أعلنت الصين، الجمعة، أن مبعوثها لمنطقة أوراسيا أنهى جولة دبلوماسية في الشرق الأوسط هي الثالثة بشأن الحرب في أوكرانيا، في إطار سعي بكين إلى التوسط في النزاع.
وخلال جولته في الفترة من 3 إلى 9 مايو، التقى المبعوث لي هوي دبلوماسيين في تركيا ومصر والسعودية والإمارات، ودعا جميع الأطراف إلى "تهيئة الظروف لاستئناف الحوار المباشر"، وفق بيان صادر عن الخارجية الصينية.
في وقت سابق من العام الجاري، زار المبعوث الصيني روسيا وأوكرانيا ودولاً في الاتحاد الأوروبي في إطار مساعي بكين للتوسط في النزاع.
وقالت وزارة الخارجية عن الجولة الأخيرة "تبادلت الصين وجهات النظر بشكل متعمق مع كل الأطراف بشأن الأزمة الأوكرانية واتفقت جميع الأطراف مع... مقترحات الصين في الدعوة إلى تهدئة الوضع".
وأضافت في بيان، أن لي حثّ أيضاً على تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والتعاون الدولي للحفاظ على "أمن البنى التحتية الحيوية" مثل خطوط أنابيب الغاز ومنشآت الطاقة، فضلاً عن استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
وذكر البيان، أنه قبل الجولة وبعدها، أجرى لي أيضاً محادثات ذات صلة مع مسؤولين من دول أخرى من بينها البرازيل وجنوب إفريقيا وإندونيسيا وكازاخستان.
وأضاف أن "جميع الأطراف اتفقت على مواصلة التواصل والتنسيق، ورحبت في الوقت نفسه بدعم المجتمع الدولي للجهود الرامية إلى تهدئة الوضع".
"تشويه صورة الصين"
ويأتي هذا عقب جولة أوروبية للرئيس الصيني شي جين بينج إلى أوروبا قادته إلى فرنسا وصربيا والمجر، حذر خلالها من "تشويه صورة الصين" بسبب الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن بكين لعبت "دوراً إيجابياً" في محاولة إيجاد حل سلمي للغزو الروسي.
وقال شي للصحافيين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "نحن نعارض استخدام أزمة أوكرانيا لإلقاء اللوم، وتشويه صورة دولة ثالثة والتحريض على حرب باردة جديدة".
وأضاف "الصين ليست مصدر الأزمة وليست طرفاً فيها. ومع ذلك، فإننا لا نقف مكتوفي الأيدي أمام مصائب الآخرين. لقد لعبنا دوراً إيجابياً في البحث عن السلام منذ البداية".
واستشهد شي، الاثنين الماضي، بدعوة الصين لإجراء محادثات سلام، وبجولة للدبلوماسي الصيني لي هوي استمرت عشرة أيام في مارس وشملت روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بهدف المساعدة في البحث عن توافق.
وتؤكد الصين رسمياً أنها على الحياد في حرب أوكرانيا، إلا أنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الغزو الروسي. كما شهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقارباً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
بروكسل تطالب بكين بالوساطة
ووصل شي، الأحد الماضي، إلى العاصمة الفرنسية، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء جابريال أتال، في محطة أولى ضمن زيارة أوروبية شملت صربيا والمجر، وهي الأولى للرئيس الصيني للقارة العجوز منذ عام 2019 وتتزامن مع ذكرى مرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الصيني إلى "تنسيق حاسم" بشأن الحرب في أوكرانيا على أمل ألا تزيد بكين دعمها لروسيا، في حين قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إن الاتحاد الأوروبي وباريس يعوّلان على الصين "لاستخدام كل تأثيرها على روسيا" لوقف حرب أوكرانيا.
وأضافت: "لقد أدى الرئيس شي دوراً مهما في الحد من التهديدات النووية غير المسؤولة لروسيا، وأنا واثقة من أنه سيواصل القيام بذلك".
وقال ماكرون في بداية اللقاء "مستقبل قارتنا سيعتمد بوضوح على قدرتنا على مواصلة تطوير علاقاتنا مع الصين بطريقة متوازنة"، مضيفاً "الوضع على الساحة الدولية يحتاج بوضوح أكثر من أي وقت مضى إلى هذا الحوار الأوروبي الصيني".
وأثنى ماكرون، الاثنين، على "الالتزامات الصينية بالامتناع عن بيع أي أسلحة (وتقديم) أي مساعدة لموسكو"، في تصريح للصحافيين في باريس إلى جانب نظيره الصيني.