حكومة إسرائيل تؤيد طرح القاهرة رغم تحفظ نتنياهو.. ومصادر: صفقة محتملة خلال أيام

تفاؤل أميركي بـ"زخم جديد" في مفاوضات غزة.. و"حماس" تدرس رد تل أبيب على مقترح مصري

عائلة فلسطينية وأطفال حول جثامين ذويهم ضحايا القصف الإسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة. 27 أبريل 2024 - AFP
عائلة فلسطينية وأطفال حول جثامين ذويهم ضحايا القصف الإسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة. 27 أبريل 2024 - AFP
القاهرة/ الأراضي الفلسطينية/ دبي -وكالاتالشرق

قالت هيئة البث الإسرائيلية، السبت، إن الأغلبية في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتت تؤيد بنود صفقة جديدة اقترحتها مصر وتم نقلها إلى حركة "حماس"، بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بينما أعربت واشنطن، على لسان مستشار الأمن القومي الاميركي جيك سوليفان، عن تفاؤلها بـ"زخم جديد" في المفاوضات.

وقالت حركة "حماس" إنها تدرس الرد الإسرائيلي على مقترح مصري لتبادل الأسرى مع تل أبيب، في وقت تبذل فيه القاهرة جهوداً حثيثة لتحريك المفاوضات وبحث الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح التي تؤوي أكثر من مليون فلسطيني نازح.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين لم تسمهم قولهم: "المؤسسة الأمنية وأغلبية المستويات السياسية أيدت الصفقة وفق المخطط المصري، الذي يقضي بإطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 أسيراً إسرائيلياً، مقابل وقف إطلاق النار لمدة يوم أو أكثر قليلاً عن كل مختطف يطلق سراحه".

وقالت الهيئة إن نتنياهو "لا يفضل الاتفاق الجزئي، ويهتم بالتوصل إلى اتفاق شامل يتم بموجبه إطلاق سراح جميع المحتجزين"، لكن مسؤولاً قال للهيئة إن "التوصل إلى اتفاق شامل ليس مطروحاً على الطاولة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن (حماس) تريد إنهاء الحرب مقابل ذلك، وهو المطلب الذي تعارضه إسرائيل".

وبحسب مصدر مطلع على التفاصيل، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق "خلال أيام، على الرغم من تحفظات نتنياهو"، وفي الوقت نفسه أعربت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها إزاء إمكانية إطلاق سراح الرهائن، حال اجتاح الجيش الإسرائيلي رفح.

وقال مسؤول أمني، لهيئة البث إن هذه "الفرصة الأخيرة (..) إما أن يعود المختطفون في صفقة تؤخر الدخول إلى رفح، أو ندخل الحرب في رفح، ونتركها كما تركنا شمال ووسط القطاع لـ(حماس)".

وفي وقت سابق، هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة إذا وافقت إسرائيل على الصفقة وفق المخطط المصري. وكتب على منصة "إكس": "الصفقة هي استسلام إسرائيلي خطير، وانتصار رهيب لـ(حماس)". 

وأعلنت حركة "حماس"، في وقت سابق، السبت، أنها "تدرس" ردّ إسرائيل على اقتراح بشأن هدنة محتملة في غزّة وإطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع.

وقال خليل الحية رئيس وفد "حماس" بالمفاوضات في بيان: "تسلّمت حركة حماس ردّ الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي سُلّم للوسطين المصري والقطري في 13 أبريل. وستقوم الحركة بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستُسلّم ردّها".

وفي 13 أبريل، أعلنت "حماس"، تسليم الوسطاء في مصر وقطر، ردها على اقتراح هدنة مع إسرائيل، مشدّدة على "التمسّك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثل بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار".

وترفض إسرائيل وقفاً دائما لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً لقوّاتها من غزّة، فيما أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو عزمه اجتياح رفح.

زيارة جديدة لبلينكن

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قرر تقديم زيارته لإسرائيل إلى الثلاثاء المقبل، بعدما كانت مقررة في نهاية الأسبوع.

وذكرت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة ترفض العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، لأنها ستضر بشكل كبير بفرص وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.

بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، إنه يعتقد أن هناك "جهداً جديداً" من جانب قطر ومصر وإسرائيل، لمحاولة إيجاد طريقة للمضي قدماً في المحادثات بشأن غزة.

وأضاف سوليفان في مقابلة مع شبكة MSNBC الأميركية: "لا يمكنني ضمان ذلك، لكن أعتقد أن هناك زخماً جديداً في محادثات الأسرى ونسعى بشتى الطرق لإعادة هؤلاء، بما في ذلك مواطنينا، إلى بيوتهم سالمين".

وتابع: "خطواتنا في غزة تعتمد على احترام إسرائيل لحياة المدنيين هناك وضمان حمايتهم خلال العملية العسكرية. أبدينا قلقنا العميق من شن العملية المزمعة في رفح، لأن المساعدات تأتي من هناك وإذا قطعت سيكون الوضع صعباً جداً، كما أن رفح بها أكثر من مليون شخص، لذلك نحن مستمرون في إبداء مخاوفنا علناً أمام المجتمع الدولي وبشكل خاص أمام إسرائيل".

وأضاف: "لا أريد التطرق إلى التفاصيل التي جرى الاتفاق عليها مع الحكومة الإسرائيلة، لكن موقفنا واضح". ورداً على سؤال، بشأن إنصات الحكومة الإسرائيلية لمخاوف واشنطن، قال سوليفان: "أعتقد أن إسرائيل تدرك ذلك جيداً".

فرصة أخيرة

تأتي تلك الجهود، بينما قال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن إسرائيل أبلغت مصر، باستعدادها لمنح مفاوضات الأسرى "فرصة واحدة وأخيرة"، للتوصل إلى اتفاق، ولكن إذا لم يتم إحراز تقدم قريباً فستمضي قدماً في اجتياح بري لرفح.

وأفاد أحد المسؤولين بأن إسرائيل "أبلغت مصر بأنها جادة في الاستعدادات لشن العملية في رفح وأنها لن تسمح لحماس بالتباطؤ".

وتشعر مصر بقلق متزايد بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في مدينة رفح، إذ تبذل جهوداً مكثفة من أجل التوصل إلى صفقة من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة ووقف العملية المزمعة في رفح.

وفي وقت سابق، الجمعة، قال مصدر أمني رفيع المستوى لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن مصر تعمل على التواصل مع قيادة "حماس" في قطاع غزة بشكل مباشر من أجل الوصول إلى "تفاهمات سريعة" بشأن الورقة الجديدة التي تطرحها القاهرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال المصدر إن الخطوة التالية في التحركات المصرية المكثفة هي "التواصل مع قيادة حماس"، مؤكداً أن مصر "تعمل على التواصل مع قيادة حماس بشكل مباشر لنقاش التفاصيل المتعلقة بالورقة المصرية الجديدة".

وذكر أن فكرة التواصل المباشر مع القيادة الميدانية، ترجع إلى "إصرار مصر على التفاهم السريع بشأن الخطوط العريضة التي تم بحثها في تل أبيب من خلال الوفد الأمني المصري رفيع المستوى الذي زار إسرائيل".

وأجرى وفد مصري، الجمعة، مباحثات في إسرائيل، بينما أكدت مصادر مصرية وإسرائيلية أن "هناك تقدّماً ملحوظاً في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي بشأن الوصول إلى هدنة في قطاع غزّة".

تصنيفات

قصص قد تهمك