استهداف أوكرانيا لأنظمة "الإنذار النووي" الروسية يثير مخاوف واشنطن

جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرة بالقرب من الخطوط الأمامية للقوات الروسية في منطقة زاباروجيا. 26 مايو 2024 - REUTERS
جندي أوكراني يطلق طائرة مسيرة بالقرب من الخطوط الأمامية للقوات الروسية في منطقة زاباروجيا. 26 مايو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

نفّذت أوكرانيا سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة داخل روسيا، بما في ذلك واحدة من الضربات طويلة المدى التي استهدفت محطات الرادار التي تستخدمها موسكو كأنظمة إنذار نووي مبكر، ما أثار مخاوف أميركية من إمكانية أن يضر ذلك بالاستقرار الإستراتيجي مع روسيا.

وقال مسؤول استخباراتي أوكراني في تصريحات أوردتها "نيويورك تايمز"، إن أوكرانيا قصفت، الاثنين، محطة رادار بالقرب من الحدود مع كازاخستان، على بعد أكثر من 1100 ميل. وذكر خبراء أوكرانيون أن المنشأة استخدمت لرصد التهديدات الصاروخية القادمة من آسيا.

وأفاد حاكم منطقة كراسنودار الروسية، بأن طائرة أوكرانية بدون طيار سقطت في السماء فوق بلدة أرمافير، التي تضم محطتي رادار.

واستخدمت أوكرانيا طائراتها المسيرة وصواريخها لتنفيذ هذه الضربات، لكنها تأتي في الوقت الذي وجه فيه المسؤولون في كييف نداءات عاجلة إلى الولايات المتحدة للسماح باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب أهداف داخل روسيا.

وقاومت إدارة بايدن هذه النداءات لأسابيع خوفاً من الانجرار إلى حرب أوسع نطاقاً، لكنها وافقت الآن على السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها داخل روسيا، ولكن فقط ضد المواقع العسكرية المستخدمة لمهاجمة منطقة خاركيف.

"لا دور لهذه المحطات في دعم الحرب على أوكرانيا"

وأثارت الضربات على أنظمة الرادار قلق المسؤولين الأميركيين بشأن إمكانية تصعيد الحرب، وفقاً لما ذكره مسؤول كبير في إدارة بايدن لـ"نيويورك تايمز".

وقال المسؤول إن الإدارة الأميركية نقلت قلقها هذا الأسبوع إلى أوكرانيا بشأن الضربات الأخيرة التي نفذتها كييف بطائرات مسيرة وصواريخ ضد 3 محطات رادار للإنذار المبكر النووي على الأقل داخل روسيا في الأسبوعين الماضيين.

وأظهرت صور أقمار صناعية تحققت منها "نيويورك تايمز"، الأضرار التي لحقت بمحطة الرادار، الاثنين، والتي لم تكن موجودة في اليوم السابق. وتظهر الصور الضرر الذي لحق بالمحطة، بما في ذلك في منتصف نظام الرادار نفسه.

وقال مسؤول أميركي لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق بشأن الضربات الأخيرة التي نفذتها أوكرانيا ضد مواقع الإنذار المبكر للصواريخ الباليستية الروسية". 

وقال المسؤول الأميركي للصحيفة إن "هذه المواقع المستهدفة لم يكن لها دور في دعم الحرب الروسية على أوكرانيا"، قبل أن يضيف: "ولكنها مواقع حساسة لأنها تمكن روسيا من أن تدرك أن قدرات الردع الاستراتيجي لديها مستهدفة، ما قد يقوض قدرتها على الحفاظ على الردع النووي ضد الولايات المتحدة".  

رغم ذلك، قال مسؤول أوكراني مطلع لـ "واشنطن بوست" إن روسيا استخدمت مواقع أجهزة الرادار لمراقبة الأنشطة العسكرية الأوكرانية، وبخاصة استخدام كييف للأسلحة الجوية، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ.  

وأكد المسؤول الأوكراني، الذي تحدث إلى الصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشته أموراً أمنية حساسة، أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية "مسؤولة عن هذه الضربات". 

الاستقرار الإستراتيجي

وقال المسؤول الأميركي لـ"واشنطن بوست"، إنه إذا أعاقت الهجمات الأوكرانية قدرات الإنذار المبكر الروسية، ولو بشكل جزئي، فإن ذلك قد يضر بالاستقرار الإستراتيجي في العلاقة بين واشنطن وموسكو.  

وأضاف أن "روسيا قد تعتقد أن قدرتها على الرصد المبكر لما يُحاك ضدها من أنشطة نووية قد تضاءلت، ما قد يصبح مشكلة بعد ذلك".  

وتابع: "يجب أن يكون واضحاً للجميع أنه لا توجد نية على الإطلاق (من قبل الولايات المتحدة) لاستخدام أسلحة نووية ضد روسيا. ولكن هناك مخاوف بطبيعة الحال بشأن كيفية فهم روسيا لاستهداف قدراتها على الردع وتصورها لمهاجمة أنظمة الإنذار المبكر لديها". 

وكانت واشنطن قد اعترضت على استهداف المسيرات الأوكرانية مصافي النفط داخل روسيا، وهو الطلب الذي جاء مباشرة من نائبة الرئيس هاريس للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير، وفقاً لمسؤولين مطلعين على الأمر.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن هذه الضربات ستؤدي إلى رفع أسعار الطاقة العالمية ودفع روسيا إلى رد فعل انتقامي عدواني داخل أوكرانيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك