برر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، السبت، اعتقال 3 هنود، الجمعة، على خلفية اغتيال زعيم انفصالي من السيخ، بقوله إن بلاده دولة قانون وتتمتع بقضاء قوي ومستقل.
كانت السلطات الكندية أوقفت، الجمعة، 3 هنود ووجهت لهم تهمة القتل العمد، والتآمر في ما يتعلق باغتيال هارديب سينج نيجار، أحد زعماء السيخ غربي البلاد قبل عام تقريباً.
وقالت الشرطة الاتحادية، إن هناك مشتبهاً بهم محتملين آخرين، وإنها تحاول تحديد ما إذا كانت هناك "صلات بالحكومة الهندية يجب إثباتها".
وأضاف ترودو، خلال تجمع في تورونتو للاحتفال بتراث السيخ وثقافتهم، أن هذه الاعتقالات "مهمة لأن كندا دولة تأسست على سيادة القانون، ولديها قضاء قوي ومستقل فضلاً عن التزام أساسي بحماية جميع مواطنيها".
وأقر رئيس الوزراء الكندي بأن أفراد مجتمع السيخ في كندا ربما يشعرون "بعدم الارتياح، وحتى الخوف في هذا الوقت"، إلا أنه دعاهم إلى أن يبقوا "هادئين" و"ملتزمين بشدة بمبادئ كندا الديمقراطية"، مشيراً إلى استمرار التحقيقات.
وفي 18 يونيو 2023، لقي نيجار، وهو مواطن هندي كندي، كان يدعو إلى استقلال منطقة ذات أغلبية من السيخ عن الهند، حتفه بعد أن أطلق رجلان النار عليه خارج معبد للسيخ في منطقة فانكوفر.
وتسببت القضية في أزمة دبلوماسية بين كندا والهند، في الخريف الماضي، بعد أن ألمح رئيس الوزراء الكندي إلى "تورط الحكومة الهندية في حادث الاغتيال".
ورفضت الهند، ما سمته "مزاعم ترودو"، بأن عملاء حكومتها كانوا وراء اغتيال مواطن كندي وزعيم بارز للسيخ في البلاد.
وذكرت الخارجية الهندية، في بيان، أن المزاعم المتعلقة بتورط الحكومة الهندية في أي عمل من أعمال العنف في كندا "سخيفة ولها دوافع".
وارتفعت حدة التوتر في العلاقات بين الهند وكندا إثر حادثة الاغتيال، إذ تبادلت الحكومتان الاتهامات، واتخذتا خطوات باتجاه طرد دبلوماسيين.
وقررت كندا في سبتمبر، خفض عدد دبلوماسييها في الهند؛ لأسباب تتعلق بمخاوف أمنية، فيما ردت نيودلهي بتعليق خدمات التأشيرات للمواطنين الكنديين.
ويعتبر نيجار أحد الساعين إلى إعلان دولة مستقلة للسيخ باسم "خاليصتان" تكون منفصلة عن ولاية بنجاب الهندية.
وكان نيجار مطلوباً من قبل السلطات الهندية، وصُنف "إرهابياً" في يوليو 2020، كما تلقى تحذيرات من الاستخبارات الكندية بشأن تهديدات ضده، وفقاً لمنظمة السيخ العالمية في كندا، والتي زعمت أنه "اغتيل في إطلاق نار محدد".
وتُعد كندا موطناً لأحد أكبر المجتمعات الأجنبية ذات الأصول الهندية، والتي تضم 1.04 مليون شخص من إجمالي عدد سكان كندا البالغ عددهم 40 مليون نسمة. وأفاد نحو 770 ألف شخص بأنهم يتبعون السيخ في عام 2021.
كما تضم كندا أكبر عدد من السيخ خارج ولاية بنجاب الهندية، إذ كثيراً ما تشكو الهند للحكومات الكندية من أنشطة "المتشددين" منهم، الذين يحاولون إحياء التمرد.
