وقعت الصين وأستراليا، الاثنين، 5 اتفاقيات في مجالات عدة شملت التعليم والتبادلات الثقافية والتجارة، وذلك في أحدث علامة على تحسن العلاقات بين البلدين، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
واستقبل رئيس الوزارء الأسترالي أنتوني ألبانيز، رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج، في أول زيارة يقوم بها منذ عام 2017، إذ يتوج ذلك تحسناً سريعاً في العلاقات بين البلدين بعد عدة سنوات من التدهور، الذي شمل اتهامات بالتدخل الأجنبي وتعطيل التجارة.
وفي حديثه بعد اجتماع مع ألبانيز، قال لي تشيانج، إن الصين وأستراليا "ستعمقان تعاونهما في مجالات الطاقة والتعدين وتغير المناخ"، مضيفاً أنهما أجريا "محادثة صريحة" بشأن الخلافات بين الحكومتين.
كما أعلن رئيس الوزراء الصين، إدارج بلاده لأستراليا في برنامج الإعفاء من التأشيرة، قائلاً: "اتفقنا على منح بعضنا البعض إمكانية الوصول المتبادل إلى تأشيرات دخول متعددة، مدتها خمس سنوات للسياحة والأعمال وزيارة أفراد الأسرة. ستدرج الصين أستراليا في برنامج الإعفاء من التأشيرة".
وأضاف أن علاقة بلاده مع كانبرا "تسير على المسار الصحيح" مع تجاوز الشريكين التجاريين، نزاعاً اقتصادياً مريراً، فيما شدد رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيز، على أن البلدين يتقاسمان "الدفاع عن مصلحة المنطقة".
وأردف: "في أقل من عام، التقيت أنا ورئيس الوزراء ألبانيز مرات عدة وتبادلنا الزيارات. هذا يدل على أن بلدينا يوليان أهمية كبيرة لعلاقتنا وأن هذه العلاقة تسير على الطريق الصحيح للتحسن والتنمية".
وبدأ لي زيارته في مدينة أديلايد الجنوبية، الأحد، معلناً وصول حيوانات باندا جديدة، أهداها إلى حديقة الحيوان بالمدينة، وقام بجولة في مزارع الكروم، وهو ما يرمز إلى تحسن العلاقات بين البلدين، بعد أن رفعت بكين الرسوم الجمركية الثقيلة على صناعة النبيذ الأسترالية في مارس الماضي.
مخاوف أستراليا
بدوره، أعرب رئيس الوزراء الأسترالي، عن مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان في الصين والصراع الروسي الأوكراني ومنطقة المحيط الهادئ، فيما شدد على تقاسم بكين وكانبرا المصلحة في حماية النظام المستقر في المنطقة.
وفي نخب الترحيب بالمسؤول الصيني في كانبرا، حسبما نقلت "رويترز"، قال ألبانيز إنه "رغم وجود خلافات بين الصين وأستراليا، إلا أنه يجب على البلدين أن يكونا قادرين على التعامل مع بعضهما البعض باعتبارهما دولتين ناضجتين".
وأضاف: "لن نتفق دائماً، والنقاط التي نختلف عليها لن تختفي ببساطة إذا تركناها في صمت. نحن نتقاسم المصلحة في حماية النظام المستقر في منطقتنا".
وتابع: "مهما كانت القضية، فمن الأفضل دائماً أن نتعامل بشكل مباشر مع بعضنا البعض. والمشاركة المتسقة والثابتة تساعد في بناء الاستقرار والحفاظ عليه في جميع أنحاء منطقتنا".
ورغم أن زيارة لي كانت دافئة حتى الآن، حيث أظهرت لقطات له وهو يتبادل النكات مع وزراء ومسؤولين أستراليين، فإن هناك توترات كامنة بين البلدين.
لكن الصين، تشعر بالقلق إزاء تشديد أستراليا لعلاقاتها الأمنية مع الولايات المتحدة، في حين من المتوقع أن يثير الجانبان مناقشات بشأن المواجهات المتوترة الأخيرة بين جيوش البلدين، وأزمة الكاتب المسجون يانج هينج جون، الذي حُكم عليه بالإعدام مع وقف التنفيذ في محكمة بكين في وقت سابق من العام، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
وسيسافر لي من كانبرا إلى ولاية التعدين في غرب أستراليا، حيث من المتوقع أن تتصدر دعوات الحكومة الصينية لزيادة الوصول إلى قطاع المعادن الحيوي في أستراليا.
تاريخ تدهور العلاقات
وبدأت العلاقة بين أستراليا والصين التدهور في عام 2018، عندما استبعدت كانبرا مجموعة "هواوي" العملاقة، من شبكة الجيل الخامس لخدمة الإنترنت فائقة السرعة لمبررات أمنية.
وبعد ذلك في عام 2020، دعت أستراليا إلى تحقيق دولي في منشأ فيروس كورونا، في خطوة اعتبرتها الصين "مدفوعة سياسياً".
ورداً على ذلك، فرضت بكين قيوداً تجارية على مجموعة من الصادرات الأسترالية، تشمل الشعير ولحم البقر والنبيذ، بينما أوقفت وارداتها من الفحم.
لكن العلاقات الاقتصادية تحسنت بين البلدين، منذ أن تولت حكومة ألبانيز، السلطة في عام 2022، واعتمدت نهجاً دبلوماسياً أكثر ليونة تجاه بكين.
وتم تدريجياً إلغاء هذه القيود مع إصلاح العلاقة، رغم أن القيود ما زالت قائمة على صادرات النبيذ الأسترالية. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا، إذ بلغ حجم التبادل التجاري 327 مليار دولار أسترالي (حوالى 202 مليار يورو) في عام 2023.