روبرتسون: ما يحدث في آسيا والمحيط الهادئ يمكن أن يتكرر في اليورو والمحيط الأطلسي

لمواجهة "الرباعية القاتلة".. بريطانيا تسعى لرفع جاهزية الجيش

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر  يلتقي وزير الدفاع جون هيلي ورئيس لجنة مراجعة الجيش البريطاني جورج روبرتسون في العاصمة البريطانية لندن. 16 يوليو 2024 - Reuters
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلتقي وزير الدفاع جون هيلي ورئيس لجنة مراجعة الجيش البريطاني جورج روبرتسون في العاصمة البريطانية لندن. 16 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

قالت بريطانيا إنها ستعزز قواتها المسلحة "المجوفة" للتأكد من أن البلاد مستعدة لمواجهة ما وصفه رئيس مراجعة دفاعية بأنه "رباعية قاتلة" تضم الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا.

وعينت الحكومة جورج روبرتسون لرئاسة لجنة مراجعة للقوات المسلحة البريطانية ستقدم تقريرها في النصف الأول من عام 2025.

وقال جورج روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، إن المملكة المتحدة لا بد أن تكون مستعدة لمواجهة كل هذه الدول الأربع إذا لزم الأمر، وهو ما يعكس المخاوف الغربية من أن هذه المجموعة تتقاسم الأسلحة والمكونات والاستخبارات العسكرية بشكل متزايد حسب ما أفادت صحيفة "الجارديان".

وأضاف، في إفادة صحفية، وهو يقف إلى جوار وزير الدفاع الجديد جون هيلي: "نواجه رباعية قاتلة من الدول التي تعمل معاً بشكل متزايد"، ويتعين على بريطانيا وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) "أن يكونوا قادرين على مواجهة هذه الرباعية بالذات بالإضافة إلى مشكلات أخرى".

وكان روبرتسون يشير إلى الدول الأربع التي تعتبر معادية للغرب ويعتقد الآن أنها تشكل التهديد الرئيسي لأمن المملكة المتحدة مع تراجع الإرهاب.

وقال روبرتسون، الذي تولى منصب وزير الدفاع البريطاني في أواخر التسعينيات في عهد توني بلير ومنصب الأمين العام للحلف الناتو بين عامي 1999 و2003، إنه يتعين أن تكون القوات المسلحة جاهزة لمعركة بنفس مستوى التهديد.

وجدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التزامه بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي في قمة الناتو التي عقدت في الولايات المتحدة بعد أيام من انتخابه، لكنه لم يحدد بعد موعداً لذلك.

ومع تدشين المراجعة، وصف ستارمر القوات المسلحة بأنها "مجوفة"، وقال إنه يريد زيادة الإنفاق بشكل مسؤول لتحقيق القدرة على الصمود على الأمد الطويل.

بريطانيا تشدد لهجتها تجاه الصين

وكانت صياغة رئيس المراجعة فيما يتعلق بالصين بمثابة تحول ملحوظ في لهجة نهج الحكومة السابقة، التي فضلت وصف بكين بأنها "تحدي منهجي" وليس تهديداً، لكنها تعكس التشدد الذي بدا واضحاً في قمة حلف الناتو الأسبوع الماضي.

وفي واشنطن، انتقد التحالف المكون من 32 دولة الصين لتصرفها كـ "مساهم حاسم" لغزو روسيا لأوكرانيا، من خلال تزويد موسكو بمكونات الأسلحة والمواد الكيميائية للمتفجرات - وهو أقوى انتقاد وجهه حلف شمال الأطلسي لبكين على الإطلاق.

وقال روبرتسون إن "قمة الناتو، الأسبوع الماضي في واشنطن، أوضحت تماماً أن التحدي الذي تمثله الصين كان أمراً يجب أن يؤخذ على محمل الجد"، وإن "ما يحدث في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يمكن أن يحدث في منطقة اليورو والمحيط الأطلسي بسرعة كبيرة بعد ذلك".

كما زودت إيران وكوريا الشمالية روسيا بطائرات بدون طيار وقذائف مدفعية على التوالي لدعم غزو روسيا لأوكرانيا - والتكتيكات التي استخدمتها موسكو طبقتها طهران بدورها عندما شنت غارة صاروخية وطائرات بدون طيار على إسرائيل في أبريل رداً على قصف سفارتها في دمشق.

والأسبوع الماضي، سلط الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء أيضاً على حقيقة مفادها أن الدول الأربع تعمل معاً بشكل متزايد، وقال: "إنه لأمر مثير للقلق أن يكون لديك الصين وكوريا الشمالية وروسيا وإيران، وهي دول لم تكن منسقة بالضرورة في الماضي، تتطلع إلى معرفة كيف يمكنها تحقيق تأثير أفضل"، رغم أنه أكد أنه لن يوضح بشكل علني ماذا يعني بهذا "التأثير".

وقال الرئيس الأميركي إنه يريد من نظيره الصيني شي جين بينج أن يفهم "أن هناك ثمناً يجب دفعه" لمواصلة مساعدة روسيا في الحرب في أوكرانيا.

"مراجعة دفاعية"

وأشاد وزير الدفاع البريطاني بروبرتسون الذي سيتولى المراجعة، وسيعمل الأخير جنباً إلى جنب مع فيونا هيل، الخبيرة في الشؤون الروسية المولودة في بريطانيا والتي قدمت المشورة للرؤساء الأميركيين جورج بوش وباراك أوباما ودونالد ترمب، والجنرال ريتشارد بارونز، نائب رئيس أركان الدفاع البريطاني السابق.

واعتبر هالي أن الثلاثة يمثلون "أفضل مزيج من الخبراء الخارجيين الذين يمكننا تجميعهم معاً"، موضحاً أنهم سيعملون معاً داخل وزارة الدفاع، ويتشاورون ويأخذون المذكرات من الجيش وصناعة الدفاع والأكاديميين وغيرهم من الخبراء، قبل التوصل إلى الاستنتاجات.

وقال هالي إنه يأمل أن تكون هذه الممارسة بمثابة "مراجعة دفاعية لبريطانيا، وليس فقط مراجعة دفاعية لحكومة حزب العمال الجديدة".

وأوضح أنها ستتم "وسط الحرب في أوروبا مع غزو (الرئيس الروسي) بوتين غير القانوني لأوكرانيا" و"الصراع في الشرق الأوسط، والتهديدات المتزايدة والعدوان وعدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم". وسيكون هدفها "النظر في التهديدات التي نواجهها، والقدرات التي نحتاجها، وحالة قواتنا المسلحة وكذلك الموارد المتاحة".

وبالإضافة إلى هالي، سيقدم الفريق تقاريره إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، وسيساعد عمله في تحديد موعد قيام حزب العمال، كما وعد، برفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي من مستواه الحالي البالغ 2.32% - بزيادة قدرها حوالي 5 مليارات جنيه إسترليني.

وكان هالي حذراً بشأن موعد قيام حزب العمال بتحديد جدول زمني للوصول إلى الحد الأقصى، بخلاف القول إنه سيتم الإعلان عنه كجزء من "حدث مالي" مستقبلي.

ومن المتوقع صدور أول ميزانية في الخريف، على الرغم من أن وزير الدفاع لم يقل ما إذا كان من الممكن توقع قرار رفع الميزانية في تلك المرحلة.

وقال وزير الدفاع الجديد إنه "لم يأت إلى الوظيفة لخفض أعداد القوات المسلحة" واشتكى من أن حجم الجيش البريطاني انخفض إلى ما دون هدف الحكومة السابقة البالغ 73 ألف. كما أصر على أنه إذا تم انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة فلن يشكل ذلك تهديداً لحلف الناتو.

وأكد هالي أن حلف الناتو تحالف دائم، إذ استمر لمدة 75 عاماً منذ إنشائه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وإن المملكة المتحدة وأعضاء آخرين سوف يكونوا عمليين إذا عاد الجمهوري إلى البيت الأبيض، قائلاً: "سوف نعمل مع أي رئيس يتم انتخابه".

تصنيفات

قصص قد تهمك