رحب مسؤولون في حركة "حماس" خلال تصريحات لـ "الشرق"، الثلاثاء، بخريطة الطريق التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء حرب غزة المستمرة منذ 8 أشهر، فيما أبدوا تمسكهم بالورقة الأخيرة التي قُدمت لهم، خلال المفاوضات، في 6 مايو الماضي.
وطالب مسؤولو "حماس" الوسطاء بـ"وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية من أجل البدء في مباحثات جادة بشأن تطبيق الورقة والخطة"، إذ لفتت الحركة سابقاً إلى أنها تنظر بـ"إيجابية" إلى الخطوط العريضة التي أعلنها بايدن.
بدورها، أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، استعداد إسرائيل للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، الذي أعلنه الرئيس الأميركي، وأنها "تثق تماماً في ذلك".
وكان بايدن عرض، الجمعة، مقترحاً، وقال إنه يتضمن 3 مراحل لإنهاء الحرب على غزة، الأولى مدتها 6 أسابيع، وتشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة وتبادل أولي المحتجزين والمعتقلين.
وتشهد المرحلة الثانية إجراء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل "وقف دائم لإطلاق النار"، على أن تستمر الهدنة ما دامت المحادثات مستمرة.
لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سارع إلى التأكيد على أن إسرائيل ستمضي في الحرب حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك إنهاء "حماس" كقوة عسكرية وسياسية، فيما أضاف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الاثنين، أن رئيس الوزراء يعتبر الخطة التي طرحها بايدن "غير مكتملة".
ويرفض شركاء نتنياهو اليمينيون في الائتلاف الحكومي ما طرحه بايدن باسم إسرائيل، إذ قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، السبت: "لقد تحدثت للتو مع رئيس الوزراء، وأوضحت له أننا لن يكون لنا أي دور في حكومة توافق على الخطوط العريضة المقترحة، وتنهي الحرب دون تدمير حماس".
مبادئ اتفاق "إسرائيلي - فلسطيني"
وفي الأسابيع والأشهر الماضية، عُقدت سلسلة من الاجتماعات في القاهرة والدوحة وباريس بين مسؤولين أمنيين مصريين وقطريين وإسرائيليين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، لإنجاز اتفاق إطاري لإنهاء حرب غزة.
وفي 5 مايو الماضي، تم إنجاز مسودة أخيرة للاتفاق، على نصها الكامل، وقد أبلغت "حماس" القاهرة والدوحة موافقتها عليه، لكن نتنياهو رفض ذلك، وواصل الهجوم على رفح المكتظة بالنازحين، جنوبي غزة على حدود مصر.
ويهدف الاتفاق، حسب نصه، إلى "إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة من مدنيين وجنود، سواء كانوا على قيد الحياة أم غير ذلك، ومن جميع الفترات والأزمنة مقابل أعداد من الأسرى في السجون الإسرائيلية يتم الاتفاق عليها، والعودة إلى الهدوء المستدام وبما يحقق وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإعادة الإعمار".
اتفاق من 3 مراحل
وبحسب المسودة، فإنه خلال المرحلة الأولى، تطلق "حماس" سراح 33 من المحتجزين الإسرائيليين، سواء كانوا أحياء أو جثامين، من نساء سواء كن مدنيات أو مجندات، وأطفال دون 19 عاماً من غير الجنود، وكبار السن، فوق 50 عاماً، والمرضى والجرحى المدنيين، مقابل أعداد من الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية".
وتفصل المسودة تفاصيل الصفقة المحتملة، بحيث تطلق "حماس" سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من النساء المدنيات والأطفال، على أن تطلق إسرائيل سراح 30 من الأطفال والنساء مقابل كل محتجز أو محتجزة يتم إطلاق سراحهم، بناء على قوائم تقدمها "حماس" حسب الأقدم اعتقالاً.
كما تطلق "حماس" سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء كبار السن والمرضى والجرحى المدنيين، على أن تطلق إسرائيل سراح 30 أسيراً من كبار السن والمرضى مقابل كل محتجزة إسرائيلية بناء على قوائم تقدمها "حماس" حسب الأقدم اعتقالاً.
وإذ تطلق "حماس" سراح جميع المجندات الإسرائيليات اللواتي على قيد الحياة، تطلق إسرائيل سراح 50 أسيراً من سجونها مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها (30 مؤبداً، 20 من ذوي الأحكام)، بناء على قوائم تقدمها "حماس".
في المقابل، تطلق إسرائيل سراح العدد المتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفق القوائم التي ستقدمها "حماس".
وفي اليوم السابع، تقدم "حماس" معلومات عن أعداد المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم في هذه المرحلة. وفي اليوم الـ22، تطلق إسرائيل سراح جميع أسرى صفقة جلعاد شاليط الذين أعادت اعتقالهم.
يذكر أنه في نهاية 2011 أطلقت إسرائيل 1027 فلسطينيا مقابل إطلاق "حماس" سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان قد أُسر في 2006.
وتقول مسودة مايو الماضي، إنه "في حال لم يصل عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء المقرر الإفراج عنهم إلى العدد 33، يُستكمل العدد من الجثامين من الفئات نفسها لهذه المرحلة. وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح جميع من تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر 2023 من النساء والأطفال على أن يتم ذلك في الأسبوع الخامس من هذه المرحلة".
وتشير المسودة إلى أن عملية التبادل "ترتبط بمدى الالتزام ببنود الاتفاق، بما فيها إيقاف العمليات العسكرية المتبادلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وعودة النازحين ودخول المساعدات الإنسانية". وتضيف أنه "بما لا يتجاوز اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، يتم البدء في مباحثات غير مباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من هذا الاتفاق فيما يتعلق بمفاتيح تبادل الأسرى والمحتجزين من الطرفين (الجنود وما بقي من الرجال)، على أن يتم الانتهاء والاتفاق عليها قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة".
كما تتضمن قيام الأمم المتحدة ووكالاتها بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، بتقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة، إضافة إلى البدء بإعادة تأهيل البنية التحتية، الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق، في جميع مناطق قطاع غزة، وتسهيل إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لاستيعاب وإيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب، أي ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت و200 ألف خيمة.
كما تشمل سفر 50 "عنصراً عسكرياً" جريحاً من الفصائل الفلسطينية، للسفر عبر معبر رفح لتلقي العلاج "وزيادة أعداد المسافرين والمرضى والجرحى من خلال معبر رفح ورفع القيود عن المسافرين وعودة حركة البضائع والتجارة دون قيود"، إضافة إلى البدء في الترتيبات والخطط اللازمة لعملية إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية "بإشراف عدد من الدول والمنظمات من ضمنها مصر وقطر والأمم المتحدة".
وتستمر المرحلة الثانية أيضاً 42 يوماً، وتشمل "الإعلان عن عودة الهدوء المستدام، ووقف العمليات العسكرية والعدائية"، وبدء سريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين، أي جميع من تبقى من الرجال الإسرائيليين، المدنيين والجنود، الموجودين على قيد الحياة، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية، ومن المعتقلين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة.
وفي المرحلة الثالثة، التي تستمر 42 يوماً، يتم "تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول لهم والتعرف عليهم، والبدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة من 3 إلى 5 سنوات بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وتعويض المتضررين كافة، بإشراف عدد من الدول والمنظمات منها مصر وقطر والأمم المتحدة"، إضافة إلى "إنهاء الحصار الكامل عن قطاع غزة".