يتوجه رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الخميس، إلى واشنطن، قبيل قمة "الناتو" هذا الأسبوع، فيما استبق وصوله بوصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بأنه "رجل سلام"، متمنياً فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وانتقد الولايات المتحدة لاتباعها "سياسة حرب" في أوكرانيا بدلاً من تبني استراتيجية لتحقيق السلام، حسبما أفادت مجلة "بوليتيكو".
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تولي أوربان الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وجولة له شملت كييف وموسكو وبكين، على التوالي، في إطار ما قال إنها "مهمة سلام"، ما أثار انتقادات أوروبية واسعة له، خاصة بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، قبل انعقاد
وتناقش قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، هذا الأسبوع، تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأشارت "بوليتيكو" إلى أن أوربان يعتقد أن السياسة الأميركية تتناقض بشكل سلبي مع "خطة السلام" الصينية التي وصفها بـ"الموثوقة"، وتوقع أن تكون فرص عدم إعادة انتخاب الرئيس بايدن "كبيرة للغاية"، قائلاً إن حدوث ذلك "يعد نتيجة إيجابية".
وقال أوربان: "أثق بأن التغيير سيكون مفيداً للعالم". وأشاد بترمب ووصفه بأنه "رجل عصامي" يتمتع بـ"نهج مختلف في كافة الأمور". وتابع: "أعتقد أن ذلك سيكون مفيداً للسياسة العالمية. إنه رجل سلام. وخلال فترة ولايته التي دامت 4 سنوات، لم يشن حرباً واحدة، وفعل الكثير من أجل إحلال السلام في صراعات قديمة في مناطق معقدة للغاية حول العالم".
وانتقد رئيس الوزراء المجري موقف إدارة بايدن تجاه الجرب الروسية في أوكرانيا، ودعا أوروبا إلى التوقف عن اتباع السياسة الخارجية الأميركية.
خطة ترمب
وفي الأشهر الأخيرة، اقرنت خطة سلام بترمب يتم بموجبها دفع أوكرانيا للتفاوض على السلام أو المخاطرة بفقدان الدعم الأميركي، وتقديم حوافز إلى روسيا لكي تسعى إلى إنهاء الحرب.
وعند سؤاله أوربان عن رأيه في خطة ترمب المحتملة، قال: "أعتقد أن وجود قيادة جديدة سيقدم فرصاً جديدة". وتأتي تصريحات أوربان بعد أقل من أسبوع من المحادثات التي أجراها مع بوتين، وكذلك الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف أوربان أن إحلال السلام في الصراع يُمكن تحقيقه إذا قررت جميع الأطراف الرئيسية -بما في ذلك الولايات المتحدة، والصين، وأوروبا، والدول المتحاربة- الجلوس على طاولة المفاوضات.
وذكرت "بوليتيكو" أن تولي المجر رئاسة الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر سيمكن أوربان من جذب الانتباه إلى أولويات السياسة الخارجية لبودابست.
وقال أوربان: "الصين لديها خطة سلام، وأميركا تتبنى سياسة حرب. وفي أوروبا، بدلاً من أن يكون لدينا نهجنا وموقفنا الاستراتيجي المستقل، نتبنى ببساطة الموقف الأميركي".
وتعرض أوربان لانتقادات شديدة من الساسة الأوروبيين بسبب اجتماعه مع بوتين في موسكو الأسبوع الماضي. واتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الزعيم المجري بـ"استرضاء" بوتين.
وفي المقابل، دافع أوربان عن اجتماعاته، قائلاً إنه يتعين على شخص ما أن يسارع بالتواصل دبلوماسياً مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب، والتي أقر بأن روسيا هي التي بدأتها. وأضاف: "وظيفتي ليست تحديد الطرف الجيد والطرف السيء. الوضع واضح"، وقال صراحةً إن "روسيا غزت أوكرانيا". كما أكد أن واجبه "هو التركيز علة كيفية تحقيق السلام".
وأثارت زيارة أوربان لروسيا انتقادات شديدة من قادة آخرين في التكتل الأوروبي، وقالت أوكرانيا إنه لم يتم التشاور معها قبل الزيارة.
وكان هذا أول اجتماع لزعيم من الاتحاد الأوروبي مع بوتين في موسكو منذ أبريل نيسان 2022 أي بعد شهرين من إطلاق موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا. وهذه هي أيضاً الزيارة الأولى لأوربان إلى موسكو منذ ذلك الحين، إلا أن الزعيمين التقيا في أماكن أخرى.
