محللون قالوا إن التحوّل في خطابات نتنياهو جاء لتحقيق 3 أهداف

حرب غزة تحول خطابات نتنياهو من السياسة إلى الدين.. ماذا حدث؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قاعدة بلماخيم الجوية قرب مدينة ريشون لتسيون. 5 يوليو 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قاعدة بلماخيم الجوية قرب مدينة ريشون لتسيون. 5 يوليو 2023 - REUTERS
دبي-AWP

طيلة مسيرته السياسية، لم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ذو الميول العلمانية، يميل إلى دعم حديثه بمصطلحات واقتباسات دينية من التوراة، لكن هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر أحدث تحولاً في خطابه.

بحسب محللين، جاء هذا التحول في خطاب نتنياهو في إطار حملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، تتمثل في إضفاء شرعية على الحرب في قطاع غزة ومنحها صبغة "مقدسة"، وتأجيج الصراع على أسس دينية، فضلاً عن استعطاف اليمين المتطرف، الذي يشكل العمود الفقري لائتلافه الحكومي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية صقر جبالي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "لجوء نتنياهو إلى الاقتباسات من التوراة يهدف إلى تأجيج الحرب الدينية عبر إثارة مشاعر الجمهور اليهودي".

وأضاف: "نتنياهو لم يكن وحده، فقد تقاطعت تصريحاته مع العديد من الأوساط في اليمين المتطرف، وهذا دليل على الهمجية في الفكر الصهيوني، حيث ينظر إلينا كفلسطينيين بأننا ذروة الشر الجسدي والروحي".

خطابات دينية

وخطابات نتنياهو، المليئة باقتباسات من العهد القديم، استخدمت كإحدى الأدلة التي قدمتها جنوب إفريقيا في دعوى رفعتها أمام محكمة العدل دولية متهمة إسرائيل بـ"انتهاك" اتفاقية الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948 في حربها في غزة. 

وذكر محامو جنوب إفريقيا أن تصريحات نتنياهو أعطت الجنود الإسرائيليين الإذن لارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.

ووفقاً لمنظمات ومؤسسات حقوقية، ارتكب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب في عدة أماكن بقطاع غزة عبر استهداف البنايات السكنية، كما قام جنود إسرائيليون بنشر مقاطع مصورة لهم على منصات التواصل الاجتماعي وهم يهدمون المدارس والجامعات والمساجد والمنازل ويعبثون بطرق ساخرة بألعاب الأطفال الفلسطينيين، وهي مواد عملت إسرائيل لاحقاً على حذف أغلبها من حسابات الجنود.

وقال عمر جعارة، المتخصص في الشؤون الإسرائيلية لـ "AWP" إن "لجوء نتنياهو لاقتباسات من العهد القديم هي محاولة لتبرير حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصويرها كمهمة دينية ينفذ اليهود من خلالها تعاليم الرب".

تاريخ مظلم

وفي كتابه "اليهود واليهودية: ثلاثة آلاف عام من الخطايا"، يقدم الكاتب اليهودي إسرائيل شاحاك مراجعة لما وصفها بـ"محاولات إخفاء تاريخ إسرائيل المظلم".

وجاء في كتاب شاحاك المكون من 165 صفحة "لما كان حظر قتل غير اليهود في حده الأدنى ينطبق فقط على غير اليهود الذين لا نكون (نحن اليهود) في حالة حرب معهم، توصل العديد من الشراح الدينيين إلى نتيجة منطقية وهي أنه في حالة الحرب، يمكن أو حتى يجب قتل جميع المنتسبين إلى شعب معاد".

وأضاف شاحاك في كتابه "نشر هذا التحريض رسمياً لأول مرة في كتيب صادر عن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، والتي تشمل ولايتها منطقة الضفة الغربية".

وورد في الكتاب أيضاً: "يكتب الكاهن الأول في القيادة في هذا الكتيب: عندما تلتقي قواتنا بمدنيين خلال الحرب أو خلال ملاحقة ساخنة أو غزو، ولم يكن مؤكداً أن أولئك المدنيين غير قادرين على إيذاء قواتنا، فوفق أحكام الهالاخاه (الشريعة اليهودية)، يمكن، لا بل يجب قتلهم والثقة بعربي غير جائزة في أي ظرف، حتى إذا أعطى انطباعا بأنه متحضر". 

وأضاف: "في الحرب عندما تهاجم قواتنا العدو، فهي مصرح لها، لا بل مأمورة وفق أحكام الهالاخاه، بأن تقتل حتى المدنيين الطيبين، أي الذين يبدو ظاهرياً أنهم طيبون".

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي دخلت شهرها الثامن، عن سقوط ما يقرب من 35 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، كما يعتقد أن آلاف الجثث ما زالت تحت أنقاض المنازل المدمرة في القطاع الذي سوت إسرائيل غالبيته بالأرض. 

تصنيفات

قصص قد تهمك