الرئيس الأوكراني يطلب منظومتي باتريوت وطائرات F-16 ويحذر من هجوم خاركيف

زيلينسكي: الغرب يمنعنا من ضرب أراضي روسيا ويخشى هزيمة بوتين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس بالمكتب الرئاسي في كييف. 17 مايو 2024 - AFP
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس بالمكتب الرئاسي في كييف. 17 مايو 2024 - AFP
كييف-أ ف ب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الغرب يمنع بلاده من استخدام الأسلحة التي يحصل عليها لضرب الأراضي الروسية، معتبراً أن الغرب يخشى هزيمة روسيا في تلك الحرب.

وتحدّث زيلينسكي، في مقابلة مع "فرانس برس"، عن أنّ الغربيّين يمنعون أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي زوّدتها بها أوروبا والولايات المتحدة، من أجل ضرب الأراضي الروسيّة.

وقال: "يمكنهم (الروس) ضربنا انطلاقاً من أراضيهم، وهذا أكبر تفوّق تتمتّع به روسيا، ولا يمكن لنا أن نفعل أيّ شيء لأنظمة أسلحتهم الموجودة على الأراضي الروسيّة باستخدام الأسلحة الغربيّة. ليس لدينا الحقّ في القيام بذلك"، مؤكداً أنه اشتكى من ذلك مجدداً هذا الأسبوع إلى وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن.

وقال زيلينسكي إنّ الغرب "يخشى" على السواء من هزيمة روسيّة ومن هزيمة أوكرانيّة في هذه الحرب، موضحاً أنّ الغرب يخشى أن تخسر روسيا الحرب، وفي الوقت نفسه لا يريد لأوكرانيا أن تخسرها، لأنّ انتصار أوكرانيا النهائي سيؤدّي إلى هزيمة روسيا، ولأنّ انتصار روسيا النهائي سيؤدّي إلى هزيمة أوكرانيا، لكنه لم يوضح الأسباب التي يراها وراء ذلك.

هجوم خاركيف

وأوضح أن بلاده تواجه عدة تحديات تمنعها من إحراز تقدم في الحرب مع روسيا، بدءاً بالهجوم الروسي الجديد على منطقة خاركيف (شمال شرق)، مروراً بمسألة المساعدات الغربيّة ونقص عديد القوّات، وصولاً إلى الهدنة الأولمبيّة ودعوة الصين إلى حضور قمّة للسلام. 

وأضاف زيلينسكي: "لقد أطلق الروس عمليّتهم، إذ يمكن أن تضمّ موجات عدّة. وهذه هي الموجة الأولى في منطقة خاركيف".

وأشار إلى أنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين 5 إلى 10 كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة، قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة، مضيفاً: "لقد أوقفناهم.. لن أقول إنّه نجاح روسي كبير، لكن علينا أن نقر بأنّهم هم من يتوغّلون في أرضنا، وليس العكس".

وأكّد زيلينسكي أنّ روسيا تريد مهاجمة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، على بُعد بضع عشرات الكيلومترات فقط من الجبهة، فيما شدّد على أنّ المعركة من أجل هذه المدينة، إذا حصلت، ستكون صعبة على الجيش الروسي. 

وقال: "إنّهم يريدون ذلك، يريدون الهجوم، لكنّهم يفهمون أنّها معركة شاقّة. إنّها مدينة كبيرة وهم يفهمون أنّ لدينا قوات وأنّها ستُقاتل لفترة طويلة. برأيي، هم لن يموتوا بالملايين من أجل الاستيلاء على خاركيف".

نقص السلاح والقوات

وقال زيلينسكي إنّ روسيا لا تملك الوسائل لشنّ هجوم جديد واسع النطاق على كييف، في وقت تشنّ موسكو هجوماً في شرق أوكرانيا وشمال شرقها.

وأضاف: "ليست لديهم القوّات اللازمة لشنّ هجوم واسع النطاق على العاصمة كما فعلوا في بداية الغزو"، مبدياً اعتقاده بأنّ دونباس وخاركيف تعدان هدفين رئيسيين للكرملين.

وذكر في هذا الصدد: "اليوم، لدينا 25% ممّا نحتاجه للدفاع عن أوكرانيا، أنا أتحدّث عن أنظمة الدفاع الجوّي، خاصّة أنظمة باتريوت الأميركيّة".

وتساءل: "هل يمكننا الحصول على ثلاثة مليارات من أجل حيازة نظامين باتريوت لمنطقة خاركيف، وهكذا لن تسقط قنابل على رؤوس جنودنا؟". 

أمّا بالنسبة إلى الطائرات المقاتلة من طراز F 16 والتي من المقرّر أن يصل بعضها إلى أوكرانيا هذا الصيف بمجرّد انتهاء تدريب الطيارين، فإنّ زيلينسكي يدعو إلى تسليم بلاده عدداً أكبر منها، خصوصاً أنّ أوكرانيا حدّدت لنفسها هدف استعادة السيطرة على أجوائها هذا العام. 

وقال الرئيس الأوكراني إنّ الطائرات المطلوبة، وعددها ما بين 120 و130، هي "من أجل الدفاع عن الأجواء في مواجهة 300 طائرة، وهو عدد الطائرات التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا"، مشدداً على الحاجة إلى هذا الأسطول المكوّن من هذا العدد من طائرات من أجل تحقيق تكافؤ.

وعلى الجانب الآخر، أقرّ زيلينسكي بأنّ ثمّة نقص في عديد القوات الأوكرانيّة وبأنّ هذا يؤثّر في معنويّات الجنود، في وقت يدخل قانون جديد للتعبئة حيّز التنفيذ، السبت، لتعزيز صفوف الجيش. 

وقال زيلينسكي: "علينا ملء الاحتياطات.. ثمّة عدد كبير من الألوية الفارغة. علينا أن نفعل ذلك حتى يتمكّن الرجال الموجودون في الخطوط الأماميّة من التناوب بشكل طبيعي. هذه هي الطريقة التي ستتحسّن بها الروح المعنويّة".

دور الصين

ودعا الصين إلى المشاركة في قمّة سلام حول أوكرانيا في سويسرا الشهر المقبل، لن تحضرها روسيا. 

وقال زيلينسكي: "أودّ أن أرى الصين تشارك في قمّة السلام. إن اللاعبين العالميّين على غرار الصين لديهم تأثير على روسيا"، معتبراً أنّه "كلّما زاد عدد هذه الدول إلى جانبنا، ستضطرّ روسيا للتعامل مع هذا الأمر".

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنّ القادة الصينيّين "يعيشون قليلاً مع شعور بأنّه إذا خسرت روسيا الحرب، فهي ليست خسارة لروسيا، وإنما انتصار للولايات المتحدة. بالنسبة لهم، ليس انتصاراً لأوكرانيا ولا خسارة لروسيا، بل إنّه انتصار للغرب. وهم يريدون إيجاد توازن بين الاثنين". 

وتابع: "الصين لها تأثير على روسيا لأنّ هناك اقتصاداً بين البلدين"، مشيراً إلى أنّ "الصين مهتمّة جداً بسوق الاتّحاد الأوروبي، والسوق الأوروبّية أولويّة بالنسبة لها، لكنّها لا تريد خسارة روسيا". 

وقالت الصين، في منتصف أبريل، إنّه لا يزال هناك "عمل كثير يتعيّن إنجازه" قبل عقد مؤتمر سلام تريد سويسرا تنظيمه يومي 15 و16 يونيو.

3 قضايا

وتطرق الرئيس الأوكراني إلى 3 قضايا سيجري التفاوض عليها في سويسرا ويمكن للدول الحاضرة أن تدعمها. الأولى تتعلّق بحرّية الملاحة في البحر الأسود، لحماية الأمن الغذائي العالمي من خلال السماح بصادرات الحبوب الأوكرانيّة.

أمّا المسألة الثانية فتتعلّق بالتوصّل إلى اتّفاق بشأن الدعوة إلى وقف الضربات على البُنية التحتيّة للطاقة. وتتمثّل المسألة الثالثة في أن يعود إلى أوكرانيا آلاف الأطفال الذين رحِّلوا إلى روسيا، وهو ما يُعتبر جريمة وفقا للمحكمة الجنائيّة الدوليّة التي أصدرت مذكرة توقيف بحقّ فلاديمير بوتين.

وقال زيلينسكي إنه "إذا وصلنا بنهاية القمة إلى هذه الإجراءات الثلاثة مع تأييد من غالبية الدول (حول العالم لها)، فإن هذا يعني أن روسيا لن تكون قادرة بعد الآن على عرقلتها".

وتطرق زيلينسكي إلى "الهدنة" مع روسيا، التي طرح فكرتها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طوال مدّة أولمبياد باريس.

وقال: "لقد قلتُ: إيمانويل، نحن لا نصدّق ذلك. فلنتخيّل للحظة أنّ هناك وقفاً لإطلاق النار، أولاً، نحن لا نثق في فلاديمير بوتين. ثانياً، هو لن يسحب قواته. ثالثاً، أخبِرْني إيمانويل، مَن الذي يضمن أنّ روسيا لن تستغل ذلك لإرسال قواتها إلى أراضينا".

ورفض الرئيس الأوكراني هدنة من شأنها أن "تصبّ في مصلحة العدوّ".

تصنيفات

قصص قد تهمك