بريطانيا تزود أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى في أكبر حزمة مساعدات

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود من فرقة المدفعية التابعة للجيش الأوكراني تطلق قذائف من عيار 155 ملم على المواقع الروسية في منطقة خاركوف. 21 أبريل 2024 - AFP
جنود من فرقة المدفعية التابعة للجيش الأوكراني تطلق قذائف من عيار 155 ملم على المواقع الروسية في منطقة خاركوف. 21 أبريل 2024 - AFP
دبي/ لندن -الشرقأ ف ب

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إن المملكة المتحدة سترسل المزيد من صواريخ Storm Shadow بعيدة المدى إلى أوكرانيا كجزء من أكبر حزمة مساعدات عسكرية لها منذ الغزو الروسي، حسبما نقلت "بلومبرغ"

وقال مكتب سوناك، إنه بالإضافة إلى صواريخ "ستورم شادو"، وهي صواريخ كروز موجهة بدقة يزيد مدى إطلاقها عن 250 كيلومتراً (155 ميلاً)، سترسل بريطانيا أيضاً أكثر من 1600 صاروخ هجومي وصاروخ دفاع جوي. وتبلغ قيمة الحزمة 500 مليون جنيه إسترليني (620 مليون دولار) من الإنفاق الجديد، مما يرفع إجمالي المساعدات العسكرية البريطانية لأوكرانيا في هذه السنة المالية إلى 3 مليارات جنيه إسترليني.

وقال سوناك في بيان، قبل رحلة تستغرق يومين إلى بولندا وألمانيا يبدأها، الثلاثاء: "الدفاع عن أوكرانيا ضد طموحات روسيا الوحشية أمر حيوي لأمننا ولأوروبا بأكملها". وأضاف رئيس الوزراء أنه إذا سُمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالنجاح في هذه الحرب العدوانية، فلن يتوقف عند الحدود البولندية".

ومن المقرر أن يعقد سوناك اجتماعات مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، في وارسو، قبل أن يسافر إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتز، الأربعاء.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي حيث تستغل القوات الروسية نقص الذخيرة في أوكرانيا من خلال تكثيف الهجمات الصاروخية على محطات الطاقة وشبكات الكهرباء والمناطق السكنية. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأسبوع الماضي إن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى مزيد من أسلحة الدفاع الجوي.

وكجزء من التمويل الجديد، ستقوم بريطانيا أيضاً بشراء طائرات بدون طيار لإرسالها إلى أوكرانيا، وتوسيع نطاق سلاسل التوريد الدفاعية المحلية.

وتشمل الحزمة أيضاً حوالي 60 قارباً، تشمل زوارق مداهمة بحرية وقوارب غطس ومدافع بحرية، بالإضافة إلى أكثر من 400 مركبة، بما في ذلك مركبات "هاسكي" وأكثر من 160 مركبة مدرعة أخرى. إلى جانب حوالي 4 ملايين طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة.

حزمة مساعدات أميركية

ومن المتوقع أن يصادق مجلس الشيوخ الأميركي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار طال انتظارها، ويقول الرئيس الأميركي جو بايدن إنها "ستلبي الاحتياجات الملحة لأوكرانيا في ساحة المعركة" وعلى صعيد الدفاع الجوي.

وبقيت المساعدات عالقة طوال أشهر بسبب صراعات سياسية داخلية في واشنطن، ورحّبت أوكرانيا حيث الأوضاع على الجبهة الشرقية متدهورة منذ أسابيع بهذا الإجراء.

والولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيس لكييف، لكن الكونجرس لم يعتمد أيّ حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا منذ سنة ونصف سنة، بسبب خلافات حزبية.

وكان مجلس النواب الأميركي قد صوّت السبت على الحزمة الضخمة البالغة قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار والتي تشمل مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان.

ورحّب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بقرار مجلس النواب الأميركي، معتبراً أنه "يوجه إشارة واضحة إلى الكرملين". كذلك، رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالقرار ووصفته بأنه "يوم يبعث على التفاؤل بالنسبة إلى أمن أوكرانيا وأوروبا".

وكتب زيلينسكي على منصة "إكس"، "أنا ممتن لجو بايدن لدعمه الراسخ لأوكرانيا ولقيادته العالمية الفعلية"، موضحاً أن نظيره الأميركي أكد له خلال محادثة هاتفية أن رزمة المساعدات الجديدة ستكون "سريعة وقوية وستعزز قدراتنا على الصعيد الدفاع الجوي والبعيد المدى والمدفعية".

ووعد بايدن زيلينسكي بأن يرسل إليه "سريعاً" مساعدات عسكرية "مهمة"، ما إن يصادق الكونجرس الأميركي نهائياً عليها.

صعوبات على الجبهة

ويمر الجيش الأوكراني بمرحلة حساسة إذ يواجه نقصاً في المجندين الجدد والذخيرة بسبب التأخير الكبير في تسلم المساعدات الغربية ولا سيما الأميركية.

في المقابل تواصل القوات الروسية الأكثر عدداً والأفضل تسليحاً، التقدم نحو الشرق، وتستمر في السيطرة على قرى صغيرة في إقليم دونباس.

وحذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، الاثنين، من أن الوضع على الجبهة الأوكرانية سيسوء حوالى منتصف مايو وأوائل يونيو، وستكون "فترة صعبة"، مع تزايد المخاوف من هجوم روسي جديد.

وقال بودانوف رداً على سؤال عن الوضع على الجبهة في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC: "دعونا لا نخوض في الكثير من التفاصيل لكن ستكون هناك فترة صعبة في منتصف مايو وأوائل يونيو"، وأضاف أن الجيش الروسي "ينفذ عملية معقدة".

وفي فبراير، سيطرت موسكو على مدينة أفدييفكا المحصنة وتسعى للسيطرة على مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية. وتخشى كييف هجوماً روسياً أقوى في الصيف.

وكان القائد الأعلى للقوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي اعترف بالفعل في منتصف أبريل، بأن الوضع على الجبهة الشرقية "تدهور بشكل كبير" في الآونة الأخيرة. وقال إنه يرى "تكثيفاً كبيراً" للهجوم الروسي منذ مارس، مما أدى إلى "نجاحات تكتيكية".

وواجه الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في صيف 2023 خطوط دفاع روسية قوية، استنزفت موارد الجيش الأوكراني، دون أن تسمح بتحرير المناطق التي تحتلها روسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك