بكين تستضيف قمة "عربية صينية" جديدة في 2026.. وشي: نسعى لإطار اقتصادي "أكثر توازناً"

المنتدى العربي الصيني.. 5 معادلات استراتيجية للتعاون ودعوة إلى مؤتمر دولي للسلام

الرئيس الصيني شي جين بينج يتوسط القادة العرب والوزراء المشاركين بالمنتدى العربي الصيني في بكين. 30 مايو 2024 - Reuters
الرئيس الصيني شي جين بينج يتوسط القادة العرب والوزراء المشاركين بالمنتدى العربي الصيني في بكين. 30 مايو 2024 - Reuters
بكين/ دبي -الشرقوكالات

دعا الرئيس الصيني شي جين بينج، الخميس، إلى عقد مؤتمر سلام دولي "واسع النطاق" لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، محذراً من أن "العدالة في الشرق الأوسط لا يمكن أن تغيب للأبد"، وذلك خلال افتتاح منتدى التعاون الصيني العربي في بكين بهدف تعميق العلاقات مع دول المنطقة، إذ أكد أن بلاده والدول العربية "سيبنيان إطاراً أكثر توازناً للعلاقات الاقتصادية والتجارية التي تعود بالنفع على الجانبين"، محدداً ما وصفه بـ"5 معادلات للتعاون" بين بيكن والدول العربية.

وقال شي أمام قادة 4 دول عربية في بكين، إذ جدد دعمه لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إن "الشرق الأوسط أرض تتمتع بآفاق واسعة للتنمية (...) لا ينبغي للعدالة أن تغيب إلى الأبد"، داعياً إلى عقد "مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقاً وأكثر موثوقية وفعالية".

وتصدرت الحرب الإسرائيلية على غزة وتعزيز أفق التعاون بين الصين والدول العربية، ملفات المنتدى الوزاري "الصيني العربي" الذي تستضيفه بكين، الخميس. 

وأعلن شي جين بينج، تبرع بلاده بثلاثة ملايين دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لدعم تقديم المساعدات الإنسانية الملحة لغزة، إضافة 500 مليون يوان إضافية للمساعدة في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع ودعم إعادة الإعمار.

وأضاف الرئيس الصيني: "بكين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق".

مجالات التعاون العربي الصيني

وتابع: "الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات".

وعبر الرئيس الصيني في كلمته عن "إحساسه العميق بالألفة" مع الدول العربية، قائلاً: في كلمته "كل مرة ألتقي فيها بأصدقائنا العرب، أشعر بإحساس عميق بالألفة". وأضاف أن "الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم".

وأعرب شي جين بينج، الخميس، في المنتدى الذي يشارك فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس التونسي قيس سعيد، عن استعداد بكين لبناء علاقات صينية عربية "تكون أساساً للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين"، بالإضافة إلى تعميق التعاون.

كما أكد الرئيس الصيني، حرص بكين على "التضامن والتآزر مع الجانب العربي لبناء العلاقات الصينية العربية كنموذج يحتذى به لصيانة السلام والاستقرار في العالم". وأضاف: "في العالم المضطرب الذي نعيش فيه، الاحترام المتبادل هو السبيل لتحقيق التعايش المتناغم، والإنصاف والعدالة هما الأسس للأمن الدائم".

وبشأن ما وصفه بـ"القضايا الساخنة"، أعرب شي عن استعداد بكين للعمل مع الجانب العربي على "إيجاد حلول تسهم في الحفاظ على الإنصاف والعدالة وتحقيق الأمن والأمان الدائمين، على أساس احترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام الخيارات المستقلة لشعوب العالم واحترام الواقع الموضوعي الذي تم تشكيله في التاريخ".

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدوره، شدد على دعوة المجتمع الدولي إلى ضمان عدم تهجير الفلسطينيين "قسراً" من قطاع غزة.

وقال السيسي: "أطالب المجتمع الدولي بالعمل دون إبطاء على النفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية والتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم".

من جانبه، قال الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد: "ندعو إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".

استعداد بحريني لاستضافة مؤتمر السلام

ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، شدد خلال كلمته في المنتدى، على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للاعتراف الدولي الكامل بفلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وقال: "انطلاقاً من مسؤولية رئاستنا للقمة العربية، في دورتها الحالية، سنسعى جاهدين من أجل تنسيق المواقف وحشد الدعم اللازم لهدف السلام الدائم، وندعو بهذا الخصوص، إلى سرعة انعقاد مؤتمر دولي للسلام، لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته الوطنية".

وأضاف: "أبدت البحرين استعدادها لاستضافة هذا المؤتمر الهام، كما أنها لن تدخر أي جهد لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، والدفاع عن حقهم في الحياة الكريمة الذي كفلته القوانين الدولية".

قمة عربية صينية في بكين 2026

وعن التعاون مع الدول العربية، أعلن الرئيس الصيني، استضافة القمة الثانية بين الصين والدول العربية في عام 2026، قائلاً إن بلاده والدول العربية سيبنيان "إطاراً أكثر توازناً للعلاقات الاقتصادية والتجارية التي تعود بالنفع على الجانبين".

وأضاف: "بكين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق، كما أننا مستعدون لتوسيع استيراد المنتجات الزراعية. سنواصل تنفيذ مشاريع تعاون تنموية بقيمة إجمالية تصل إلى 3 مليارات يوان (نحو 414 مليون دولار)".

وتابع: "تدعم الصين مشاركة شركات الطاقة ومؤسساتها المالية في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية بقدرة إجمالية مركبة تتجاوز 3 ملايين كيلووات".

وقال في هذا الصدد: "ترتقي العلاقات الصينية العربية إلى مستويات جديدة بشكل متواصل في القرن الجديد، ففي ديسمبر 2022، حضرتُ القمة الصينية العربية الأولى في العاصمة السعودية الرياض، حيث اتفقتُ مع الأصدقاء العرب على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد".

وتابع: "يسجل الجانب الصيني ارتياحه لمدى تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، مستعداً للعمل مع الجانب العربي على تفعيل الدور القيادي الاستراتيجي للقمة، بما يحقق طفرات متتالية للعلاقات الصينية العربية. أعلن أن الجانب الصيني سيستضيف القمة الصينية العربية الثانية في بكين في عام 2026، وأثق بأن القمة القادمة ستكون معلماً آخر للعلاقات الصينية العربية".

وأردف: "خلال القمة الصينية العربية الأولى، طرحتُ (الأعمال الثمانية المشتركة) لتدعيم التعاون العملي الصيني العربي، وعلى مدى أكثر من سنة وبفضل الجهود المشتركة من الجانبين، وقعت الصين مع جميع الدول العربية على وثائق التعاون بشأن بناء الحزام والطريق، وأحرز التعاون في مجال البحث والتطوير التكنولوجي ونقل التقنية تقدمات جديدة، وارتفع التعاون الاقتصادي والتجاري والطاقوي إلى مستوى جديد، وتطور التعاون في مجالات الأمن الغذائي والابتكار الأخضر والصحة على نحو أعمق وأكثر عملية. في المرحلة القادمة، يحرص الجانب الصيني على التعاون مع الجانب العربي لبناء (المعادلات الخمس للتعاون) على هذا الأساس، بغية تسريع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك".

وحدد الرئيس الصيني، خلال كلمته أمام المنتدى الوزاري العربي الصيني، ما وصفه بـ"5 معادلات" لمجالات التعاون بين الصين والدول العربية. 

5 معادلات للتعاون الصيني العربي

1. معادلة "أكثر حيوية" للتعاون المدفوع بالابتكار.

سيتعاون الجانب الصيني مع الجانب العربي في بناء 10 مختبرات مشتركة في مجالات تشمل بما فيها الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والزراعة الحديثة والمعلومات الفضائية؛ ويحرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع الجانب العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، للعمل سوياً على تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تمكين الاقتصاد الحقيقي، والدفع بتكوين نظام الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والذي يقوم على توافقات واسعة النطاق. ويحرص الجانب الصيني على التعاون مع الجانب العربي في بناء مركز مشترك لرصد الحطام الفضائي ومركز للتعاون والتطوير لتطبيقات نظام بيدو، وتعزيز التعاون في مجالي الفضاء المأهول والطائرات المدنية. 

2. معادلة "أكبر حجماً" للتعاون الاستثماري والمالي.

يحرص الجانب الصيني على إنشاء منتدى التعاون القطاعي والاستثماري مع الجانب العربي، ومواصلة دفع زيادة عضوية لرابطة المصارف الصينية العربية، وتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات التعاون في إطار القروض الخاصة لدفع العملية الصناعية في الشرق الأوسط والقروض الخاصة لدفع التعاون المالي بين الصين والدول العربية". 

كما يدعم الجانب الصيني تعزيز التعاون بين المؤسسات المالية للجانبين، ويرحب بالدول العربية لإصدار "سندات الباندا" في الصين، ويرحب بالمؤسسات المصرفية العربية للانضمام إلى نظام المدفوعات بين البنوك عبر الحدود (CIPS)، ويحرص على تعميق التواصل والتعاون مع الجانب العربي في مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية.

3. معادلة "أكثر تكاملاً" للتعاون في مجال الطاقة.

سيواصل الجانب الصيني تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجال النفط والغاز، لربط أمن التموين بأمن السوق، يحرص الجانب الصيني على التعاون مع الجانب العربي في البحث والتطوير لتقنيات الطاقة الجديدة وإنتاج المعدات المعنية لها. سيدعم الجانب الصيني شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الدول العربية للطاقة المتجددة التي تتجاوز إجمالي قدرتها المركبة 3000 ميجاوات.

4.معادلة "أكثر توازناً" للتعاون الاقتصادي والتجاري المتبادل المنفعة.

سيواصل الجانب الصيني العمل بنشاط على تنفيذ مشاريع التعاون الإنمائي التي تبلغ قيمتها 3 مليارات يوان بعملة الرنمينبي؛ ويحرص على تسريع وتيرة المفاوضات مع الجانب العربي حول اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية، وتعزيز بناء آلية الحوار للتعاون في التجارة الإلكترونية. يرحب الجانب الصيني بالمشاركة العربية النشطة في معرض الصين الدولي للاستيراد، ويحرص على زيادة استيراد المنتجات غير الطاقوية وخاصة المنتجات الزراعية والغذائية من الجانب العربي.

5. معادلة "أوسع أبعاداً" للتواصل الثقافي والشعبي

يحرص الجانب الصيني على إنشاء "المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية"، وزيادة الحجم والتأثير لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وتسريع وتيرة بناء منصات مثل الرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية ومنتدى تنمية الشباب الصيني العربي والرابطة الصينية العربية للجامعات ومركز الدراسات الصيني العربي للتعاون الثقافي والسياحي.

وسيدعو الجانب الصيني 200 مسؤول من الأحزاب السياسية العربية كل عام لزيارة الصين، ويبذل جهوداً مع الجانب العربي في وصول العدد الإجمالي للسياح المتوجهين إلى الطرف الآخر في غضون السنوات الخمس المقبلة إلى 10 ملايين سائح.

تصنيفات

قصص قد تهمك