نتنياهو يلقي خطاباً أمام الكونجرس في يوليو وسط خلافات جمهورية ديمقراطية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزور قاعدة بلماحيم الجوية. 5 يوليو 2023 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يزور قاعدة بلماحيم الجوية. 5 يوليو 2023 - REUTERS
دبي/ واشنطن -الشرقوكالات

قال أعضاء جمهوريون بالكونجرس في الولايات المتحدة، الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سيعرض الحقيقة" بشأن الحرب المستمرة منذ 8 أشهر على قطاع غزة، في كلمة مقررة أمام الكونجرس الأميركي في 24 يوليو المقبل خلال زيارته لواشنطن، بينما أثارت تلك الكلمة خلافات بين أعضاء الكونجرس بمجلسيه، إذ أعلن عدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون مقاطعة الكلمة. 

وأوضح رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في بيان، أن نتنياهو "سيتحدث أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ".

وأضافا في بيان أوردته شبكة CBS News أن "الاجتماع بين الحزبين والمجلسين يرمز إلى العلاقة الدائمة بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيوفر لنتنياهو الفرصة لمشاركة رؤية الحكومة الإسرائيلية للدفاع عن ديمقراطيتها ومكافحة الإرهاب وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة".

وجاء في نصّ الدعوة: "إننا ننضم إلى دولة إسرائيل في كفاحكم ضد الإرهاب، وبخاصة أنّ حركة حماس تواصل احتجاز مواطنين أميركيين وإسرائيليين رهائن وقادتها يعرّضون الاستقرار الإقليمي للخطر".

وكان كبار الزعماء الأربعة في مجلسي النواب والشيوخ قد وجهوا دعوة رسمية لنتنياهو الأسبوع الماضي "لمشاركة رؤية الحكومة الإسرائيلية في الدفاع عن الديمقراطية ومكافحة الإرهاب وإرساء سلام عادل ودائم في المنطقة".

ووقع كل من جونسون وماكونيل إلى جانب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر وعضو مجلس النواب حكيم جيفريز على الدعوة.

انقسامات حزبية

ويأتي قرار دعوة نتنياهو، وسط انقسامات سياسية عميقة بشأن الحرب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إذ كان الجمهوريون واضحين في دعمهم لنتنياهو، في حين انقسم الديمقراطيون بشأن تقديم المزيد من الدعم للحليف القديم.

كما تأتي الزيارة وسط توتر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي جو بايدن، الذي دعم الحملة الإسرائيلية على غزة، لكنه انتقد في الآونة الأخيرة أساليبها، وحجب إرسال بعض الأسلحة، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الطرفان سيجتمعان في الولايات المتحدة.

ومن المرجّح أن تؤدّي تلبية نتنياهو لهذه الدعوة إلى إحراج زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي كان قد دعا في مارس الماضي، إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.

وقال شومر في بيان، بعد الإعلان رسمياً عن خطاب نتنياهو: "لدي خلافات واضحة وعميقة مع رئيس الوزراء، والتي عبرت عنها سراً وعلناً وسأواصل القيام بذلك، لكن لأن علاقة أميركا مع إسرائيل هي علاقة صارمة، وتتجاوز شخصاً واحداً أو رئيس وزراء، فقد انضممت إلى دعوته (نتنياهو) للخطاب".

لكن السيناتور المستقل بيرني ساندرز، وصف نتنياهو بأنه "مجرم حرب"، وقال إنه سيقاطع الخطاب، مضيفاً أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، لكنه قال إنها "ذهبت أبعد من اللازم في خوض حرب ضد الشعب الفلسطيني بأكمله".

وقال ساندرز في قاعة مجلس الشيوخ الاثنين: "أعتقد أنه يوم حزين للغاية بالنسبة لبلادنا أن تتم دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل قادة من كلا الحزبين السياسيين لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي".

وعرض ساندرز صوراً التقطتها وكالات الأنباء في غزة، لأطفال يعانون سوء تغذية حاد، واتهم إسرائيل بـ"انتهاك القانون الدولي".

وأضاف: "أود أن أقول لجونسون، إنه عندما تحضر عشاء جمع التبرعات مع أصدقائك المليارديرات، وتأكل شرائح اللحم الفاخرة وغيرها من الأطعمة الرائعة، من فضلك تذكر هذه الصور من غزة".

بدورها، قالت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكازيو كورتيز، إنه "من غير مثمر أن يلقي نتنياهو خطاباً أمام الكونجرس".

وأشار ديمقراطيون آخرون أيضاً إلى أنهم يخططون لمقاطعة الخطاب، في وقت مضى الجمهوريون قدماً في تشريع يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، التي تسعى إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين وقادة من "حماس"، ما يكشف المزيد من الانقسامات الديمقراطية. 

خطاب بعد 9 أعوام

ووفقاً لشبكة CBS News، فإنه كان هناك ارتباك بشأن موعد الدعوة، إذ ذكرت مجموعة Punchbowl News الإعلامية، أن الخطاب سيكون في تاريخ 13 يونيو الجاري، لكن رئيس مجلس النواب قال في وقت لاحق إن "التاريخ المقترح يتعارض مع عطلة يهودية وهي عطلة عيد الأسابيع اليهودية في 13 يونيو".

وكانت وسائل إعلام أميركية أفادت، بأنّ نتنياهو سيلبّي دعوة قادة الكونجرس لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ في 13 يونيو، لكنّ مكتب رئيس الوزراء ما لبث أن نفى صحّة هذه المعلومة، قائلاً إن "موعد كلمة نتنياهو لم يتم تحديده بشكل نهائي، لكنّه حتماً لن يكون في 13 يونيو، لتعارضه مع عطلة يهودية".

في المقابل، قال نتنياهو، السبت الماضي، إنه يتطلع إلى "عرض الحقيقة حول حربنا العادلة ضد حركة حماس في غزة".

وأضاف في بيان "أنا متأثر للغاية؛ لأنني أحظى بشرف تمثيل إسرائيل أمام مجلسي الكونجرس ومن أجل عرض الحقيقة بشأن حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا أمام ممثلي الشعب الأميركي والعالم أجمع".

وبدأ دعم بايدن لإسرائيل يشكل عبئاً سياسياً على الرئيس قبل انتخابات نوفمبر المقبل مع غضب بعض الديمقراطيين والناخبين إزاء سقوط آلاف المدنيين في غزة.

وعرض بايدن الأسبوع الماضي ما وصفه بأنه خطة إسرائيلية لإنهاء النزاع الدامي في غزة على ثلاث مراحل تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتحرير جميع الرهائن وإعادة إعمار القطاع المدمر، لكن لم يتم الاتفاق بشأنه بعد.

يشار إلى أن عدد الضحايا لا يقلّ عن 36 ألفاً و654، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وكانت آخر مرة ألقى فيها نتنياهو كلمة أمام اجتماع مشترك للكونجرس في عام 2015، حيث سعى إلى إقناع المشرعين بإحباط المفاوضات بين إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وإيران بشأن البرنامج النووي.

تصنيفات

قصص قد تهمك