الزخم الآسيوي حول "بريكس" يعزز انتصارات بوتين وشي

رئيس فيتنام تو لام يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هانوي. 20 يونيو 2024 - REUTERS
رئيس فيتنام تو لام يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هانوي. 20 يونيو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

اختتم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء)، لي تشيانج، اجتماعات منفصلة في جنوب شرق آسيا هذا الأسبوع، حيث زار الشريكان في مجموعة "بريكس" الاقتصادية، منطقة تسعى إلى الانضمام إلى تكتل يُنظر إليه كملاذ آمن في مواجهة المؤسسات التي يقودها الغرب، حسبما ذكرت "بلومبرغ".

وفي مقابلة مع وسائل إعلام صينية قبل زيارة تشيانج إلى كوالالمبور، أعلن رئيس الوزراء الماليزي، أنور إبراهيم، نيته التقدم بطلب للانضمام إلى "بريكس" بعد أن تضاعف حجم الكتلة هذا العام من خلال اجتذاب دول الجنوب العالمي، وذلك جزئياً عن طريق توفير إمكانية الحصول على التمويلات وتوفير مجال سياسي مستقل عن نفوذ واشنطن. 

كما أعلنت تايلندا، الحليفة للولايات المتحدة، الشهر الماضي عن سعيها للانضمام إلى "بريكس"، الاسم الذي يحمل الحروف الأولى للدول الأعضاء، وهي البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا.

وقال وزير خارجية تايلندا، ماريس سانجيامبونجسا، للصحافيين الأسبوع الماضي إن الكتلة "تمثل إطاراً تعاونياً فيما بين دول الجنوب لطالما رغبت تايلندا في أن تكون جزءاً منه".

وبالنسبة للدول التي تسعى إلى تخفيف المخاطر الاقتصادية الناجمة عن احتدام المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، يمثل الانضمام إلى مجموعة "بريكس" محاولة لتجاوز بعض هذه التوترات. وفي جنوب شرق آسيا، تعتمد العديد من الدول اقتصادياً على التجارة مع الصين، بينما ترحب أيضاً بالتواجد الأمني لواشنطن ​​والاستثمار الذي توفره. 

ونقلت "بلومبرغ" أن الانضمام إلى "بريكس" يُعد أيضاً وسيلة للإشارة إلى تزايد الشعور بالإحباط إزاء النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمؤسسات الرئيسية التي لا تزال تحت سيطرة قوية من قبل القوى الغربية، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وقال وزير الخارجية الماليزي السابق، سيف الدين عبد الله، لـ"بلومبرغ": "البعض منا، بمن فيهم أنا، يعتقدون أننا بحاجة إلى إيجاد حلول للهيكل المالي والاقتصادي الدولي غير العادل. لذا، ربما تكون بريكس وسيلة لموازنة بعض الأمور".

قمة أوكرانيا

وبالنسبة لبوتين والرئيس الصيني، شي جين بينج، يُظهر الاهتمام بـ"بريكس" نجاحهما في صد محاولات الولايات المتحدة وحلفائها لزيادة عزلهما بسبب الحرب في أوكرانيا والتهديدات العسكرية لتايوان، والفلبين، وكوريا الجنوبية، واليابان.

وواجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، صعوبة في إقناع الدول الآسيوية بدعم قمة السلام التي عقدها في سويسرا في وقت سابق من هذا الشهر.

من جانبه، وقع بوتين هذا الأسبوع اتفاقاً دفاعياً مع كوريا الشمالية، وحذر من أنه يمتلك الحق في تسليح خصوم الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. 

وتوسعت "بريكس"، التي كانت تتآلف من 5 أعضاء فقط، بعد انضمام إيران، والإمارات، وإثيوبيا، ومصر في يناير الماضي. وكانت هذه الجهود مدفوعة إلى حد كبير من قبل الصين، بينما تحاول زيادة نفوذها على الساحة الدولية. 

وكانت إندونيسيا، وهي دولة أخرى في جنوب شرق آسيا، من أوائل الدول المرشحة للانضمام إلى المجموعة العام الماضي، قبل أن يصرح الرئيس جوكو ويدودو بأنه لن يتعجل في اتخاذ القرار.

خصوم قدامى

ومع ذلك، لا يزال الزخم مستمراً لإضافة أعضاء جدد إلى المجموعة، فعلى الرغم من الجهود الأميركية والأوروبية لمنع الدول من التعامل مع موسكو، شارك ممثلون من 12 دولة غير أعضاء في اجتماع "بريكس" الذي عُقد في روسيا هذا الشهر، من بينها خصوم قدامى للولايات المتحدة مثل كوبا وفنزويلا، إضافة إلى تركيا، ولاوس، وبنجلاديش، وسريلانكا، وكازاخستان. 

كما شاركت فيتنام، التي رفعت مستوى علاقاتها مع واشنطن في خطوة اعتُبرت رداً على تزايد نفوذ بكين في المنطقة، أيضاً في الاجتماع.

وقالت إذاعة صوت فيتنام الشهر الماضي إن هانوي تتابع التقدم الذي تحرزه "بريكس" باهتمام شديد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، فام ثو هانج، في ذلك الوقت إن "فيتنام مستعدة دائماً للمشاركة والمساهمة بفعالية في الآليات العالمية والإقليمية المتعددة الأطراف".

وذكرت "بلومبرغ" أن العلاقات بين فيتنام وروسيا تعود إلى الحرب الباردة والحقبة السوفيتية. ورحبت فيتنام بالرئيس الروسي هذا الأسبوع، رغم الاعتراضات القوية التي أبدتها الولايات المتحدة بحجة أنه "لا ينبغي لأي دولة أن تمنح بوتين منصة للترويج لحربه العدوانية" في أوكرانيا.

ورحبت روسيا بمشاركة فيتنام في الحوار في وقت سابق من هذا الشهر، وقالت في بيان مشترك إنهما "سيواصلان تعزيز العلاقات بين دول بريكس والدول النامية، بما في ذلك فيتنام".

ولم يتضح إلى أي مدى تطرق بوتين إلى "بريكس" أثناء المحادثات المغلقة التي أجراها بوتين في فيتنام، رغم تعهد البلدين بتعزيز التعاون في مجالي الدفاع والطاقة، حسبما ذكرت "بلومبرغ".

وقالت الوكالة إن رئيس مجلس الدولة الصيني استغل رحلته إلى ماليزيا لتعميق العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز بناء المشاريع الكبرى.

فيما ذكر سكوت مارسيل، السفير الأميركي السابق لدى إندونيسيا وميانمار ورابطة دول جنوب شرق آسيا، لبلومبرغ أنه "لا يخفى أن واشنطن لا تحب بريكس، خاصة مع عضوية إيران وروسيا".

ويرى أنه كلما زاد حجم الكتلة، قل احتمال التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الرئيسية. 

وأضاف مارسيل: "ما أشعر به هو أن واشنطن على الأرجح لا ترحب بالخطوة التي اتخذتها تايلندا وماليزيا للانضمام إليها، لكنني لا أعتقد أنها ستُحدث مشكلة كبيرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك