بايدن: سندافع عن كل سنتيمتر من أراضي الأعضاء

مسودة قمة الناتو.. تعهد بضم أوكرانيا ودعوة الصين لـ"مناقشات استراتيجية"

قادة قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في صورة جماعية بواشنطن في الولايات المتحدة. 9 يوليو 2024 - Reuters
قادة قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في صورة جماعية بواشنطن في الولايات المتحدة. 9 يوليو 2024 - Reuters
واشنطن-رويترز

ذكرت مسودة بيان مشترك، الأربعاء، أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيتعهدون بدعم أوكرانيا "في مسارها الذي لا رجعة فيه" نحو الاندماج الكامل في الحلف، وسيحثون الصين على وقف دعمها لجهود روسيا الحربية ضد كييف.

وأفادت مسودة البيان المرتقبة للقمة المنعقدة في واشنطن، بأن الصين باتت من أهم داعمي روسيا في حربها على أوكرانيا، فضلاً عن أنها لا تزال تُشكل تحدياً لأوروبا.

وجاء أيضاً في المسودة أن الدول الأعضاء في الحلف يعقدون العزم على تزويد أوكرانيا بتمويل قيمته 40 مليار يورو كحد أدنى خلال العام المقبل، إلى جانب إنشاء آليات لتنظيم عملية تزويد كييف بالعتاد العسكري وتدريب قواتها.

وأضافت المسودة أن الحلفاء سيتعهدون بدعم أوكرانيا في مسارها نحو الاندماج الكامل في الاتحاد الأوروبي و"الناتو"، وسيوجه الحلف دعوة إلى كييف بالانضمام بمجرد موافقة جميع الأعضاء واستيفاء الشروط كافة.

وتتناول المسودة أيضاً أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ "الإندو باسيفيك" بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، نظراً لأن التطورات هناك تؤثر بشكل مباشر على الأمن في أوروبا ودول الحلف.

كما عبّر الحلف عن ترحيبه بتعزيز التعاون مع الشركاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدعم أوكرانيا.

وتشير المسودة أيضاً إلى أن الحلف يساوره القلق إزاء التطورات في القدرات والأنشطة الفضائية للصين، مضيفة أنه سيحث بكين على المشاركة في مناقشات استراتيجية للحد من المخاطر.

ولفتت إلى أن أعضاء الحلف مستعدون للحفاظ على تواصلهم مع موسكو في مسعى للحد من المخاطر والتصعيد.

وتجتمع دول حلف شمال الأطلسي، منذ الثلاثاء وحتى الخميس، في واشنطن لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه.

بايدن: سنبقي التحالف قوياً

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يجب أن يعمل على تقوية قاعدته الدفاعية باقتصادات قوية وجيوش قوية.

وقال في كلمته خلال افتتاح أعمال قمة الحلف في واشنطن بمناسبة الذكري الـ 75 لتأسيسه: "مستعد للعمل على إبقاء التحالف قوياً، سندافع عن كل سنتيمتر من أراضي الدول الأعضاء في الحلف، لدينا رسالة للعالم مفادها أن كل عضو في الحلف حريص على استمراره قوياً".

دعم عسكري أميركي-أوروبي جديد لأوكرانيا

وأعلنت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، على هامش قمة الناتو، أنها سترسل إلى أوكرانيا 5 أنظمة دفاع جوي إضافية، بما في ذلك بطاريات صواريخ "باتريوت" ومكونات لنظام "باتريوت".

وأفاد قادة الولايات المتحدة وهولندا ورومانيا وإيطاليا وألمانيا في بيان مشترك، بمشاركة أوكرانيا، أنهم يعتزمون تزويد الحكومة في كييف بالعشرات من أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية في الأشهر المقبلة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، في البيان المشترك: "نحن ملتزمون بتزويد أوكرانيا بقدرات دفاع جوي إضافية، بينما تدافع عن نفسها ضد العدوان الروسي المستمر، بما في ذلك هجمات روسيا المتعمدة على المدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية والحيوية".

 

وأضاف القادة الغربيون: "نعلن اليوم أننا سنزود أوكرانيا بشكل جماعي بأنظمة دفاع جوي استراتيجية إضافية، بما في ذلك بطاريات باتريوت إضافية تبرعت بها الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ومكونات باتريوت تبرعت بها هولندا وشركاء آخرون لتمكين تشغيل بطارية باتريوت إضافية، ونظام SAMP-T إضافي تبرعت به إيطاليا".

وفي وقت سابق الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن طائرات مقاتلة من طراز F-16 في طريقها إلى كييف من الدنمارك وهولندا، مضيفاً أنها ستحلّق في سماء أوكرانيا هذا الصيف.

وذكر بلينكن أنه سيجري الكشف عن حزمة قوية للغاية من أجل أوكرانيا خلال اليومين المقبلين، وأن الحزمة ستبني جسراً واضحاً وقوياً لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

وجاء حديث بلينكن خلال فعالية على هامش قمة للحلف في واشنطن.

فيما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها، الأربعاء، إن خطط تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز "F-16" يُظهر أن الولايات المتحدة تتزعم "عصابة حرب" تقاتل موسكو.

"معاهدة أوكرانيا"

كما كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء، عن اتجاه الولايات المتحدة و"الناتو" لإطلاق سلسلة من الإجراءات الجديدة لتعزيز الدعم الموجه لأوكرانيا، ومنها ما أسْماها بـ"معاهدة أوكرانيا".

وقال سوليفان في كلمة خلال منتدى لصناعة الدفاع بغرفة التجارة الأميركية على هامش قمة "الناتو"، إن "الرئيس الأميركي جو بايدن سيجتمع مع قادة 20 دولة وقّعوا اتفاقات ثنائية مع أوكرانيا من أجل إطلاق (معاهدة أوكرانيا) لضمان توحّد الدول تحت هذه المظلة لاستمرار الدعم".

وقدّمت واشنطن، وهي أكبر داعم لأوكرانيا، أكثر من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ عام 2022، لكن إقرار المساعدات العسكرية الأميركية تعطل في الكونجرس لعدة أشهر خلال فصل الشتاء. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نقص الأسلحة يمنح روسيا اليد العليا في الحرب.

زيلينسكي لواشنطن: لا تنتظروا نوفمبر لمساعدتنا

وقال زيلينسكي، إنه لا يستطيع التنبؤ بما سيفعله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، حال انتخابه مجدداً في نوفمبر المقبل، وحضّ السياسيين الأميركيين على عدم انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، لمساعدة بلاده ضد الغزو الروسي.

وأضاف زيلينسكي في كلمته على هامش قمة "الناتو"، أنه يأمل ألا ينسحب ترمب من التحالف الذي يبلغ عمره 75 عاماً، وأن تواصل الولايات المتحدة دعم أوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي المستمر منذ أكثر من عامين.

وتابع: "لا أعرفه (ترمب) جيداً.. ولكننا عقدنا اجتماعات جيدة خلال رئاسته الأولى"، لكنه قال إن ذلك كان قبل الغزو. وتابع في هذا الصدد: "لا أستطيع أن أخبركم بما سيفعله، إذا كان سيصبح رئيساً للولايات المتحدة".

أوكرانيا للمجر: لن نقبل مبادرات سلام روسية

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لنظيره المجري بيتر سيارتو خلال محادثات في واشنطن، الأربعاء، إن أي مبادرات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا يجب ألا تستند إلى المنظور الروسي.

ويأتي اجتماع الوزيرين على هامش "قمة الناتو" عقب زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لكييف وموسكو وبكين، لإجراء محادثات وصفها بأنها "مهمة سلام".

واقترح أوربان، الذي دأب على معارضة تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، على زيلينسكي خلال زيارته لكييف النظر في وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 28 شهراً في مسعى للتعجيل بعملية السلام، لكن أوكرانيا رفضت الاقتراح.

وقال كوليبا على منصة "إكس" إنه أحاط سيارتو بالوضع الراهن في ساحة المعركة، مضيفاً: "شددتُ على أننا لن نقبل بأي مبادرات سلام تنطلق من المنظور الروسي".

ويرفض مسؤولو أوكرانيا فكرة وقْف إطلاق النار، قائلين إنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من الهجمات الروسية لاحقاً، وقالوا إنه لا بديل عن رؤية كييف لتسوية الصراع، والتي تشترط مغادرة القوات الروسية الأراضي الأوكرانية.

وفي رده على مبادرة وقْف إطلاق النار التي طرحها أوربان، عاود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على أن تخلّي كييف عن طموحها للانضمام لـ"الناتو" وأن تتنازل عن 4 مناطق أوكرانية تسيطر روسيا على أجزاء منها.

تصنيفات

قصص قد تهمك