مخيم النصيرات بعد "مجزرة السبت".. دمار وذعر وهروب إلى المجهول

رجل يساعد امرأة مصابة جراء قصف إسرائيلي عند وصولها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة. 8 يونيو 2024 - AFP
رجل يساعد امرأة مصابة جراء قصف إسرائيلي عند وصولها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة. 8 يونيو 2024 - AFP
غزة-أ ف ب

يعيش الفلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حالة من الصدمة، بعد ساعات من المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال تحرير 4 محتجزين، السبت، والتي قتل فيها 274 فلسطينياً، وأصاب المئات، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.

يقول مهند ثابت من سكان المخيم، إن العملية العسكرية الإسرائيلية كانت "عبارة عن دخان ونار مشتعلة وغبار كثيف غطى المكان".

Palestinian men look at the destruction following an operations by the Israeli Special Forces in the Nuseirat camp, in the central Gaza Strip on June 8, 2024, amid the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Hamas militant group. The Israeli military said in a statement on June 8, that their forces were 'targeting terrorist infrastructure in the area of Nuseirat'. A Gaza hospital said the Israeli strikes in central areas of the territory, including in Nuseirat camp, killed at least 15 people. (Photo by Eyad BABA / AFP)
منازل مدمرة بعد العملية الإسرائيلية التي نُفذت في مخيم النصيرات في غزة. 09 يونيو 2024 - AFP

ويوضح ثابت، البالغ من العمر 35 عاماً: "سمعت طلقات نارية، اعتقدت أنه شيء عادي، لكن فجأة بعد دقائق سمعت صوت طائرة حربية وقصف على المنازل في المخيم، وبجانب مستشفى العودة والسوق".

وتابع: "بدأت الناس تركض ولا تعرف إلى أين تذهب".

وعن حجم الدمار، يقول ثابت إن دماراً لحق بمنازل في داخلها أصحابها ونازحون، مضيفاً: "النار اشتعلت في محال تجارية وبسطات ومركبات احترقت من القصف الذي طال الطرق والسوق والمخيم ومحيط المستشفى".

A Palestinian man wan walks on the rubble of destoryed buildings following an operations by the Israeli Special Forces in the Nuseirat camp, in the central Gaza Strip on June 8, 2024, amid the ongoing conflict between Israel and the Palestinian Hamas militant group. The Israeli military said in a statement on June 8, that their forces were 'targeting terrorist infrastructure in the area of Nuseirat'. A Gaza hospital said the Israeli strikes in central areas of the territory, including in Nuseirat camp, killed at least 15 people. (Photo by Eyad BABA / AFP)
فلسطيني يمشي وسط ركام المنازل المدمرة إثر العملية الإسرائيلية في مخيم النصيرات بقطاع غزة. 8 يونيو 2024 - AFP

صراخ وهرب إلى المجهول في النصيرات

وتسببت العملية بحالة من الفوضى، وراحت الناس تصرخ، من صغار وكبار ونساء ورجال، الكل يريد أن يهرب من المكان، لكن القصف كان عنيفاً، وكل ما يتحرك معرض للقتل بسبب كثافة القصف وإطلاق النار، وفق ما ذكر ثابت.

وتُظهر صور لوكالة "فرانس برس" التقطت بعد انتهاء العملية، شوارع المخيم وقد غطاها الغبار وتنقاض المباني.

DEIR AL BALAH, GAZA - JUNE 08: Injured Palestinians, including women and children, are brought to Al Aqsa Martyrs Hospital after the Israeli attacks on the camps in central Gaza, in Deir al Balah, Gaza on June 08, 2024. At least 210 died and 400 got injured in the attacks. Ashraf Amra / Anadolu (Photo by ashraf amra / ANADOLU / Anadolu via AFP)
طفلة فلسطينية جريحة مع والدتها في مستشفى الأقصى بعد إصابتها في الهجوم الإسرائيلي في مخيم النصيرات في غزة. 08 يونيو 2024 - AFP

أما محمد موسى، فكان على سطح أحد المنازل عندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى المخيم. ويقول مذهولاً: "لا أعلم كيف أنا على قيد الحياة الآن".

ويضيف موسى البالغ من العمر 29 عاماً، والذي نزح مرات عدة بين مناطق قطاع غزة قبل أن يصل إلى مخيم النصيرات: "فجأة بدأت الصواريخ تتساقط علينا بكثافة".

ويروي أن دبابة تقدمت من ناحية شارع صلاح الدين وسط إطلاق نار مدفعي وآخر من الطائرات، مؤكداً أن القصف كان "متواصلاً وبكثافة".

جنود في شاحنة مساعدات 

أما آلاء الخطيب، النازحة في المخيم، فتقول: "كنت مارة في الشارع بالمخيم متوجهة إلى السوق، رأيت شاحنة مجمدات وسيارة صغيرة بيضاء".

Palestinians at the site of an Israeli strike on buildings in Nuseirat refugee camp, central Gaza, on Saturday, June 8, 2024. The Israeli military freed four hostages held by Hamas in Gaza on Saturday as part of a major assault on the central city of Nuseirat and at least 210 Palestinians, including children, were killed in heavy fighting, the Hamas-run government media office said. Photographer: Ahmad Salem/Bloomberg
آثار الدمار إثر العملية العسكرية الإسرائيلية على مخيم النصيرات بقطاع غزة، 8 يونيو 2024 - Bloomberg

وتوضح أن أشخاصاً ترجلوا من الشاحنة ومعهم سلم، وضعوه على جدار أحد البيوت وصعدوا عليه، مضيفة: "بعد لحظات سمعت صوت رصاص وضرب على المنازل والحارات والشوارع في المخيم".

وتؤكد الخطيب البالغة من العمر 32 عاماً: "شعرت بالخوف، ولم أستطع الرجوع إلى المنزل".

وتابعت: "عرفت أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت للمخيم بمركبات فلسطينية خاصة بالمساعدات" الإنسانية.

وروى عدد من شهود العيان التفاصيل ذاتها، وتطرقوا إلى موضوع شاحنة التبريد.

وعن القوات الإسرائيلية التي وصلت المخيم، يقول محمود العصار إن "القوات الخاصة كانت ترتدي ملابس مثل عناصر حماس والجهاد، ومن بينهم عناصر ملثمون، دخلت على بيوت قرب مستشفى العودة والسوق".

ويصف العصار وهو من سكان المخيم ما حصل السبت "كأنه زلزال".

مستشفى العودة تحت النار

وقال الطبيب مروان أبو ناصر، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة في مخيم النصيرات، إن "المستشفى امتلأ بأعداد الشهداء والجرحى، ولا يمكن استيعاب هذا العدد الكبير بدقائق معدودة".

Palestinians at the site of an Israeli strike on buildings in Nuseirat refugee camp, central Gaza, on Saturday, June 8, 2024. The Israeli military freed four hostages held by Hamas in Gaza on Saturday as part of a major assault on the central city of Nuseirat and at least 210 Palestinians, including children, were killed in heavy fighting, the Hamas-run government media office said. Photographer: Ahmad Salem/Bloomberg
أطفال يتابعون حجم الدمار في مخيم النصيرات عقب العملية العسكرية الإسرائيلية، 8 يونيو 2024 - Bloomberg

ويضيف: "المستشفى كان تحت النار ولا يستطيع أي إنسان التحرك خلال العملية" العسكرية الإسرائيلية.

وامتلأت الشوارع في مخيم النصيرات بجثامين الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات خلال هذه العملية، كما امتلأ المستشفى بالضحايا والمصابين.

تصنيفات

قصص قد تهمك