طويلة بأن القوات الأميركية لن تشارك في الحرب نيابة عن كييف، لأن القيام بذلك سيزيد من خطر المواجهة المباشرة بين القوات الأميركية والروسية.
دور المستشارين
وإحدى المهام التي سيتعامل معها المستشارون الأميركيون هي مساعدة الأوكرانيين على الحفاظ على المعدات المعقدة التي أرسلتها إليهم الولايات المتحدة، إذ إن من المتوقع أن يتصاعد القتال في الصيف، وفق مصدر مطلع.
وأوضح المصدر أنهم سيدعمون أيضاً الفريق الصغير نسبياً المتواجد في السفارة الأميركية في كييف، وينسقون شحنات الأسلحة الجديدة عندما يصبح مشروع القانون الحالي في الكونجرس قانوناً، ويسمح بتدفق المزيد من الأسلحة والمعدات إلى الخطوط الأمامية الأوكرانية.
ووافق مجلس النواب الأميركي، السبت، على حزمة مساعدات بقيمة 60.8 مليار دولار لأوكرانيا، ومن الممكن أن يصوّت مجلس الشيوخ عليها هذا الأسبوع، وأعلن البيت الأبيض دعمه للتشريع.
وتأتي الأنباء التي تفيد بأن الولايات المتحدة تعتزم إرسال قوات إضافية إلى أوكرانيا في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون أميركيون كبار، الأسبوع الماضي، من أن روسيا باتت تكتسب زخماً، إذ قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز إن كييف "ربما تخسر الحرب هذا العام"، إذا لم يوافق الكونجرس على حزمة المساعدات.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في حديثه إلى المشرعين: "نرى بالفعل أن الأمور في ساحة المعركة بدأت تتحوّل قليلاً لصالح روسيا، فنحن نراهم يحققون مكاسب تدريجية، ويواجه الأوكرانيون تحدياً يتمثل في عدم الاستسلام لهذه الضغوط".