"اتفاقية أمنية ثنائية" وعضوية كييف بالاتحاد الأوروبي على أجندة مباحثات وزير الخارجية الأميركي

وسط تقدم روسي.. بلينكن يصل أوكرانيا لـ"طمأنة كييف" وإظهار "تضامن واشنطن"

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله محطة قطار "كييف - باساجيرسكي" بالعاصمة الأوكرانية وفي استقباله السفيرة الأميركية بريدجيت برينك. 14 مايو 2024 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله محطة قطار "كييف - باساجيرسكي" بالعاصمة الأوكرانية وفي استقباله السفيرة الأميركية بريدجيت برينك. 14 مايو 2024 - AFP
كييف/دبي -وكالاتالشرق

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كييف، الثلاثاء، في أول زيارة يقوم بها مسؤول أميركي كبير إلى أوكرانيا، منذ أن أقر الكونجرس الشهر الماضي، حزمة مساعدات عسكرية تصل إلى 61 مليار دولار.

وتهدف الزيارة، التي لم يتم الإعلان عنها بشكل مسبق، إلى إظهار تضامن الولايات المتحدة مع أوكرانيا، في وقت تكافح فيه لمواجهة القصف الروسي العنيف على حدودها الشمالية الشرقية، حيث شنت روسيا هجوماً كبيراً في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، وهي واحدة من أكثر حملاتها العسكرية منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

وقال مسؤول أميركي إن بلينكن، يأمل في "إرسال إشارة طمأنينة قوية إلى الأوكرانيين الذين من الواضح أنهم في لحظة صعبة للغاية".

وأضاف: "الولايات المتحدة توقعت هجوم خاركيف وخططت له. وعملت مع أوكرانيا لصده. مهمة الوزير هنا هي في واقع الأمر الحديث عن كيفية تقديم مساعدتنا الإضافية بطريقة تساعد في تعزيز دفاعاتهم وتمكينهم من استعادة زمام المبادرة بشكل متزايد في ساحة المعركة". 

وأشار المسؤول إلى أن المدفعية وصواريخ ATACMS "أتاكمز" طويلة المدى، وصواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية التي وافق الرئيس جو بايدن على تزويد أوكرانيا بها في 24 أبريل الماضي، وصلت بالفعل إلى القوات الأوكرانية.

وقال المسؤول، إن بلينكن "سيطمئن المسؤولين الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بشأن الدعم الأميركي الدائم وسيلقي خطاباً يركز على مستقبل أوكرانيا".

اتفاقية أمنية ثنائية

ولفت إلى أن المفاوضات بشأن اتفاقية أمنية ثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وصلت إلى مراحلها النهائية وينبغي استكمالها قبل قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" المقررة في واشنطن يوليو المقبل.

وسيسلط كبير الدبلوماسيين الأميركيين، الذي وصل صباح الثلاثاء بعد رحلة بالقطار استغرقت 10 ساعات من بولندا، الضوء على المكاسب في ساحة المعركة التي يقول أنصار أوكرانيا، إن البلاد يمكن أن تحققها بمساعدة عسكرية وسيعرض التقدم المحرز في الإصلاحات المطلوبة لتحقيق رغبتها في الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي

ويخطط بلينكن للقاء الرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء دينيس شميهال ووزير الخارجية ديميترو كوليبا، وفقاً لبيان الخارجية الأميركية الذي أوردته "بلومبرغ".

وهذه الرحلة تعد الرابعة لبلينكن منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي وقت لاحق الثلاثاء، يعتزم وزير الخارجية الأميركي التحدث عن المكاسب الاستراتيجية التي حققتها أوكرانيا على مدار الصراع، وهو الجانب الآخر من خطابه الذي ألقاه في هلسنكي في يونيو الماضي، والذي صور الحرب على أنها "فشل استراتيجي لروسيا".

رسالة بلينكن موجهة أيضاً إلى المشرعين في الولايات المتحدة، الذين قد يرفضون الحصول على المزيد من التمويل بمجرد نفاد المساعدات الأخيرة، إذ يشعر المسؤولون بالقلق من أن الجمهوريين في مجلس النواب الذين وافقوا على حزمة المساعدات الأخيرة، قد لا يكونون على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى.

وقد أثار التأخر الذي دام أشهراً، الإحباط في كييف وبين حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، وبينما أقرت أوروبا حزمة المساعدات الكبيرة الخاصة بها، حذر حتى أقوى حلفاء الولايات المتحدة من أنهم لن يتمكنوا بشكل جماعي من تعويض خسارة التمويل والمعدات من واشنطن.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في 26 أبريل، حزمة مساعدات طويلة الأمد لأوكرانيا بقيمة تصل إلى 6 مليارات دولار، بما في ذلك ذخائر الدفاع الجوي من طراز "باتريوت" وأنظمة صواريخ "أرض- جو" متقدمة، ونظام "هيمارس" وذخائر مدفعية، وقنابل ذكية وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة لها.

وبينما يجب شراء هذه العناصر من شركات الدفاع، بدلاً من سحبها من المخزونات الأميركية، قال المسؤول الأميركي، إن "التركيز كان على الأسلحة ذات الجداول الزمنية القصيرة للتسليم".

وفي هذا الإطار، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الاثنين، إن واشنطن تحاول "تسريع وتيرة تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها على تغيير وضعها غير الموات"، لافتاً إلى أن "التأخير وضع أوكرانيا في ورطة ونحن نحاول مساعدتها على الخروج من تلك الورطة بأسرع ما يمكن"، مضيفاً أن حزمة جديدة من الأسلحة ستعلن هذا الأسبوع. 

سيطرة روسية

وميدانياً، تسيطر روسيا الآن على حوالي 18 % من مساحة أوكرانيا، وقد اكتسبت المزيد من الأراضي منذ فشل الهجوم المضاد لكييف في عام 2023 في تحقيق تقدم كبير ضد القوات الروسية المحصنة خلف حقول ألغام عميقة.

ودخلت القوات الروسية أوكرانيا بالقرب من ثاني أكبر مدنها، خاركيف، الجمعة، ما فتح جبهة جديدة في الشمال الشرقي في حرب تركزت لما يقرب من عامين وبشكل كبير في الشرق والجنوب، إذ قد يؤدي هذا التقدم إلى سحب بعض قوات كييف المستنزفة بعيداً عن الشرق، حيث تتقدم روسيا. 

وبينما من غير المرجح أن يقبل الناتو، الذي تقوده الولايات المتحدة، عضوية أوكرانيا في أي وقت قريب، يقوم الأعضاء الأفراد بإبرام اتفاقيات أمنية ثنائية مع كييف.  

ووقعت مجموعة الدول السبع الصناعة الكبرى G7، إعلاناً مشتركاً في قمة الناتو في  العاصمة الليتوانية فيلنيوس في يوليو العام الماضي، تعهدت فيه بـ"التزامات وترتيبات أمنية طويلة الأجل مع أوكرانيا يتم التفاوض عليها بشكل ثنائي".

وتقول كييف، إن الترتيبات يجب أن تحتوي على التزامات أمنية مهمة وملموسة، لكنها لا ترى في هذه الاتفاقيات بديلاً لهدفها الاستراتيجي بالانضمام إلى الناتو، الذي يعتبر أن أي هجوم على أحد أعضائه البالغ عددهم 32 عضواً، يعد هجوماً على الجميع بموجب بند المادة الخامسة من ميثاقه.

تصنيفات

قصص قد تهمك