واشنطن تستعد لإرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا بمليار دولار

جانب من تدريب عدد من الجنود الأوكرانيين في العاصمة كييف. 27 مارس 2024 - REUTERS
جانب من تدريب عدد من الجنود الأوكرانيين في العاصمة كييف. 27 مارس 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

تستعد وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، لإرسال مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا بقيمة مليار دولار، وسط توقعات بتمرير مجلس الشيوخ، في وقت لاحق الثلاثاء أو الأربعاء، حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، بما يؤدي إلى إرسالها للبيت الأبيض ليوقعها الرئيس جو بايدن لتصبح قانوناً.

ويأتي القرار بعد أشهر من الإحباط، إذ وصل أعضاء الكونجرس المنقسمون بشدة إلى طريق مسدود بشأن التمويل، ما أجبر رئيس مجلس النواب مايك جونسون على تشكيل ائتلاف من الحزبين لتمرير مشروع القانون.

وصوت مجلس الشيوخ، الثلاثاء، بغالبية ساحقة بلغت 80 صوتاً مؤيداً مقابل 19 صوتاً رافضاً، على أن تمضي حزمة من 4 مشاريع قوانين أقرها مجلس النواب قدماً، وهو أكثر بكثير من 60 صوتاً المطلوبة لتمهيد الطريق للتصويت على إقرارها المحتمل في وقت لاحق الثلاثاء أو الأربعاء، بحسب وكالة "رويترز".

ويوفر أحد مشاريع القانونين الأربعة 61 مليار دولار لأوكرانيا، وتتضمن الحزمة مجموعة من الذخيرة، بما في ذلك ذخائر الدفاع الجوي، وكميات كبيرة من طلقات المدفعية التي تشتد الحاجة إليها من قبل القوات الأوكرانية، فضلاً عن المركبات المدرعة وغيرها من الأسلحة. 

وقال مسؤولان أميركيان لوكالة "رويترز"، إن "الإدارة تعد بالفعل حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأوكرانيا، وهي الدفعة الأولى من مشروع القانون المتعلق بكييف".

وذكر مسؤولون أميركيون لـ"أسوشيتد برس"، أن "بعض الأسلحة سيتم تسليمها بسرعة كبيرة إلى جبهة القتال، ربما خلال أيام، لكن الأمر قد يستغرق وقتاً أطول حتى تصل المواد الأخرى".

ولم يؤكد المتحدث باسم "البنتاجون" بات رايدر، الحزمة أو التفاصيل، لكنه قال إن "الولايات المتحدة لديها نظام لوجستي قوي، تم بناؤه على مدى العامين الماضيين من شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، ونفعل كل ما في وسعنا لنكون مستعدين للاستجابة بسرعة بمجرد التوقيع على مشروع القانون".  

وذكر أن الولايات المتحدة لديها مخازن للمعدات العسكرية في أوروبا، وكما فعلت في الماضي، يمكنها الاستفادة منها لإيصال المساعدات إلى أوكرانيا في غضون أيام.

ومن شأن ذلك أن يمهد الطريق أمام شحن المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا في غضون أيام ما يعطي قواتها دفعة معنوية في قتال القوات الروسية. ويقول محللون إن تدفق الأسلحة من شأنه أن يحسن فرص كييف في تجنب حدوث اختراق روسي كبير في شرق البلاد، بحسب ما نقلته "رويترز".

ويأتي ضخ الأسلحة الأميركية في أعقاب إعلان بريطانيا، الثلاثاء، عن التعهد بمبلغ إضافي قدره 620 مليون دولار من الإمدادات العسكرية الجديدة لأوكرانيا، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى و4 ملايين طلقة من الذخيرة. 

ويعكس الإعلان وعد بايدن، الاثنين، في مكالمة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن الولايات المتحدة سترسل أسلحة الدفاع الجوي التي تشتد الحاجة إليها بمجرد موافقة مجلس الشيوخ على مشروع القانون.

وقال زيلينسكي في منشور على "إكس"، إن بايدن أكد له أيضاً أن "حزمة المساعدات القادمة ستشمل قدرات بعيدة المدى ومدفعية". 

وسيتم تقديم الدفعة الأخيرة من الأسلحة من خلال "تفويض السحب الرئاسي"، الذي تُسحب بموجبه الأنظمة والذخائر من المخزونات الأميركية الحالية ومن ثم إرسالها بسرعة إلى الخطوط الأمامية. وتتواجد بعض الذخائر بالفعل في أوروبا، لذلك يمكن نقلها إلى القوات الأوكرانية خلال أيام. 

ومنذ الغزو الروسي في فبراير 2022، أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 44 مليار دولار من الأسلحة والصيانة والتدريب وقطع الغيار إلى أوكرانيا.  

وفي الأسبوع الماضي، وصف مجموعة من القادة الأميركيين مدى حاجة أوكرانيا الملحة إلى ضخ المساعدات، حيث قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، إنه بدونها، يمكن أن تخسر أوكرانيا الحرب أمام روسيا بحلول نهاية هذا العام.  

وأشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لأعضاء مجلس النواب، إلى أن الظروف في ساحة المعركة تتغير وأن القوات الروسية تحقق مكاسب تدريجية.

ووصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية سي كيو براون، الوضع بصراحة للجنة الفرعية لمخصصات الدفاع في مجلس النواب، قائلاً إن أوكرانيا تواجه "ظروفاً صعبة في ساحة المعركة".   

ويعاني الجنود الأوكرانيون على الجبهات الأمامية من الإحباط واليأس بسبب ندرة الذخيرة، حيث يستخدمون الذخيرة بشكل محدود أو أنها تنفد من بين أيديهم بالفعل.

وفي المقابل، قالت روسيا، إن موافقة المشرّعين الأميركيين على تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، تظهر أن واشنطن تخوض بشكل أعمق في حرب بكل الوسائل مع موسكو من شأنها أن تنتهي بإذلال الولايات المتحدة على غرار ما حدث في حربي فيتنام وأفغانستان. 

تصنيفات

قصص قد تهمك