صعود اليمين المتطرف يهدد مكتسبات المهاجرين في إيرلندا

اثنان من المارة يسيران أمام مركز زوار "تجربة أوروبا" في دبلن والذي يعلن عن انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في 7 يونيو. 21 مايو 2024 - AFP
اثنان من المارة يسيران أمام مركز زوار "تجربة أوروبا" في دبلن والذي يعلن عن انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في 7 يونيو. 21 مايو 2024 - AFP
دبي -الشرق

مع اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية التي سيتم إجراؤها في الفترة بين 4 و9 يونيو الجاري، اشتد الانقسام السياسي في إيرلندا بشأن مشكلات الهجرة واللجوء، باعتبارها واحدة من القضايا التي تشغل أذهان الناخبين، خصوصاً في ظل صعود قوى اليمين المتطرف والمستقلين الذين يرفضون المهاجرين.

وأظهر استطلاع للرأي أُجري السبت، أن 23% من الناخبين يعتزمون التصويت للمستقلين، مما يشير إلى أن حزب المعارضة الرئيسي "شين فين" يفقد الدعم أمام المرشحين الذين لديهم وجهات نظر مُناهضة للهجرة، وفق "بلومبرغ".

ورغم أن الطبيعة المثيرة للانقسام السياسي التي تتسم بها نقاشات الهجرة كانت واضحة خلال المناظرات التلفزيونية بين المرشحين للبرلمان الأوروبي، فقد ظهرت أيضاً استجابة "عنيفة للغاية"، إذ أفادت الأحزاب السياسية بـ"زيادة التهديدات والإساءات، ذات الطبيعة العنصرية ضد المرشحين".

ويُظهر أحد مقاطع الفيديو التي انتشر بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، تعرض لينكوينستار ماتاثيل ماثيو، وهو مرشح في الانتخابات المحلية في شمال دبلن، من أصول هندية ويعيش في إيرلندا منذ 20 عاماً، للإساءة، كما أزيلت ملصقاته الانتخابية من قبل مجهولين.

وأثار الفيديو إدانة رئيس الوزراء سيمون هاريس، الذي استنكر أولئك الذين يحاولون خلق "الخوف والإذلال والقلق".

إيواء المهاجرين

وألقت عضو حزب الخضر في مجلس مدينة دبلن والمرشحة للانتخابات الأوروبية، هازل تشو، باللوم على قلة قليلة في إثارة المخاوف. وقالت: "هؤلاء الأشخاص يذهبون إلى مناطق مسلحين بمعلومات مضللة ويستخدمونها عمداً"، وقالت: "إنهم يعرفون أن هناك حلولاً وسط".

وحسبما ترى "بلومبرغ"، فإن المشاعر المناهضة للهجرة، والتي تغذيها مواقع التواصل الاجتماعي، قد شوهدت لأول مرة في أعمال الشغب التي اندلعت في دبلن في نوفمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، كان هناك عدداً متزايداً من هجمات الحرق المتعمد والاحتجاجات، التي تحول بعضها إلى أعمال عنف، ضد أماكن الإقامة المخصصة لطالبي اللجوء، بينما تسعى الحكومة جاهدة للعثور على سكن للوافدين الجدد.

وخلال الحملة الانتخابية، حققت الشرطة في عدد من حوادث الانتهاكات العنصرية ضد المرشحين. واستهدف المتظاهرون منازل السياسيين، بما في ذلك وزير الاندماج رودريك أوجورمان.

لكن على الرغم من هذه المخاوف، فإن أكثر من 100 مرشح من أصول وخلفيات مهاجرة يخوضون الانتخابات، وفقاً لمجلس المهاجرين الإيرلندي. وهذا يسلط الضوء على التغير الجذري في التركيبة السكانية الإيرلندية في العقود الأخيرة من مجتمع كاثوليكي متجانس قبل عقدين من الزمن فقط.

وقال المرشح من أصول هندية ماتاثيل ماثيو لصحيفة "آيريش تايمز"، إن الإساءات التي تلقاها لن تمنعه ​​من الترشح للانتخابات المحلية، وأعرب عن امتنانه للدعم الذي تلقاه.

خطاب يميني

وفي حين أدان الساسة في إيرلندا، هذه الانتهاكات، ومع اقتراب موعد الانتخابات الوطنية، تتصارع كافة الأحزاب بشأن كيفية التعامل مع قضية الهجرة.

وشددت الأحزاب في الائتلاف الحاكم، مواقفها، وبدأ المزيد من الخطاب اليميني يتسرب إلى الخطاب السياسي الأوسع.

وقالت المرشحة للانتخابات الأوروبية تشو: "إيرلندا ليست ممتلئة، إيرلندا لديها فرص عمل. هل لدى إيرلندا ما يكفي من السكن؟ لا، ولكن هل هذا بسبب أن اللاجئين أو طالبي اللجوء يأخذون منازلهم؟ لا.

في حين أن إيرلندا كان لها تقليدياً موقفاً إيجابياً تجاه الهجرة؛ نظراً لتاريخها الخاص وتجاربها، فإن الحكومة تكافح من أجل إيواء المهاجرين واللاجئين وسط أزمة سكن كبيرة وزيادة في الهجرة.

واستقبلت إيرلندا أكثر من 100 ألف لاجئ أوكراني منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. بالإضافة إلى ذلك، تواجه إيرلندا قفزة في عدد المهاجرين الذين يدخلون البلاد عبر "بحر المانش".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء الجديد سيمون هاريس عن خفض المزايا المقدمة للاجئين الأوكرانيين، بعد أن خفض في مارس المدفوعات للوافدين الجدد من 232 يورو في الأسبوع إلى 38.80 يورو.

تصنيفات

قصص قد تهمك