ألغت المجر زيارة مقررة لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على نحو مفاجئ، بعد أن انتقد المستشار أولاف شولتز، رئيس الوزراء فيكتور أوربان بسبب رحلته غير المعلنة إلى روسيا، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
والتقى أوربان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، في إطار "مهمة سلام" تهدف إلى قياس فرص إنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ما أثار إدانات من شولتز وغيره من زعماء الاتحاد الأوروبي الذين قالوا إن أوربان "ليس لديه تفويض لتمثيل الكتلة".
وبحسب مسؤولين ألمان، فإنه كان من المقرر أن تلتقي وزيرة الخارجية الألمانية بنظيرها المجري في بودابست، الاثنين، لإجراء محادثات، لكن الحكومة المجرية ألغت الجلسة وأبلغتها، مساء الجمعة، أنها "غير مرحب بها" في مفاجأة للحكومة الألمانية.
وفي هذا الصدد، قال مسؤول ألماني، إنه "في ضوء رحلة أوربان المستقلة إلى روسيا، فإن إجراء مناقشة جادة وصادقة بين وزيري خارجية البلدين سيكون مهماً للغاية".
وكان شولتز قال في تصريحات صحافية، إن أوربان "لم يعطه أي إشعار مسبق بشأن خطط سفره. المجلس الأوروبي يمثله شارل ميشيل فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وليس المجر".
بدوره، رد أوربان، الذي زار كييف بعد يوم من توليه الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر في الأول من يوليو الجاري، قبل اجتماعه مع بوتين، بأنه "لا ينوي تمثيل الكتلة المكونة من 27 دولة".
إدانة أوروبية
وحذر رئيس المجلس الأوروبي المنتهية ولايته شارل ميشيل، من أن "الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ليس لديها تفويض للتعامل مع روسيا نيابة عن الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أن "روسيا هي المعتدية، وأوكرانيا الضحية. لا يمكن إجراء أي نقاش حول أوكرانيا بدون أوكرانيا".
كما أدان زعماء أوربيون الزيارة، إذ قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن وجود أوربان في موسكو "لا يمثل الاتحاد الأوروبي بأي شكل من الأشكال".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الطريق لسلام عادل ودائم في أوكرانيا، لن يمهده إلا اتحاد وعزيمة الدول الأعضاء داخل الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة. وكتبت على منصة "إكس"، "التهدئة لن توقف بوتين".
وقال رئيس ليتوانيا جيتاناس نوسيدا في مشور عبر منصة "إكس": "إذا كنت تسعى حقاً إلى السلام، فلا تصافح ديكتاتوراً دموياً، بل ابذل كل ما في وسعك لدعم أوكرانيا".
واعتبر رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو، أن رحلة أوربان "أظهرت تجاهلاً لواجبات رئاسة الاتحاد الأوروبي وتقوض مصالح الاتحاد الأوروبي".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، إن الحلف "أُبلغ مسبقاً بزيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأضاف ستولتنبرج أن أوربان "يسافر بصفته رئيس وزراء المجر، ولن يمثل حلف شمال الأطلسي"، الذي تعد المجر عضواً فيه.
مقترحات السلام
واستقبل بوتين في العاصمة موسكو، الجمعة، أوربان، وأبلغه أنه مستعد لمناقشة "التفاصيل الدقيقة" في مقترحات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم تحذيرات أوروبية لأوربان من اللقاء.
وأعرب بوتين، قبل الاجتماع، عن استعداده لسماع موقف رئيس الوزراء المجري بشأن أوكرانيا، والحصول على قراءة أوربان بشأن مواقف الأوروبيين. وأفاد ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، بأن الصراع في أوكرانيا وموضوعات أخرى سيكون محور المحادثات بين بوتين وأوربان.
وكان أوربان اقترح على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن تطرح أوكرانيا موعداً نهائياً لوقف إطلاق النار، من شأنه أن يمهد الطريق لمحادثات سلام كاملة مع روسيا.
وقال الزعيم المجري، إنه "لا يريد إقناع زيلينسكي بآرائه، كما أنه لا ينوي تقديم اقتراح محدد للرئيس الأوكراني، بل أراد معرفة موقف الرئيس الأوكراني وحدوده بشكل أفضل خلال المفاوضات التي تهدف إلى السلام".
من جانبه، قال زيلينسكي، إن المحادثات ركزت على "كيفية تحقيق سلام عادل ودائم". وكان زيلينسكي قد أكد في السابق أن أي محادثات مباشرة في هذه المرحلة من الحرب "ستكون بمثابة استسلام أوكرانيا".
وسبق للمجر تولي الرئاسة الدورية في النصف الأول من عام 2011. وكان فيكتور أوربان في السلطة حينها، لكن العلاقات مع بروكسل صارت أكثر توتراً في ظل خلافات عدة.
