عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، عن اعتقاده بوجود "كل الأسباب" التي ترجح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتعمد إطالة أمد الحرب على قطاع غزة "من أجل أسباب سياسية تخصه"، في حين رأى أن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب في القطاع "أمر غير مؤكد"، فيما اعتبرت تل أبيب تلك التصريحات بأنها "ليست من الأعراف الدبلوماسية لأي دولة ذات تفكير سليم".
وقال بايدن رداً على سؤال مجلة "تايم" الأميركية، عما إذا كان نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل استمراريته السياسية: "هناك كل الأسباب التي تجعل الناس يتوصلون إلى هذا الاستنتاج"، مشيراً إلى أنه قبل حرب غزة تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي "رد فعل سلبي من الجيش بعد أن أبدى رغبته في تغيير الدستور والمحكمة، وبالتالي، فهناك جدل داخلي يبدو أنه ليس له أي أثر، ومن الصعب القول ما إذا كان سيغير موقفه أم لا، لكن ذلك لم يكن مفيداً".
واعتبر بايدن أن مسألة "الانتقال إلى حل الدولتين" هي "أكبر خلافاته" مع نتنياهو، لافتاً إلى أن إسرائيل مارست سلوكاً "غير لائق" خلال الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي.
وذكر أنه حذر إسرائيل من ارتكاب الخطأ الذي وقعت فيه الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي أدت إلى "حروب لا نهاية لها"، قائلاً: "إنهم يرتكبون هذا الخطأ".
وأضاف: "خيبة أملي الكبيرة تجاه نتنياهو تتعلق بما سيحصل بعد انتهاء حرب غزة، وما الوضع الذي ستعود إليه؟، وهل تدخلها القوات الإسرائيلية؟"، وأردف: "الجواب هو أنه إذا كانت هذه هي الحالة، فإن الأمر لن ينجح".
وفي سؤاله عن الاتفاقيات المتعددة الأجزاء في المنطقة، وما إذا كان نتنياهو العقبة الوحيدة أمام تحقيق ذلك، أجاب بايدن: "يجب أن أكون حذراً، لأنك ستنشر هذه المقالة وأنا سأكون حينها بصدد التفاوض بشأن الكثير"، لكنه قال: "أعتقد أن هناك طريقاً واضحاً للانتقال حيث توفر الدول العربية الأمن، وإعادة الإعمار في غزة، مقابل التزام طويل الأمد بالانتقال إلى حل الدولتين".
وتابع: "هذا يشمل المملكة العربية السعودية، التي أواصل أنا وفريقي المحادثات معها، إضافة إلى الأردنيين الذين يحاولون تقديم البضائع وسلع معينة مثل الغذاء والدواء وغيرها"، لافتاً إلى أنه تحدث مع المصريين "بشكل متكرر بشأن وصول المزيد من المواد إلى غزة من أجل منع استمرار هذه الكارثة".
"نتنياهو يتعرض لضغوط"
وأعرب بايدن للمجلة الأميركية عن اعتقاده بأن "بعض المحتجزين الأميركيين لدى حركة (حماس) لا يزالون على قيد الحياة"، لكنه شدد على أنه "ليس هناك دليل نهائي بشأن من هو على قيد الحياة، ومن ليس كذلك"، كما حمّل الحركة مسؤولية عدم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع تل أبيب.
وأوضح الرئيس الأميركي أن "العرض الأخير الذي قدمته إسرائيل كان سخياً للغاية فيما يتعلق (بالأشخاص) الذي يرغبون في إطلاق سراحهم، وما الذي سيقدمونه في المقابل"، موضحاً أن نتنياهو "يتعرض لضغوط كبيرة بسبب المحتجزين، ولذا فهو مستعد لفعل أي شيء لاستعادتهم".
وبشأن "الاتفاق المنتظر" بين الولايات المتحدة والسعودية، اعتبر الرئيس الأميركي، أن الاتفاق مع السعودية يصب في مصلحة واشنطن.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر عند سؤاله عن المقابلة، إن "إدلاء بايدن بمثل هذه التصريحات عن نتنياهو ليس من الأعراف الدبلوماسية لأي دولة ذات تفكير سليم"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
حلفاء واشنطن
وكان دونالد ترمب، الرئيس الأميركي السابق والمنافس المحتمل لبايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة خلال نوفمبر المقبل، دعا إلى سحب القوات الأميركية من أوروبا وآسيا، كما تعهد في مناسبات عدة، كان آخرها مقابلة مع "التايم" في أبريل الماضي، بالتخلي عن أقرب الحلفاء إذا لم يفعلوا ما يطلبه منهم، إذ رأى أن "جميع الدول غير جديرة بالثقة".
وذكرت "التايم" أن الأحداث اختبرت رؤية بايدن الخاصة بالقيادة الأميركية للعالم خلال الأشهر الأربعين التي قضاها في منصبه، وأن التحالفات لم تكن كافية لتحقيق النصر في حرب أوروبية جديدة في أوكرانيا.
ولفتت المجلة إلى أن قوة الولايات المتحدة ونفوذها لم يمنعا وقوع كارثة إنسانية في الشرق الأوسط، والتي شهدت مزاعم بارتكاب جرائم حرب.
ولطالما كان الدفاع عن أوكرانيا ضد الغزو الروسي في صلب السياسة الخارجية لبايدن، واعتبر الرئيس نفسه في وضع أفضل من ترمب لمواصلة ذلك في ولاية ثانية، كما رأى أن الجيش الروسي "أُهلك"، معتبراً أن "السلام يعني ضمان ألا تحتل روسيا أوكرانيا أبداً، أبداً".
كذلك، وجه انتقادات لسلفه الجمهوري الذي هدد بالتخلي عن تحالفات أميركية قديمة، وأجرى اتصالات مع عدد من القادة خلال عهده، فيما قال بايدن: "جميع الأشرار يؤيدون ترمب".