مسؤول بالحركة لـ"الشرق": لن نعود للتفاوض بالطريقة السابقة.. وما وافقنا عليه الأساس لأي اتفاق محتمل

بعد الوصول إلى "طريق مسدود".. "حماس" وفصائل فلسطينية تدرس تغيير استراتيجية مفاوضات غزة

جندي إسرائيلي يحرس برج مدفع رشاش في مركبة متحركة كجزء من نشاط الفرقة 99 في منطقة الزيتون بمدينة غزة. 10 مايو 2024 - AFP
جندي إسرائيلي يحرس برج مدفع رشاش في مركبة متحركة كجزء من نشاط الفرقة 99 في منطقة الزيتون بمدينة غزة. 10 مايو 2024 - AFP
رام الله -محمد دراغمة

قال مسؤولون في حركة "حماس" في تصريحات لـ"الشرق"، السبت، إن مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، غير المباشرة مع إسرائيل، وصلت إلى طريق مسدود، موضحين أن الحركة تدرس مع الفصائل الأخرى، "تغيير الاستراتيجية التفاوضية".

وكشف أحد المسؤولين، أن الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي انتهت، الخميس الماضي، واجهت 3 عقبات كبرى، الأولى هي رفض الجانب الإسرائيلي أي التزام بوقف دائم للحرب في نهاية العملية التفاوضية، والثانية المطالبة بإطلاق سراح 33 إسرائيلياً على قيد الحياة في المرحلة الأولى من الاتفاق، والثالثة التحفظ الإسرائيلي على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن مدى الحياة، من قيادات الجهاز العسكري للحركة.

وقال المسؤول، إن الحركة وجدت أن إسرائيل تريد الحصول على أكبر عدد ممكن من أسراها، خاصة المدنيين والمجندات، في المرحلة الأولى، وقبل الوصول إلى المرحلة الثانية التي تنص على الإعلان عن التعهد بوقف الحرب، لتواصل بعدها الحرب إلى أجل غير مسمى.

وأضاف: "وجدنا  أن رئيس الوزراء الإسرائيل بنيامين نتنياهو يمارس المفاوضات لإرضاء الشارع الاسرائيلي، وتجنب الضغوط الدولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة، وأنه يستخدم هذه المفاوضات غطاءً لمواصلة الحرب على غزة".

وتابع: "الاجتياح الأخير لمدينة رفح يظهر أن نتنياهو لديه خطة واحدة هي مواصلة الحرب بلا توقف، وتجنب أي اتفاق يهدد بقاء حكومته واستقرارها، وتعرضه للمساءلة عن الفشل في مواجهة هجوم السابع من أكتوبر"، مستبعداً العودة إلى المفاوضات بالطريقة السابقة، مشيراً إلى أنها ستكون مفاوضات بلا نهاية، وستمتد لأشهر طويلة، وربما إلى سنوات.

صراع إرادات

بدوره، قال مسؤول آخر لـ"الشرق": "نحن أمام صراع إرادات، فالجانب الإسرائيلي يمارس كل أدوات الحرب والضغط، لإجبار حماس على تقديم تنازلات كبرى تصل إلى مستوى إعلان الهزيمة، وحركة حماس لديها جيش مستعد للقتال سنين طويلة والموت مليون مرة قبل الاستسلام".

وأضاف: "لقد بينت لنا جولات المفاوضات أن إسرائيل لن تتعهد بوقف الحرب، لأن مثل هذا التعهد يسقط حكامها، وفي نفس الوقت، قررت حماس عدم تسليم الأسرى الإسرائيلين في أي صفقة تبادل لا تنص صراحة على تعهد بوقف الحرب".  

واعتبرت "حماس" ورقة الوسطاء الأخيرة التي وافقت عليها، بعد مصادقة رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، وليام بيرنز، على ما جاء فيها من نص بوقف دائم للحرب، هي "الأساس المقبول لأي اتفاق مقبل".

وأبدت الحركة مرونة لافته في مختلف جوانب العملية التفاوضية، مثل أعداد وفئات الأسرى الفلسطينيين، الذين طالبت بإطلاق سراحهم مقابل المحتجزين الأسرائيليين، لكنها تشددت في مطلب وقف الحرب.

وقال رئيس وفد الحركة إلى المفاوضات خليل الحية في لقاء سابق مع "الشرق"، إن الحركة كانت تطالب بإطلاق سراح 500 أسير فلسطيني مقابل كل أسير إسرائيلي، وأنها تنازلت إلى 50 أسيراً، بدلاً من 500 مقابل التعهد بوقف الحرب، لكن الجانب الإسرائيلي يرفض ذلك.

بقاء نتنياهو 

ودخلت حرب غزة شهرها الثامن دون أي إشارة على نهاية قريبة لها، وفيما تسعى الإدارة الأميركية إلى إنهاء الحرب، أو تغيير شكلها من حرب شاملة إلى عمليات عسكرية مركزة على أهداف محددة ضد الجهاز العسكري لحركة "حماس"، تصر الحكومة الإسرائيلية على مواصلة الحرب حتى تحقيق ما يسميه نتنياهو بـ"النصر الحاسم".

وترى الإدارة الأميركية، أن الحرب استنفذت أهدافها، وأنها تتسبب بمآسي إنسانية تخلف عواقب سياسية خطيرة على مكانة إسرائيل الدولية، وعلى فرص القيام بترتيبات إقليمية تحقق مصالح استراتيجية لها ولحلفائها وفي مقدمتهم إسرائيل.

لكن كثير من كبار المراقبين والمعلقين في إسرائيل يقولون، إن نتنياهو يرى في استمرار الحرب "وسيلة للبقاء السياسي، ومحاولة لخلق ديناميكيات سياسية جديدة خلال الحرب، تعيد قاعدته الانتخابية قبل الوصول إلى انتخابات مقبلة، قد تضع حداً لحياته السياسية التي توصف بأنها الأطول لزعيم إسرائيلي".

ويقول المسؤولون في حركة "حماس"، إن نهاية الحرب منوطة بدرجة الضغط التي تمارسها الإدارة الأميركية على إسرائيل، خاصة في مجال تزويدها بالسلاح والذخائر.

وبينت تقارير أخيرة نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن تل أبيب تعتمد بدرجة كبيرة على الدعم العسكري الأميركي، إذ جاء في تقرير للخبير العسكري الإسرائيلي يوسي ملمان في صحيفة "هآرتس"، أن الولايات المتحدة زودت إسرائيل خلال الحرب ذخائر وأسلحة بلغ حجمها حمولة 670 طائرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك