تقييم استخباراتي أميركي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض نافالني

زهور على قبر المعارض الروسي أليكسي نافالني في مقبرة بوريسوفسكوي بالعاصمة موسكو. 1 مارس 2024 - REUTERS
زهور على قبر المعارض الروسي أليكسي نافالني في مقبرة بوريسوفسكوي بالعاصمة موسكو. 1 مارس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

توصلت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الأرجح، لم يأمر بقتل المعارض الراحل أليكسي نافالني في معسكر الاعتقال "المعروف بالتعامل الوحشي" بالقطب الشمالي في فبراير الماضي، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أشخاص مطلعين على الأمر، السبت.

ونقلت الصحيفة الأميركية، أن هذا الاستنتاج يعمّق الغموض المحيط بملابسات وفاة المعارض الرّوسي في سجنه بالقطب الشمالي، في وقت أثارت وفاته أيضاً، موجة جديدة من العقوبات التي استهدفت الاقتصاد الروسي، كما قلبت مفاوضات تبادل السجناء الحساسة بين روسيا والغرب، رأساً على عقب، وتركت المعارضة المقيّدة في روسيا في حالة من الفوضى.

وأضافت الصحيفة، أن بوتين، ربما لم يكن قد خطط لاغتيال نافالني، مُوضحة أن التقييم الاستخباراتي لا ينفي مسؤولية بوتين عن وفاة المعارض البارز، لكنه وجد أن الرئيس الروسي على الأرجح لم يأمر بقتله في هذا الوقت.

ويحظى هذا الاستنتاج بقبول كبير في مجتمع الاستخبارات، وتشاركتها العديد من الوكالات، مثل وكالة الاستخبارات المركزية CIA، ومديرة مكتب الاستخبارات الوطنية ODNA، ومكتب الاستخبارات والبحوث التابع لوزارة الخارجية INR، وفقاً للأشخاص المطلعين.

شكوك أوروبية

وقال مسؤولون أمنيون من عدة دول أوروبية، إن بعض وكالات الاستخبارات الأوروبية أُبلغت بالاستنتاجات الأميركية، لكن بعض الدول لا تزال تراودها شكوك في أن بوتين ليس مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن وفاة نافالني.

ويرى المسؤولون أنه "من غير المؤكد" أن يكون قد لحق أي أذى بنافالني دون علم الرئيس الروسي به بشكل مسبق، في ظل النظام الروسي الذي يخضع لرقابة صارمة.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن إلقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، وغيره من زعماء العالم اللوم على بوتين في وفاة نافالني، استند إلى استهداف الكرملين للمعارض منذ سنوات. وأشارت إلى محاولة اغتيال نافالني في عام 2020. وإرساله إلى معسكر اعتقال خارج البلاد. وقال بايدن: "لا تنخدعوا، بوتين مسؤول عن وفاة نافالني".

ومع ذلك، تعتقد الولايات المتحدة أن توقيت وفاة نافالني لم يكن مقصوداً من قبل بوتين. ولكن حلفاء المعارض الروسي الراحل يصرّون على أن وفاته كانت من تدبير الكرملين.

ورفض ليونيد فولكوف، وهو حليف قديم لنافالني، في بيان، التقييم الذي توصل إليه مجتمع الاستخبارات الأميركي، ووصفه بأنه "ساذج"، بحسب الصحيفة.

وقال فولكوف، إن الأشخاص الذين يؤكدون أن بوتين لم يكن على علم بخطة اغتيال نافالني "يبدو أنهم لا يفهمون شيئاً عن كيفية حكم روسيا في العصر الحديث". وأضاف: "الفكرة القائلة إن بوتين لم يُبلغ ولم يصادق على القتل تبعث على السخرية ".

وشكك سلافومير دوسكي، مدير المعهد البولندي للشؤون الدولية، وهو مركز أبحاث في وارسو مقرب من الرئاسة البولندية، في التقييم الذي توصلت إليه مجتمع الاستخبارات الأميركي. 

 وقال دوسكي: "نافالني كان سجيناً ذا قيمة كبيرة، من الناحية السياسية، والجميع كانوا يعرفون أن بوتين كان يهتم شخصياً بمصيره. احتمالات أن تكون هذه الوفاة غير مقصودة منخفضة".

واستند التقييم الأميركي، إلى مجموعة من المعلومات، من بينها معلومات استخباراتية سرية وتحليل للحقائق المُعلنة التي تشمل توقيت الوفاة وتأثيرها على إعادة انتخاب بوتين، حسبما قال بعض الأشخاص للصحيفة.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن الأشخاص الذين تحدثوا إليها لم يحددوا ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قيمت طريقة وفاة نافالني، مُضيفة أن الملابسات الدقيقة للوفاة لم يتم التأكد منها بشكل كامل.

ولم يتضح ما إذا كانت وكالات الاستخبارات توصلت إلى تفسيرات أخرى لوفاة المعارض الروسي، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

ونظراً لكونه المُعارض الأخير الذي يحظى بما يكفي من الثقل السياسي، بدت وفاة نافالني تتويجاً للحملة التي شنها الكرملين منذ فترة طويلة لقتل أي بديل محتمل لبوتين أو إجباره على العيش في منفى.

وتوفي عدد من الروس الآخرين في ظروف غير عادية في ثلاث قارات منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما ذكرت الصحيفة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك